عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-05-2011, 11:07 PM
صمت النبلاء صمت النبلاء غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
مكان الإقامة: العريش
الجنس :
المشاركات: 32
افتراضي رد: خطبة الجمعة للشيخ محمد حسان(أولويات الخطاب الدعوي في المرحلة الراهنة)


هذا هو عنوان لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم المبارك
فلا شك ولا ريب أن مصرنا العزيزة الحبيبة تمر الآن بمرحلة حرجة وتعلوا الآن أصوات كثيرة متداخلة متناقضة
وألمح سقف عالي جداً للحرية لحرية الكلمة والرأي والتعبير ونرى سجالات ومناظرات ومحاورات خطيرة على شاشات الفضائيات
لا أرى في كثير منها البناء بل أرى في كثير منها الهدم والفوضى
أرى حوارات مبنية على الجدال والمراء لا على التعمير والتشييد والبناء
أرى ترويج بأسلوب مقصود أو غير مقصود لترويج الفوضى في بلدنا باسم الحرية
والحرية نعمة من أجلَّ النعم إن كانت حرية منضبطة مسئولة
أنا حر
نعم تعبير جميل
لكن في حدود الضوابط الشرعية وفي حدود المسئولية بحيث لا أضر الآخرين لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى الوطن والبلد والمصلحة العليا
فأردت اليوم في نقاط سريعة محددة
أن أركز على أولويات الخطاب الدعوي في المرحلة الراهنة
وأسأل الله أن يجعل لهذه الكلمات قلوب واعية وآذانً صاغية أخاطب أساتذتنا الأفاضل في وسائل الإعلام
وأخاطب شيوخي وعلمائنا الأجلاء وأخاطب الدعاة وطلبة العلم وأخاطب المسلمين عامة في مصرنا الحبيبة
لنعيد البناء من جديد على أسس منضبطة وبفهم دقيق وبوعي عميق حتى تدور عجلة التنمية من جديد وحتى ندفع الاقتصاد من جديد وحتى نمكن لدين العزيز الحميد وسُنة محرر العبيد محمد صلى الله عليه وسلم
الأولية الأولى من أولويات الخطاب الدعوي والذي ينبغي أن يُركز عليها كل الدعاة والإعلاميين
هي أحياء الربانية وتشديد الإيمان في القلوب وربط القلوب بعلام الغيوب جل وعلا
نحتاج في هذه المرحلة إلى أن نجدد الإيمان بربنا
آلا تلمح معي أيها الفاضل الحبيب لهجة استعلاء ولغة عجب وكبر وغرور تتردد الآن على بعض ألألسنة
صنعنا غيرنا بدلنا فعلنا يا أخي أنت ما صنعت شيئاً
يا أخي أنت ما غيرت ولا بدلت ولا فعلت شيئاً
وأنا ما صنعت ولا فعلت ولا غيرت ولا بدلت أي شيء
فالأمر كله لله والفضل كله بيد الله والتدبير كله لله والكون كله لله وما حدث في مصر حدث بإرادة الله وأنا أقول إنها صناعة ربانية على سمع وبصر الملك
وانظر الآن إلى ما يجري على أرض ليبيا أو على أرض سورية أو على أرض اليمن أو على غيرها من بلاد المسلمين لتعلموا علم اليقين أن ما وقع في بلدنا وقع بتوفيق الله وحده وبفضل الله وحده فينبغي أن نربط قلوبنا بربنا جل وعلا وأن نتخلص من مشاعر العجب والكبر والاستعلاء والغرور وأن نعلم أننا من أضعف مخلوقات الله في كونه وأنه لا قيمة لنا ولا كرامة إلا بتوحيد الله جل وعلا وإلا بالإيمان به سبحانه وتعالى
لابد من ربط القلوب الآن بعلام الغيوب
الإيمان هو القضية الأولى
تلك القضية التي من أجلها خلق الله الكون وأنزل الكتب وبعث جميع الأنبياء والرسل
لابد من تجديده الآن في القلوب
فالإيمان أيها الأفاضل
ليس مجرد كلمة ترددها الألسنة فحسب ولكنه قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والزلات.
ترجم الإمام البخاري في كتاب الإيمان باب بعنوان (الإيمان قول وعمل يزيد وينقص).
وقال الإمام البخاري لقيت ألف ر جل من علماء الأنصار كلهم متفقون على أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص .
ـ يزيد الإيمان بالطاعة ـ وينقص الإيمان بالمعصية.
وأنا لا أريد أن أطيل النفس في كل محور لكن أؤكد لحضراتكم أن القضية الأولى والأولوية الأولى التي من اجلها خلق الله الكون كله وخلق الجنة والنار وأنزل الكتب والصحف وأرسل جميع الأنبياء والرسل هي قضية إيمان ولا أبالغ إن قلت لحضراتكم إن القرآن كله من أول سورة الفاتحة إلى سورة الناس في قضية الإيمان بالله جل وعلا لأنه حديث مباشر عن الله سبحانه عن أسماء جلاله وعن صفات كماله وعن ذاته وإما حديث عن أوامره ونواهيه وحدوده جل وعلا وإما حديث عن أهل الإيمان وعما أعد لهم في الدنيا والآخرة
وإما حديث عن أهل الكفر الذين أعرضوا عن قضية الإيمان وعما أعد الله لهم في الدنيا والآخرة فالقرآن كله بلا مبالغة في قضية الإيمان.
ينبغي أن نجدد الإيمان في قلوبنا بربنا لأنه لا يمكن على الإطلاق أن نتحرك لبناء أوطاننا إلا إذا بنينا الإيمان ابتداء في قلوبنا {
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً(107)
} الكهف.
والآيات في هذا الباب كثيرة





رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.52 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.06%)]