أنواع القرب المهداة إلى أموات المسلمين:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((الصحيح أنه ينتفع الميت بجميع العبادات البدنية: من الصلاة، والصوم، والقراءة، كما ينتفع بالعبادات المالية: من الصدقة، والعتق، ونحوها باتفاق الأئمة...))([1]).
([1]) الأخبار العلمية من الاختيارات الفقهية، ص137 .
= = = = = = = = = = = = = = = = = =
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ((هناك أربعة أنواع من العبادات تصل إلى الميت بالإجماع وهي:
الأول: الدعاء.
الثاني: الواجب الذي تدخله النيابة.
الثالث: الصدقة.
الرابع: العتق.
وما عدا ذلك فإنه موضع خلاف بين أهل العلم.
فمن العلماء من يقول: إن الميت لا ينتفع بثواب الأعمال الصالحة إذا أُهدي له غير هذه الأمور الأربعة، ولكن الصواب أن الميت ينتفع بكل عمل صالح جُعِلَ له إذا كان الميت مؤمناً...))([1]).
ثم قال رحمه الله: [أما] قوله تعالى: ]وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى[([2]) [فـ]المراد والله أعلم: أن الإنسان لا يستحق من سعي غيره شيئاً، كما لا يحمل من وزر غيره شيئاً، وليس المراد أنه لا يصل إليه ثواب سعي غيره؛ لكثرة النصوص الواردة في وصول ثواب سعي الغير إلى غيره، وانتفاعه به إذا قصده به))([3])
ثم ساق رحمه الله تعالى الأدلة على وصول ثواب: الدعاء، والصدقة عن الميت، والصيام، والحج، والأضحية، ثم ردَّ على من خصَّص ذلك بالولد، وبين أنه قد جاء ما يدل على جواز الحج عن الغير حتى من غير الولد، وذلك أنَّ النبيّ r سمع رجلاً يقول: لبيك عن شبرمة، فقال النبي r: ((من شبرمة؟)) قال: أخٌ لي أو قريب لي، قال: ((أحججت عن نفسك؟)) قال: لا. قال: ((حج عن نفسك ثم عن شبرمة))([4])([5]).
وبيَّن أنه يجوز أن يُحج عن الميت الفرض والنَّفل؛ لهذا الحديث؛ لأن النبي r لم يستفصل هذا الرجل عن حجه عن شبرمة هل نفل أو فرض؟ وهل كان شبرمة حيًّا أو ميتاً، قالوا: وإذا جاز أن يحج عن الميت الفرض بالنص الصحيح الصريح فما المانع من النفل؟([6]).
([1]) مجموع رسائل ابن عثيمين، 17/255 .
([2]) سورة النجم، الآية: 39 .
([3]) مجموع رسائل ابن عثيمين، 17/255-256 .
([4]) أبو داود، برقم 1811، وابن ماجه، برقم 2903، وتقدم تخريجه.
([5]) مجموع رسائل ابن عثيمين، 17/256-266 .
([6]) مجموع رسائل ابن عثيمين ،17/274-275،وانظر:مباحث مفيدة في ذلك، 17/222-280 .