الموضوع: بغداد لا تسكتي
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-03-2011, 12:58 PM
الصورة الرمزية أم اسراء
أم اسراء أم اسراء غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
مكان الإقامة: اينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 3,066
افتراضي بغداد لا تسكتي

الســ عليكم ـــلام ورحمة الله وبركاته



كتبتُ والحبرُ من نهر الفرات جرى ... شعراً يُـترجِمُ مجداً غاصَ في القِدَمِ
آمـنتُ بــالله ربــاً لا شـــريــكَ لـَــهُ ... وكيف يشرِكُ مَن يرنـو إلى القِـمَـمِ !
بالله يا نخلةً مـدَّت جـــــــذائرَهـــــا ... بين الـفـراتــين في شّـطٍ من السَّـقَمِ
هــل روَّعتكِ المآسي فوق طينتِـها ؟ ... وهل سقـتـكِ دمـاً تجـــريهِ بعدَ دَمِ؟
وهل تنبـــأتِ الأنــواءُ عـن حـــدثٍ ... يعيد للمجـد نوء السَّعــــد والحُـــلُم









إنها بغداد الحزينة تجدد مأساتها مع هولاكو القرن الواحد والعشرين واحفاد بن العلقمي الذين
جاؤوا يجترون أحقادهم المدفونة عبر القرون والسنين





بغداد لا تسكتي




بغدادُ ، ماذا أرى في حالـِكِ الظُّـلَم نجمــاً يلــوحُ لـنـــا أم لفحـةَ الحِـمَــمِ
أرى النواحي وضوءُ الـنارِ يلفَحُها فـكيف تجـتـمعُ الـنـيرانُ بالظُّــلـَمِ؟

بغــدادُ،لا تسكتي..ردي على طلبي وامحي سؤالي الذي أحكيه ملءَفمي
بغــدادُ ، أين زمـــانُ العِـزِّ في بلـدٍ كان السـلام به أسمى من العَـلَــمِ؟
دارَ السـلامِ ، أيا بغدادُ ، هل بعُـدت عنك الجحافلُ في يومِ الوغى الـنَّهِمِ
وهـــل سـتأتي أسودُ العُربِ يدفعُها نبضُ الـكرامَـةِ في قـلبٍ لها هَـرِمِ
النـارُ نارُك يا بغـــدادُ ، فاصطبري فمـا يفـيــدكِ بعدَ الـحَــرقِ من نَـدَمِ
واســــتنجـدي ببني الإسـلامِ إنهمو أُسدُ الوغى،وأسودُالشرك كالعَدمِ
بالله قولي أيا بغـــــدادُ ، مـا فـتـئت يَـــدُ المغـولِ تزيــــدُ الجرحَ بالـكَـلِـمِ
بالله قولي أيا بغـــــدادُ ، مـا فـتـئت يَـــدُ المغـولِ تزيــــدُ الجرحَ بالـكَـلِـمِ
مـــرت قرونٌ ثمـــانٍ والجراحُ بنا تغـورُ من رجـسِ ما صبُّوه من نـِقـَمِ
شمسُ الحضـارةِ لم تشرق بساحتنا من بعدِهم وغدونــــــا أمَّـــةَ الـرَّخـَمِ





تبـــاً لمستعصمٍ لم يحـمِ دولــتـَــــه فاستهدفتها عـبـيـدُ الرجـس والـصنَـمِ
تبــا لمســـتعصم كانت بطانَـتُــــــهُ تـُزيـغُهُ عن طريــق الحقِ والقيـَم
فهــل يرومُ من الزنـديــقِ حكمتـَــهُ و(العلقمي)جمــيــلَ الرأي والحُـلـُمِ
تباً لمستعصمٍ يلـقـــاهمُ فــــرحـــــاً ويـلـتقي النـاصحَ الصدِّيقِ بـالـجَـهـَمِ
تباً لمستعصم أضحت بطـــــانتـُــهُ تدوسُ فــيــهِ كــرامَ الشعبِ بالجِزَمِ
تباً لمستعصم أمست حواشــــــــيهِ تُـشـــارك الناسَ في الأرزاقِ واللُّقمِ
تباً لمستعصم أدنى الحثـــــــالةَ من عَــرشٍ وأبعَـدَ أهلَ الفضلِ والـكَـرَمِ
تباً لمستعصمٍ أفـنى خــزينـتـَـــــــهُ على الغواني وأهـلِ الرَّقصِ والنَّغَـم
تباً لمستعصمٍ يُـدنـي العـَـــــدوَّ لـَـهُ كـأنَّـهُ صــار عن فـتــكِ العدوِّ عمي
تباً لمستعصمٍ أهـدى مـَــــديـنـَتـَـــهُ إلى المغـُـولِ وظنَّ الأمنَ في السَّلــَمِ
تباً لمستعصمٍ نـــامَـتْ عـوَاطــِفـُهُ وأعينُ الشـعــبِ لم تغمضْ ولم تـَـنـَمِ





بالله قولي أيــا بغـــدادُ ، لا رقدت عينُ الجـَبَـــانِ إذا نـامَـت عن الهِممِ
واستخلفي الله في عصــرٍ لقيتِ بهِ ذُلَّ المهــانــةِ بــينَ العُـرْبِ والعَـجَمِ
حــانَ الوداعُ أيا بغــدادُ ، فانتحبي فقد أصيبَ جميـــعُ القــومِ بالصَّمَم
حــانَ الوداعُ أيا بغدادُ ، قد نُحِرَتْ رجولةُ الـقَــومِ في مـيـدانِ مُـنـتـقِمِ
حـان الوداعُ .. وعذرُ القومِ أنهمو لا يقدرون على الأرمـاحِ والحُسـُمِ
هذا الوداعُ .. فموتى خيرَ عاصمةٍ مذبوحةً .. ربمــا مــاتتْ بـلا ألـَـمِ!


__________________

مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.39 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]