وقوله: "ثم ادعهم إلى الإسلام".
هذا محل الشاهد في الحديث للباب، باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله.
الإسلام هو: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك وأهله.
وكلمة الإسلام غطاء يدّعيها كل الطوائف المنحرفة والضالة والكافرة:
القاديانية، والباطنية، والقبورية وغيرهم من الطوائف المنحرفة.
لكن لو شرح الإسلام بأنه التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له، والبراءة من المشركين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت،
وإفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادات من الذبح والنّذر والاستغاثة والاستعاذة،
حينئذٍ يتبين الإسلام الصحيح من الإسلام المزيّف.
فالإسلام ليس مجرد انتساب ودعوى فقط، أو قول لا إله إلا الله بدون التزام بمعناها ومدلولها حتى لو كان عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله r يعتبر من حق لا إله إلا الله.
لهذا لما ارتدّ عن الإسلام مَن ارتد بعد وفاة النبي r وعزم أبو بكر رضي الله عنه على قتالهم، قال له الصحابة، ومنهم عمر:
"يا خليفة رسول الله، كيف تقاتلهم وهم يقولون: لا إله إلا الله،
قال: إن رسول الله r يقول: "إلا بحقها" وإن الزكاة من حقها، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله r لقاتلتهم عليه".
وقوله: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمر النعم".
هذا ترغيب في الدعوة إلى الله عز وجل، وحُمر النعم الإبل الحمر، وهي أنفَس أموال العرب.
(1) رواية عناقاً أصحّ من رواية عقالاً كما نبّه على ذلك شيخنا الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود رقم (1376).