الموضوع
:
في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج حر المصيبة
عرض مشاركة واحدة
#
1
10-03-2011, 03:28 AM
*قرآني حياتي*
عضو متألق
تاريخ التسجيل: Jan 2011
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 579
الدولة :
في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج حر المصيبة
في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج حر المصيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى :
وبشر الصابرين
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون
سورة البقرة ، الآية 155 - 157 . .
وفي " الصحيح " عن أم سلمة مرفوعا :
مسلم الجنائز (918) ، الترمذي الجنائز (977) ، أبو داود الجنائز (3119) ، أحمد (6/314) ، مالك الجنائز (558). ما من أحد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها
، وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب وأنفعها له في عاجلته وآجلته ، فإنها تضمنت أصلين إذا تحقق بهما تسلى عن مصيبته .
أحدهما : أن العبد وماله ملك لله جعله عنده عارية .
والثاني : أن المرجع إلى الله ولا بد أن يخلف الدنيا ، فإذا كانت هذه البداية والنهاية ، ففكره فيهما من أعظم علاج هذا الداء . ومن علاجه أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه . ومنه أن ينظر إلى ما أصيب به ، فيجد ربه أبقى له مثله أو أفضل ، وادخر له إن صبر ما هو أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة ، وأنه لو شاء لجعلها أعظم مما هي .
ومنه إطفاؤها ببرد التأسي بأهل المصائب ، فلينظر عن يمينه وعن يساره ، فهل يرى إلا محنة أو حسرة ، وإن سرور
- ص 193 -
الدنيا أحلام نوم ، وإن أضحكت قليلا ، أبكت كثيرا .
ومنه العلم أن الجزع لا يرد بل يضاعف .
ومنه أن يعلم أن فوات ما ضمن الله على الصبر والاسترجاع أعظم منها .
ومنه أن يعلم أن الجزع يشمت عدوه ، ويسوء صديقه ، ويغضب ربه . ومنه أن يعلم أن ما يعاقب الصبر والاحتساب من اللذة أضعاف ما يحصل له من نفع الفائت لو بقي له .
ومنه أن يروح قلبه بروح رجاء الخلف من الله ، فإنه من كل شيء عوض إلا الله .
ومنه أن يعلم أن حظه منها ما تحدثه له ، فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط .
ومنه أن يعلم أن آخر الجزع إلى الصبر الاضطراري ، وهو غير محمود ، ولا مثاب عليه .
ومنه أن يعلم أن من أنفع الأدوية موافقة ربه فيما أحبه ورضيه له وأن خاصية المحبة وسرها موافقة المحبوب .
ومنه أن يوازن بين أعظم اللذتين والتمتعين وأدومهما لذة تمتعه بما أصيب به ، ولذة تمتعه بثواب الله .
ومنه العلم بأن المبتلي أحكم الحاكمين ، وأرحم الراحمين ، وأنه لم يبتله ليهلكه ، بل ليمتحن إيمانه ، وليستمع تضرعه ، وليراه طريحا ببابه .
ومنه أن يعلم أن المصائب سبب لمنع أدواء المهلكة ، كالكبر والعجب والقسوة .
ومنه أن يعلم أن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة الآخرة ، وبالعكس ، فإن خفي عليك هذا ، فانظر قول الصادق المصدوق :
مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2823) ، الترمذي صفة الجنة (2559) ، أحمد (3/284) ، الدارمي الرقاق (2843). حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات
وفي هذا المقام تفاوتت عقول الخلائق ، وظهرت حقائق الرجال..
منقول..
*قرآني حياتي*
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها *قرآني حياتي*
[حجم الصفحة الأصلي: 15.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط
14.85
كيلو بايت... تم توفير
0.60
كيلو بايت...بمعدل (3.91%)]