ثالثا- إعراب حروف المعجم .. من "شرح الرضي على الكافية" تصحيح وتعليق يوسف حسن عمر
(حروف المعجم) (وإعرابها) ولأجل خوف بقاء المعرب على حرف إذا أردت إعراب حروف المعجم الكائنة على حرفين، نحو: با، تا، ثا، را، وإن لم يكن المعرب منها علما، ضعفت الألف وقلبتها همزة للساكنين، فتقول: هذه باء، وتاء.
ودليل تنكيرها وصفها بالنكرات، نحو: هذه باء حسنة، ودخول اللام عليها كالباء، والتاء.
وأما (زاي) فهو على ثلاثة أحرف آخرها الياء، كالواو [يعني مثل لفظ واو، اسم الحرف] أعربته أو لم تعربه، وفيه لغة أخرى: زي، نحو كي، فإذا ركبتها، وأعربتها قلت: كتبت زيا، نحو: كيا.
ولا تجوز الحكاية في أسماء حروف المعجم مع التركيب مع عاملها، فلا تقول: كتبت (با) حسنة، كما جاز في نحو: من، وما وليت، إذا جعلت أعلاما للفظ؛ لأنها موضوعة لتستعمل في الكلام المركب مع البناء، فجاز لك حكاية تلك الحال في التركيب، بخلاف أسماء حروف المعجم فإنها لم توضع إلا لتستعمل مفردات لتعليم الصبيان ومن يجري مجراهم، موقوفا عليها. فإذا استعملت مركبة مع عاملها فقد خرجت عن حالها الموضوعة لها، فلا تحكى.
... والدليل على أن المد في نحو قولك: هذه باء- مزيد، ولم يكن في أصل الوضع، قولك في الإفراد: با، تا، ثا- بلا مد.
وما وضع على ثلاثة يكون في حال الإفراد، أيضا، كذلك، كزيد، عمرو، بكر، [يعني يكون ساكن الآخر حتى يدخل في التركيب يجعله جزء كلام] وسيبويه جعل أبا جاد، وهوازا، وحطيا، بياء مشددة عربيات، فهي، إذن، منصرفة. وجعل سعفص، وكلمون، وقريشيات- أعجميات فلا تصرف للعلمية والعجمة.
وإنما جعل الأول عربية؛ لأن أبا جاد مثل أبي بكر، وجاد من الجواد وهو العطش، وهواز من هوز الرجل أي مات، وحطي من حط يحط. وقال المبرد: يجوز أن تكون كلها أعجميات. قال السيرافي: لا شك أن أصلها أعجمية؛ لأنها كان يقع عليها تعليم الخط بالسريانية.
وقريشيات يدخلها التنوين كما في: عرفات، وتعريفها من حيث كونها أعلاما للفظ، إذا ركبتها مع العامل نحو: اكتب كلمون، أي هذا اللفظ أو هذه الكلمة.