[المحب للحبيب محمد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"
"
تحذيره صلى الله عليه وآله وسلم من الرياء في العلم:
روى الإمام مسلم في : صحيحه ) عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (( إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه :
رجل استشهد فأتي به . فعرَفه نعمه
_أي عرِفه الله نعمه عليه_فعرفها
قال الله تعالى _: فما عملت فيها ؟
قال قاتلت فيك حتى استشهدتُ
قال_الله تعالى _له : كذبت ؛ ولكنك قاتلت لأن يُقال : هو
جريءٌ ؛ فقد قيل )) أي فقد قال الناس عنك جريءٌ ونلت ما أردت ؛ أي : في الدنيا_
(( ثم أمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار
ورجل تعلم العلم وعلَمه ؛ وقرأ القران؛ فأتي به فعرَفه_ سبحانه _ نعمه فعرفها
قال _ سبحانه _ فما عملت فيها ؟
قال : تعلمتُ العلم وعلمته ؛ وقرأت القرآن _ أي : تعلمتُ وعملتُ وقرأتُ في سبيل التقرب إليك
ورضوانك_.
قال _ سبحانه_: كذبت ؛ ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم
وقرأتَ القرآن ليقال هو قارئ ؛ فقد قيل _ أي : نلتَ ما أردتَ ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي
في النار .
ورجل وسَع الله تعالى عليه ؛ وأعطاه من أصناف المال كله
فأُتي به فعرَفه _ سبحانه _ نعمه فعرفها .
قال_ سبحانه_: فما عملت فيها؟
قال : ماتركتُ من سبيل تُحبُ أن ينفق فيها إلا أنفقتُ فيها لك _ أي : خالصاً لك _
قال _سبحانه _ : كذبت ولكنك فعلتَ_ أي : فعلت ذلك _ ليقال
هو جواد_ أي كريم واسع العطاء _ فقد قيل .
ثم أمر به فسُحب على وجهه ثم ألقي في النار )) هذا لفظ مسلم في ( صحيحه )
وقال الحافظ المنذري بعد ما ذكره: رواه مسلم ؛ والنسائي ؛ ورواه: الترمذي وحسنه ؛ وابن حبان في
صحيحه )
فاتعظ يا أخي المسلم بهذه المواعظ النبوية ؛ واعتبر فيها
وتدبر؛ وفكر فيها ؛ وتذكَر ؛ فإن المحاسب على الأعمال هو الله العليم الخبير ؛ السميع البصير جل
وعلا _
قال الله تعالى (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)سورة غافر
وقال تعالى ( اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)سورة فصلت

فاصدق في النية؛ وأخلص في العمل ؛ مبتغياً فضل الله تعالى
ورضوانه ؛ متبعاً في أقوالك وأعمالك وأخلاقك لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال الله تعالى( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)
(سورة آل عمران)
وقال تعالى (( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)
سورة الحشر
وقال تعالى ((فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
(157)سورة الأعراف
(وَعَزَّرُوهُ)) أي _ووقروه (ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه) أي القرآن (أولئك هم المفلحون)
اللهم اجعلنا منهم برحمتك يا ارحم الراحمين
وقال تعالى ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ (108)سورة يوسف
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
.
.
"
من كتابات العلامة: الشيخ عبد الله نجيب سراج الدين