رد: مفرغ خطبة الشيخ محمد حسان "دعوة للتسامح والتصالح"
أؤكد لإخواننا جميعاً وأقول لهم
اطــمئـنـوا
فمن أدبيات أتباع المنهج السلفي أن تغيير المنكر باليد له ضوابط ،
بل وبالقول له ضوابط
لا يجوز أبداً لأي مسلم يعلم القرءان والسنة بفهم سلف الأمة أن يُغير
منكراً بمنكر أكبر
أبداً
أبداً
وإلا فأنا أقول وبأعلى صوتي
هذا الذي يُقدم على تغيير منكر بلا علم ولا فهم وبما يترتب على
تغيير المنكر بما هو أنكر من المنكر هذا لا يجوز له البتة إطلاقاً أن
يتحدث باسم المنهج السلفي أو أن يتكلم على أنه يتحرك من منطلق
فهمه لمنهج السلف الصالح
أبداً
أعلنها للدنيا أتباع المنهج السلفي برءاء من هدم الأضرحة وحرق
الأضرحة
بل هم يدعون إلى التوحيد بصفائه ونقائه
وشموله وكماله ويدعون إلى التحليل من الشرك كله
يدعون إلى الطواف حول بيت الله وحده
وإلى أن تكون النذور لله وحده
ويدعون إلى اللجأ إلى الله وحده
والتوكل عليه وحده
والاستغاثة به وحده
وتفويض الأمر إليه وحده
ولا يختلف على الإطلاق مع هذا التأصيل أي مسلم على وجه
الأرض مهما كان انتماؤه حتى ولو كان صوفياً
هل يوجد صوفيّ حقيقي كما سأُبين الآن
يلجأ إلى غير الله ؟
أو يذبح لغير الله ؟
أو يستغيث بغير الله؟
أو يحلف بغير الله ؟
أو يطوف بغير بيت الله؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه طيب الله ثراه
وأنا أخاطب إخواننا الصوفيين أن يراجعوا كلام شيخ الإسلام في
المجلد الحادي عشر من مجموع الفتاوى في أول صفحة من
صفحات المجلد الحادي عشر
وأخاطب شبابنا أيضاً على اختلاف انتماءاته وأطيافه
أن يراجعوا قول شيخ الاسلام لنتحرك بعدل وأدب وإنصاف
وإنصاف
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية : (الصوفية اسم لم يكن مشتهرا في
القرون الثلاثة الأولى لم يُستعمل لكن استُعْمِل بعد ذلك . قال :
واشتهر أن بعض الأئمة قد استعمل لفظ الصوفية. يقول :
كالإمام أحمد وسفيان الثوري والحسن البصري.
أول صفحة في المجلد رقم 11
سبحان الله
قال : واختلفوا في النسبة في المعنى يعنى
قيل أن الصوفية أو الصوفي مشتق من أهل الصوفة
وقال : لو كان ذلك كذلك لقيل صفويّ أهل الصفة
وقيل : بل هو مشتق من أصحاب الصفوف المتقدمة بين يدي الله
فقال : لو كان ذلك كذلك لقيل صفّي أي من الصف
وقيل بل هو مشتق من لبس الصوف
وهذا هو الأشهر والأرجح
وبدأت بداية الصوفية في بلاد البصرة لأن أهلها كانوا مشتهرين
بالزهد والعبادة .
اسمع لهذا التأصيل البديع
قال : والناس في الصوفية ثلاث طوائف :
ــ طائفة حكمت على الصوفية كلها وعلى التصوف كله وقالوا
مبتدعون ضالون خارجون عن السنة هذه طائفة.
ــ وطائفة مقابلة غلت في الصوفية فقالت هم أكمل الخلق بعد الرسل والأنبياء
قل : وكلا طرفي الأمر ذميم
هذا خطأ وذاك خطأ أن تغالي وأن تُـفْرط أو أن تُفرّط
قال : والوسط هو العدل
ثم قال : والقول الوسط
يا الله رحم الله هذا الرجل على عدله
قال شيخ الإسلام رحمه الله : والقول الوسط هو :
ــ أن منهم من هو سابق إلى الله باجتهاده في طاعة الله كاجتهاد
غيره ومنهم من هو مقتصد فمنهم السابق بالخيرات منهم السابق
المقرب إلى الله باجتهاده في طاعته كاجتهاد غيره ومنهم المقتصد
ومنهم الظالم لنفسه والعاصي لربه
وهذه الأقسام موجودة في كل طائفة من طوائف المسلمين
منا نحن الآن السابق بالخيرات ومنا المقتصد ومنا الظالم لنفسه
قال : وانتسب إليهم بعض الزنادقة وبعض المبتدعة
وأنا أتصور أنه لن يخالف صوفي على الإطلاق هذا التأصيل العدل
لشيخ الإسلام
من منهم يوافق على أن تكون الصوفية بُعداً عن الكتاب
أو انحراف عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم
أو استغاثة بغير الله
أو نذر لغير الله
أو حلف بغير الله
أو طواف بغير بيت الله
لا يقبل هذا إلا من هو لا يعرف معنى الصوفية الحقَ
ولا وشاحة في الاصطلاحات
أؤصل هذا الآن حتى لا تشتعل نار فتنة نحن في غنى عنها على
الإطلاق
هم ونحن معهم ندعو إلى توحيد الله تبارك وتعالى
وإلى نبذ الشرك كله بكل صوره وأشكاله وألوانه
وندعو الجميع إلى التعقل وإلى الحكمة وإلى التروي وإلى التسامح
وإلى الجلوس للتصالح لنلتقي على الأصول والثوابت
ولُيبين بعضنا للبعض الآخر الحق فنحن بدليله من كتاب الله ومن
سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فنحن وهم لا يمكن على الإطلاق أن نقبل أن تتحول القبور إلى
ملاذات تُعبد بصورة أو بأخرى
فقد حذر نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك "لعن الله اليهود
والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم وصالحيهم مسجداً".
نعم نؤصل الحق بدليله
بالحكمة والأدب والرحمة والتواضع
أما أن يتصور البعض أن تغيير أي منكر
يكون بمنكر أكبر من المنكر
فهذا ليس من أصول ديننا ولا من أدبيات أتباع المنهج السلفي على
الإطلاق
يقول ابن القيم : "إن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرع لأمته
إيجاب إنكار المنكر ليحصل من المعروف ما يُحبه الله ورسوله فإن
كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر فهو أمر بمنكر
وسعي في معصية الله ورسوله"
ولقد كان النبي يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها
بل لما فتح عليه مكة وصارت مكة دار إسلام وعزم النبي على هدم
البيت الحرام ورده على قواعد إبراهيم
لم يفعل النبي ذلك مع قدرته على فعل ذلك لأن قريش كانت حديثة
عهد بكفر وقريبة عهد بإسلام
لا أريد أن أطيل على حضراتكم أكثر من ذلك وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
يتبع بإذن الله
|