
19-07-2011, 03:52 AM
|
 |
قلم مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: وهران . الجزائر
الجنس :
المشاركات: 1,388
الدولة :
|
|
رد: أحاديث مشهورة ومتداولة لكنها ضعيفة أو موضوعة..فانتبهوا..
الخبر الثامن عشر:
«عن أبي أمامة أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن بلالاً أخذ في الإقامة فلما أن قال: قد قامت الصلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أقامها الله وأدامها».
وهذا الحديث رواه أبو داود (2/230-عون المعبود) من طريق محمد بن ثابت العبدي حدثني رجل من أهل الشام عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن بلالاً.....فذكره».
وقد ضعفه النووي([1]) والحافظ ابن حجر([2]) وغيرهما
وسبب ضعفه.
محمد بن ثابت العبدي.
قال عنه النسائي: «ليس بالقوي».
وقال أبو داود «ليس بشيء».
وذكره ابن حبان في المجروحين. والعقيلي في الضعفاء.
وقال البخاري: يخالف في حديثه([3]).
ولم يذكر العبدي أيضاً من حدثه بهذا الحديث، وإنما أبهمه، وهذه علَّة أخرى في الحديث.
وأما شهر بن حوشب ففيه خلاف مشهور بين أهل الحديث، فإذا تبين ضعف الحديث فلا يشرع للمسلم أن يقول: أقامها الله وأدامها . عند قول المقيم: قد قامت الصلاة.
وما قاله بعض أهل العلم من أنه يستحب قول ذلك ففيه نظر، لأن الاستحباب حكم شرعي لا يثبت على خبر ضعيف، فالأحكام الشرعية من واجبات ومندوبات ومحرمات ومكروهات لا تقوم إلا على أدلة صحيحة وأخبار مستقيمة ولا يجدي فيها الضعيف.
* الخبر التاسع عشر:
«عرضت عليَّ ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها».
وهذا الخبر يكثر ذكره في الكتب المؤلفة في فضائل القرآن والتفاسير والكتب الوعظية.
وحمله بعض أهل العلم على ظاهره، وقالوا بتحريم نسيان الآية والواحدة من القرآن ما لم يكن النسيان عن غلبة . وفي حَمْلِه على ظاهره نظر.
فالخبر ضعيف فقد رواه أبو داود (1/123)
والترمذي (5/164) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد عن ابن جريج عن المطلب بن حنطب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: «عرضت عليَّ أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد . وعرضت عليّ ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها».
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
قال: وذاكرت بن محمد بن إسماعيل فلم يعرفه واستغربه قال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعاً من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: قال عبد الله: وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس».
وفي الحديث أيضاً علَّة أخرى وهي عنعنة ابن جريج فإنه مدلس، ولم يصرح بالسماع.
قال أحمد بن حنبل: «إذا قال ابن جريج «قال» فاحذره وإذا قال «سمعت» أو «سألت» جاء بشيء ليس في النفس منه شيء([4]).
وقال يحيى بن سعيد: كان ابن جريج صدوقاً . فإذا قال «حدثني» فهو سماع وإذا قال «أخبرنا» أو «أخبرني» فهو قراءة وإذا قال «قال» فهو شبه الريح.
وقال ابن حبان في الثقات: «وكان يدلس»([5]).
وقال الدارقطني: «ممن يعتمد عليه إذا قال أخبرني وسمعت».
وحاصل هذا أن ابن جريج مدلس . فإذا صرح بالسماع فهو ثقة، وإذا لم يصرح ففي حديثه شيء، وللحديث شاهد ضعيف رواه أبو داود (4/344-عون المعبود) من طريق يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله «ما من امريءِ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم».
يزيد بن أبي زياد «ضعيف الحديث».
قال أحمد بن حنبل: «ليس بذاك».
وقال ابن معين: «لا يحتج بحديثه».
وقال أبو حاتم: «ليس بالقوي»([6]).
وأما شيخه عيسى بن فائد فقال عنه ابن المديني: مجهول.
وذكر أهل العلم أنه لم يرو عنه سوى يزيد بن أبي زياد فمثله لا يحتج بخبره.
وقال ابن عبد البر لم يسمع من سعد بن عبادة([7]) فإذا تبين ضعف الخبرين وعدم قيام الحجة بهما، فقد قال أبو عبيد: ( فأما الذي هو حريص على حفظه، دائب في تلاوته إلا أن النسيان يغلبه فليس من ذلك في شيء، بدليل ما روى عن عائشة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ بالليل فقال: يرحمه الله فقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أنسيتها»([8]).
وما أحسن هذا لو صحَّ الخبران وأمَّا مع ضعفهما فالقول الصحيح أن النسيان الذي يستحق صاحبه الذم هو ترك العمل به أو نسيان ما تتعين قراءته في الصلاة قال سفيان . وليس من اشتهر بحفظ شيء من القرآن وتفلت منه بناس إذا كان يحل حلاله ويحرم حرامه([9]) . وهذا الحق الذي تدل عليه الأدلة، فليس هناك دليل صحيح على تحريم نسيان حروف القرآن.
وهذا لا يقتضي التهوين من حفظه فالمسلم مشروع له حفظ القرآن واستذكاره وتعاهده . وفي هذا أحاديث متواترة.
ولكن هذا لون.
وكون نسيان حروفه يترتب عليه وعيد شديد استدلالاً بالحديث الضعيف لون آخر.
قال ( بئسما لأحدهم يقول؛ نسيت آية كيْتَ وكيْتَ بل هو نُسِّي، استذكروا القرآن فلهو أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم بعقلها» ( متفق عليه
([1]) المجموع: (3/122).
([2]) التلخيص: (1/211).
([3]) انظر في ترجمته: ( تهذيب الكمال )، (24/556) والمجروحين لابن حبان (2/251)، والكامل لابن عدي (6/2145).
([4]) تهذيب الكمال: (18/348).
([5]) (ج7/93).
([6]) انظر الجرح والتعديل: (9/الترجمة/1114) وتهذيب الكمال (32/138).
([7]) انظر تهذيب الكمال: (23/21)
([8]) الخبر في الصحيحين وانظر شرح السنة للبغوي (4/495)
([9]) انظر التذكار في أفضل الأذكار للقرطبي (164).
يتبع ان شاء الله....
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

|