قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الأول
كتاب التوحيد
وقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].
وقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}[النحل:36].
وقوله: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].
وقوله: { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا } [النساء:36].
وقوله: { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} [الأنعام: 151].
قال ابن مسعود رضي الله عنه:
" من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه
فليقرأ قوله تعالى: { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} [الأنعام:151]
إلى قوله: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا } [الأنعام:153].
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
" كنتُ رديف النبي - صلى الله عليه وسلم- على حمار
فقال لي: "يا معاذ أتدري ما حقّ الله على العباد وما حقّ العباد على الله
قلت: "الله ورسوله أعلم"،
قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب مَن لا يشرك به شيئاً"
قلت: "يا رسول الله أفلا أبشّر الناس"
قال: "لا تبشرهم فيتكلوا".(أخرجاه في الصحيحيْن).
*****************************
الشرح:
بدأ رحمه الله بالبسملة،
قال صلى الله عليه وسلم: "كل أمرٍ ذي بال لا يُبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر"([1])،
أي: ناقص البركة.
ثم قال كتاب التوحيد ومعناه إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة
والتوحيد ثلاثة أنواع:
الأول: توحيد الربوبية:
وهو إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة وتدبير الخلائق، يعني أنه لا خالق ولا رازق ولا مدبّر ولا محيي ولا مميت ولا ضار ولا نافع إلا الله تعالى.
ومن أقر بهذا النوع من التوحيد وحده لا يكون مسلماً لأنه قد أقرّ به الكفار،
قال تعالى: { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [العنكبوت:61]،
إلا أنهم لم يؤمنوا بالنوع الثاني من التوحيد وهو:
النوع الثاني: توحيد الألوهية،
ومعناه: إفراد الله بالعبادة:
يعني لا يُعبد مع الله أحداً يعبده وحده لا شريك له.
يعني يصلي لله ولا يصلي لأحدٍ غيره ويسبح لله وينذر لله ويحج لله ويتصدق لله ويتوكل على الله ويستعين بالله ويستغيث بالله ويدعو الله ويخاف من الله ولا يشرك معه أحداً.
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].
النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات،
وهذا يعني أن نثبت لله ما أثبته لنفسه وأثبتَه له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
*********************************
(1) الحديث ضعيف جداً بهذا اللفظ، انظر الإرواء رقم (1 / 29).
يتبع بــإذن الله