بسم الله الرحمن الرحيم
اللد
تقع مدينة اللد على مسافة 16 كم جنوب شرق مدينة يافا وأقل من 5 كم شمال شرق الرملة وتحتل موقعاً هاماً فهي مركز مواصلات حيث تلتقي فيها خطوط السكك الحديدية، وفيها نقطة التقاء حيفا ويافا والقدس ومصر، وعن طريقها يمكن للمسافر الانتقال من مصر إلى فلسطين ثم إلى لبنان فتركيا.
واللد مدينة كنعانية ذكرت في الكتاب المقدس عدة مرات وعرفت بـ"لد" بضم اللام وغير اليونانيون اسمها إلى ليدا (Lydda) وذكر ياقوت الحموي في معجمه أن لد بالضم والتشديد جمع الد والالد تعنى الخصم اللدود. وذكرها الدباغ باسم اللد نسبة إلى الليدين. الذين شملت دولتهم جزءاً كبيراً من سواحل أسيا الصغرى الغربية والواقعة على بحر أيجة، فسميت اللد تخليدا لهم.
كانت اللد عاصمة لفلسطين القديمة. وبعد الفتح الإسلامي اتخذها عمرو بن العاص عاصمة لجند فلسطين سنة 636م واستمرت كذلك حتى إنشاء مدينة الرملة سنة 715م والتي اصبحت مركز الرئاسة في فلسطين.
وقد أهملت المدينة في عهد العثمانيين إلا أنها بدأت تنهض مرة أخرى وذلك بعد مرور خط سكة حديد القنطرة حيفا منها وإنشاء مطار اللد فيها عام 1936.
وتبلغ مساحة اراضيها 19868 دونماً. وقُدر عدد سكان اللد عام 1922 (8103) نسمة، وفي عام 1946 (18250) نسمة، وعام 1948 (19442) نسمة، وبلغ عدد المسجلين لدى وكالة الغوث من أهالي اللد عام 1997 (95588) نسمة، ويُقدر عددهم الإجمالي عام 1998
(119392) نسمة.
ولعب أهالي اللد دوراً في مختلف الثورات الفلسطينية، ضد المحتلين الغزاة، وكانوا أكثر شراسة ضد الإنتداب البريطاني، وأعوانه من اليهود الصهاينة.
بعد تدهور الأوضاع في يافا وسقوط القرى التي تقع بين يافا واللد، حاول الصهاينة في نيسان 1948 التغلب على الرملة واللد إلا أنهم فشلوا وبعد انتهاء الهدنة وفي مساء 7/6/1948 أخذت الطائرات الصهيونية تقصف اللد، بينما كان الصهاينة يحتلون القرى المحيطة باللد والرملة من الشمال والشرق، حيث تم تطويقها كاملاً. وتمكنوا صباح 10 تموز من الإستيلاء على المطار وفي المساء أغارت الطائرات على اللد والرملة، فقتلت وجرحت الكثيرين.
وفي يوم الأحد 11 تموز 1948 شن الصهاينة هجوماً مركزاً على اللد بالطائرات والمدافع وراجمات الألغام وقد دافع اللديون عن بلدتهم، إلا أن نفاذ ذخيرتهم وكثرة المهاجمين ومعداتهم الحديثة أدى إلى دخول الصهاينة المدينة مساء ذلك اليوم. وقد قتل الصهاينة عند دخولهم لمدينة اللد 426 عربياً منهم 176 قتلوا في المسجد. وفي 13 تموز أخذ الصهاينة يجبرون السكان على الرحيل. ولم يبق من سكان اللد البالغ عددهم نحو 19000 عربي سوى 1052 نسمة.
بعد النكبة أنشأ الصهاينة المستعمرات الآتية في ظاهر اللد : مستعمرة (زيتان) وتقع إلى الشمال الغربي من مدينة اللد، ومستعمرة (ياجل) وتقع بالقرب من المطار، ومستعمرة (احيعزر) وتقع بين زيتان وياجل، ومستعمرة (جناتو) وتقع إلى الشرق من مدينة اللد وجوار بن شمن.
معالم هامة:
- محطة السكة الحديدية وهي ثاني محطة في فلسطين.
- مطار اللد وهو المطار الدولي الآن الخاص بالكيان الصهيوني، ويعرف باسم مطار (بن جوريون.)
وهناك الكثير من المعالم الأثرية الاسلامية والتاريخية القديمة.