عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 30-03-2011, 03:02 PM
الصورة الرمزية أم اسراء
أم اسراء أم اسراء غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
مكان الإقامة: اينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 3,066
افتراضي رد: إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( متجدد )

الـشـرح:

قال المؤلف رحمه الله: "باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله"

مناسبة هذا الباب لما قبله من الأبواب ظاهرة جداً فإنه لما ذكر في:

الباب الأول: معرفة التوحيد.
الباب الثاني: فضل التوحيد.
الباب الثالث: فضل من حقق التوحيد.
الباب الرابع: ما يضاد التوحيد وهو الشرك.

فإذا ألمّ طالب العلم بهذه الأبواب وعرفها معرفةً جيدة فإنه تأهل حينئذٍ للدعوة إلى الله عز وجل. فإنه لا يجوز للإنسان إذا علم شيئاً من هذا العلم الشريف أن يختزنه في صدره،
فلا بد من نشره والدعوة إليه فإن هذه الأمة أمة الدعوة
كما قال تعالى:}كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ{ [آل عمران:110].

وقال تعالى:}وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{[آل عمران:104].

فلا يجوز للمسلم الذي عرف شيئاً من العلم أن يكتمه وهو يرى الناس في حاجة إليه، خصوصاً علم التوحيد وعلم العقيدة. واللذان لا نجاة للإنسان إلا بمعرفتها وفهمها فهماً جيداً ليكون من الموحدين المحققين للتوحيد والبعيدين السالمين من الشرك.

فقوله: "باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله" يعني الدعوة.
وقال رحمه الله تعالى:
وقول الله تعالى: }قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{[يوسف: 108].
يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً r أن يُعلن للناس عن بيان منهجه ومنهج أتباعه في الدعوة وهو: الدعوة إلى الله على بصيرة، فدل على أن من لم يدعُ على بصيرة فإنه لم يحقق اتباع النبي r.

قوله:}أَدْعُو إِلَى اللّهِ{ قال الشيخ رحمه الله: "فيه التنبيه على الإخلاص، فإن بعض الناس إنما يدعو إلى نفسه".

فقد يكون الإنسان يدعو ويحاضر ويخطب، لكن قصده من ذلك أن يتبين شأنه عند الناس فيصبح له مكانه ويمدحه الناس على ذلك ويتجمهرون إليه ويكثرون حوله، فإذا كان هذا هو قصده فهو لا يدعو إلى الله وإنما يدعو إلى نفسه وهذا محظور عظيم. فيجب على الإنسان الذي علم أن يدعو، وإذا دعا أن يخلص لله فيدعو إلى الله لا يدعو إلى نفسه. فيكون قصده من الدعوة إقامة شرع الله وهداية الناس ونفعهم سواءً مدحوه أو ذمّوه فبعض الدعاة إذا لم يمدح ويشجع ترك الدعوة وذلك دليل على أنه لا يدعو إلى الله وإنما يدعو إلى نفسه.

فليتنبّه الإنسان الداعي إلى الله أن يقصد بدعوته رضى الله مخلصاً له ونفع الناس وتخليصهم من الشرك ومن البِدع والمخالفات ولينتبه أن الكثرة حول الشخص لا تدل على فضله فكما مرّ معنا فإن النبي يأتي يوم القيامة وليس معه أحد،
فهل يدل ذلك على عدم فضل هذا النبي؟ لا حاشا وكلا.




يتبـع..
__________________

مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.73 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]