زوجي الحبيب :
حينما أفكر فيك يحلو السمر ..تحت ضوء القمر..
موعدنا كل ليلة ..أنا في فناء بيتنا الخلفي..وأنت في السماء..
ويحلو اللقاء ..ويحلو الكلام ..
أقول أحبك نعم أحبك..
فليسمع صوتي كل الأنام..
في ضوء النهار..
وتحت أجنحة الظلام..
حتى لو كنتَ تحت الثرى..
فأنت في قلبي صاحٍ..
أنام ولاتنام..
هاأنا أعددتُ أغراضي
وبعض أصناف الطعام ..
وجهاز التحكم ..
وفرحاً وابتسام..
الآن سيبدأ العرض..
ياسلام ..ياسلام..
وتتوالى اللقطات ..لقطة بعد أخرى..
هناك في البعيد قرب تلك النجمة المتلألئة أراك ..في روسيا تبحث فور وصولك عن الجمعية الاسلامية الخيرية كي تنضم اليها وتحصن نفسك وكنت عضوا في فرقة الانشادهناك..
وهناك تكفل اليتيم..
وهناك ..أراك وقد وقفت امرأة روسية جميلة على بابك ..ومعها قالب حلوى ..ويبدأ المشهد:
المرأة :هل لنا أن نحتفل برأس السنة سوية..
أنت :ارجعي بحلواكِ فإني ..أخاف الله رب العالمين ..
وها أنا أغير المحطة من جديد ..وهاهو مشهد جديد
أنا وأنت والبنات ..نعود من الخارج الى بيتنا
كان بيتنا في الطابق الرابع ,انت تحمل احدى البنتين وانا احمل الأخرى ..أراك تسرع وتسرع ,لماذا هل تسابقني ..
لا ..لا أزال في الطابق الثاني وانت عدت ..عدت كي تحمل عني البنت الاخرى ..ياه ..تخاف علي من حمل بنتٍ عمرها شهور..
ولقطة جديدة أراك تلقن المرضى الذين شارفوا على الوفاة ..شهادة أن لا إله إلا الله ..
ولقطة جديدة أراك تعمل كخلية نحل كاملة في المشفى تداوي هذا وتضمد جراح ذاك دون كلل او ملل وقد وضعت الله نصب عينيك..
ومجدداً أدرت المحطة وعدت لمشهد قديم ..بعد كتب الكتاب أيام الخطوبة ,كنت تأتي لزيارتي كل يومين فمدينتي تبعد ساعة عن مدينتك ,ومرة كُسرت رجلك وكان السفر صعب عليك ,وها انت تجهز نفسك للقدوم ,يقول لك اهلك
ياابني انك متعب ومريض الا تؤجل الذهاب الى أميرتك حتى تشفى ..فتقول:
والله لو اضطر الأمر لذهبت زحفاً إليها..
وتستمر اللقطات ..ويسير شريط الذكريات أمام عيني
ودموع قلبي صارت نهرا جاريا ..غرقت فيه أشواقي ..فقررت أن أوقف شاشة العرض على آخر مشهدٍ لهذا اليوم :
أنا وأنت وبناتنا في السيارة ..ذاهبين في رحلة ..وننشد أنشودتنا المفضلة ..لطالما أحببت تلك الأنشودة ..ولطالما أنشدتَها لي
الروح تسري والملائك حولنا ..طاب المساء
والقلب يسبح في بحار الشوق..يحمله الرجاء
فاسأل دموع العين عن ..سر البكاء
وعن الاماني والمعاني..عن معنى الوفاء
وعن الرضا بالله ..لو حل القضاء
وعن الفؤاد محلقاً ..كالطير في جو السماء
عطر القلوب أريجها..قد فاح من هذا اللقاء
الروح تسري والملائك حولنا ..طاب المساء