عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-06-2006, 04:14 PM
الصورة الرمزية جنة عدن
جنة عدن جنة عدن غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: May 2006
مكان الإقامة: في بلاد الله الواسعة
الجنس :
المشاركات: 542
10 الفكر ينمو بالتجديد لا بالتقليد

الفكر ينمو بالتجديد لا بالتقليد
كلمه التجديد من الكلمات الآسرة التي تحب الأذن سماعها، ويتطلع العقل إلى كشفها..


وليس هناك في التاريخ الإنساني كله أسوأ وأبشع من إنكار جيل على جيل حقه في استخدام عقله في ممارسة صلاحياته هذه.. ولعل تاريخ الحروب الدينية الشرسة التي اجتاحت أوروبا في القرون الوسطى.. كانت نتيجة لهذه الوصاية الكهنوتية التي لم يعرفها الدين من حيث هو دين.. ولكنها كانت مجموعة من الأهواء والشهوات موزعة بالتساوي بين ملك مستبد وقسيس خائن.

وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون (الأنعام)، بمعنى أنه لو حاول أحدهم أن يتلاعب في طرح رؤاه التجديدية فالأصل موجود.. وقد جعل الله لهذا الدين من كل خلَف عدوله الذين ينفون عنه الزيغ والغلو.. كما أنبأنا النبي { وأهداف هذا الفكر في الإنسان وحياته هو تنظيمها والارتقاء بها، وشق مسارات التيسير لعسيرها والتخفيف لأثقالها ورفع الحرج أمام الإنسان في انطلاقه نحو الكرامة والحرية والعدل.

وفي الوقت الذي لا تقوم فيه الأمة بالتجديد عن طريق هذا المفهوم الخلاق فإنها تكون بذلك على خطأ كبير.. لسبب شديد البساطة وهو أنهم يسهمون بطريقة مباشرة في إقصاء الإسلام عن الواقع.. وحرمان شجرة الفكر الإسلامي من ريها بالعطاء العقلي والتبصر الفكري. وأكثر المبررات التي نسمعها في هذا الإطار هو ادعاء (الورع) وهو مبرر مخادع كسول.. لأن الورع الحقيقي يفرض على أصحابه إعمال الإسلام في واقع الناس بكل أشكال المقاربة والتيسير والفهم والتبصر.

كل هذه العطاءات العقلية الهائلة في مدار (التجديد) كانت في ظروف حياتية وحضارية تخلو من التعقيد والتشابك والتزاحم.. فما الذي ينبغي أن يكون عليه الحال في ظروفنا الزمنية والحياتية المعاصرة.! لابد إذن أن تتضاعف الجهود أكثر وأكثر.. لأنه ببساطة شديدة إن لم تجد الناس آمالها فيما لديها سيبحثون عن بدائل أخرى من مصادر أخرى.
لا غنى لنا إذن عن التجديد وهو واجب لا نملك ترف تجاوزه، وأمل لا نملك غيره، فقد ضاقت الأمة بالتخلف والتراجع والظلام.

د/ عبد المنعم أبو الفتوح

__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.44 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.50%)]