أختي ان أردتي الاجابة على أسئلتك جميعها إقرئي المقال التالي جيداً بتمعن .
مشكورة أختي ابنة الحماس وبارك الله فيكي .
تمُر حركة فتح بأزمة عميقة تنعكس بشكل جلي على تصرفاتها المتخبطة في التعاطي معقضية المصالحة، دون تراجع عن مواقفها التاريخية الشائنة إزاء القضية الفلسطينية.
الصدمة التي دخلت بها سلطة فتح بعد سقوط حلفائها في المنطقة دفع بها لإفتعال ثورةلا تعبر عن تطلعات الشعب الحقيقية، من خلال التحضير لما سمي " بثورة الكرامة " قبلعدة أسابيع
لم يُكتب لها الظهور لانعدام الدافعية لدى أبناء الحركة انفسهم بطبيعةأهداف هذه الثورة ومراميها، فلا مبرر موضوعي للثورة على نظام ديموقراطي يوفر الأمنوالامان
ويحاول التكيف مع الظروف الصعبة الناتجة عن حصار خانق، ناهيك عن الحريةالتي ينعم بها أبناء الحركة في مختلف المستويات، فهناك شريحة مازالت مستنكفة عنوظائفها تقبض رواتبها بكل أريحية،
وهناك من يعبر عن رأيه دون قمع أو تعسف يؤدي إلىإعتقال سياسي، وقيادات فتح تدخل وتخرج ببطاقاتها الخاصة في ظل منع عديد من أبناءالشعب الفلسطيني من حتى الخروج للعلاج بالخارج!
وبعد فشل ما يسمى " بثورةالكرامة " في قطاع غزة، ظهر ما يسمى بفريق " تجمع 15 آذار " الداعي لإنهاء الإنقساممن خلال الفعاليات المختلفة عبر شبكات التواصل الإجتماعي والإلكتروني.
هذا الفريقكما يبدو لي أنه نتاج مراجعات حثيثة لحركة فتح لفشل ثورة الكرامة السابقة، حيث تريدالحركة تصدير الأزمة الحقيقة من الضفة المحتلة ونقلها إلى قطاع غزة،
لخلق ثغرة تدلفمن خلالها إلى الواجهة بعد أن غيبتها الفصائل الفلسطينية قسرًا في قطاع غزة نتيجةالفساد والإفساد، ونتيجة رفضها للخيار الديموقراطي الذي أفرزته الإنتخابات البلديةوالتشريعية السابقة.
تتأكد هذه الشكوك والتوجسات حول مرجعية هذا الفريق الذينسب لنفسه البراءة من أي لون حزبي، في تصرفاته المريبة والمهزلة الحقيقية التيصنعها بحركاته العشوائية غير المتناسقة في قطاع غزة،
ما أثار الريبة لدى أجهزةالأمن في قطاع غزة حول النوايا الحقيقية التي توجه هذا الفريق .. يتجلى ذلك فياختيار ياسر عرفات رمزًا دون إشراك رموز أخرى لا يختلف إثنان على دورها الفاعل فيإبراز القضية الفلسطينية
.. فلماذا لم ترفع صورة الشيخ أحمد ياسين إلى جانب ياسرعرفات ؟ ولماذا لم ترفع صورة الشقاقي و غيره من القيادات الوطنية التي دفعت دماءهاثمنًا للحفاظ على القضية الفلسطينية من غدر الكيان وعملائه ؟
أليست قاعدةهشة تلك التي انطلق من خلالها فريق 15 آذار في بناء الوحدة الوطنية .. دون إدراكحقيقي لمسببات الخلاف وجذوره التاريخية ؟ وكيف ننهي إنقسام
تسعى سلطة فتح لتعميقهيوميًا وفي كل لحظة من خلال التطبيع المباشر مع الإحتلال .. إلى جانب سلوك يترجمهذا التطبيع بشكل يضمن أمن الكيان ،
حيث أن سلطة فتح تعمل على تبادل الأدوار فيإعتقال ومطاردة المقاومين، ناهيك عن حجب الوسائل الإعلامية وإختطاف الصحفيين وإغلاقالمؤسسات المختلفة ؟
لكي تكون حركة فتح صادقة في مراميها من وراء " إنهاءالإنقسام " عليها التوقف عن ممارساتها الشائنة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفةالمحتلة،
على الأقل فلتفرج عن كافة المعتقلين السياسيين الذين يرزحون تحت ظروف صعبةفي سجون الوقائي والمخابرات، فضلًا عن وقف التنسيق الأمني والتفاوض.
نحنكفلسطينيين في الداخل والخارج كنا نتمنى ظهور مبادرات مثل فريق 15 آذار يسعى لتحملمسؤولياته أمام المشكلة الأساسية التي نعاني منها صباح مساء
.. فلماذا لا يتبنى هذاالفريق شعارات مثل " الشعب يريد إنهاء التهويد " .. " الشعب يريد وقف الإستيطان " .. " الشعب يريد وقف التفاوض " .. " الشعب يريد رفع الحصار " .. ؟
أين كانهذا الفريق من المجازر التي كانت ومازالت ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في الأراضيالمحتلة في الضفة والقطاع، ومن اعتداءات المستوطنين المستمرة تجاه أبناء شعبنا،
ومنتصرفات سلطة فتح الخيانية في تسليم المغتصبين إلى سلطات الكيان .. في الوقت الذييدفع فيه الشعب الفلسطيني الثمن الباهظ جراء الإحتفاظ على الجندي الصهيوني أسيرًامقابل الإفراج عن الأسرى من سجون الإحتلال ؟
نريد وحدة وطنية حقيقة مرتكزةإلى مبادرات فتحاوية تنهي الأزمة وتدعم نواياها، بالعودة للمشروع الوطني الذي يتبنىالثوابت وحق العودة والمقاومة خيارات أساسية لإستعادة الحقوق،
فضلًا عن الإفراج عنالمختطفين والتوقف المباشر عن التنسيق والتطبيع والتفاوض .. وعلى سلطة فتح إدراك أنالأمور لا تجري في صالحها كما كانت في السابق، فظهرها عاري عن الدعم الذي كان يوفرهحلفائها لدى الأنظمة القمعية سواء التي سقطت أو تلك التي في طريقها إلىالسقوط!
على حركة فتح أن تتوقف عن زيادة الأعباء وممارسة التقليد السمج لمايجري في العالم العربي، فالثورات الحقيقية بريئة مما تحاول هذه السلطة استنساخهبالاستعانة بالإحتلال والتنسيق معه
.. والشعب الفلسطيني في قطاع غزة يدفع ثمن صمودهكل يوم وفي كل دقيقة تمر وهو في حصار، وهو يتطلع إلى الحرية الكاملة التي تدعمهاالثورة المصرية
وينتظر ما ستؤول إليه الأوضاع بشكل يعزز رأس الحربة التي تعرقلمشروع الإحتلال في فلسطين.
فلسطين أكبر من فتح وحماس .. نعم هذا صحيح لكننحننريد فلسطين البندقية لا فلسطين " هزّ الكتف بحنية " .. نريد فلسطين الكرامة لافلسطين المهانة
.. نريد فلسطين دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرف لا دولة مرقعةعاصمتها فتات ما قد يتصدق علينا به الإحتلال .. نريد فلسطين بلاجئيها والإفراج عنأسراها ..
وفيما لو آمنت حركة فتح بفلسطين التي نريد .. ستصبح قلادة الوحدة الوطنيةكالعقد الفريد لا يفرط بسهولة .