
09-08-2011, 03:25 PM
|
 |
عضو نشيط
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 115
الدولة :
|
|
رد: فتاوى العلماء في فك السحر بالسحر
السؤال :
هل يجوز تعلم حل أو فك السحر عن المسحور؟
الجواب :
إذا كان بالشيء المباح من الأدعية الشرعية، أو الأدوية المباحة، أو الرقية الشرعية، فلا بأس. أما أن يتعلم السحر ليحل به السحر، أو لمقاصد أخرى فذلك لا يجوز، بل هو من نواقض الإسلام؛ لأنه لا يمكن تعلمه إلا بالوقوع في الشرك، وذلك بعبادة الشياطين من الذبح لهم، والنذر لهم، ونحو ذلك من أنواع العبادة، والذبح لهم والتقرب إليهم بما يحبون حتى يخدموه بما يحب، وهذا هو الاستمتاع الذي ذكره الله سبحانه بقوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}[1].
[1] سورة الأنعام الآية 128.
المصدر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن.
السؤال :
ما رأي سماحتكم في مقولة يتناقلها كثير ممن يرتادون أماكن السحر، يقولون: لا يحل السحر إلا ساحر، وبعضهم يقول: أذهب إلى الساحر ليدلني على مكان العقد حتى أحلها بعد ذلك؟
الجواب :
السحرة والكهنة لا يؤتون ولا يسألون؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إتيانهم وعن سؤالهم فقال عليه الصلاة والسلام: ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))، والسحرة كفرة لا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم ولا تصديقهم.
وأما هذه العبارة: لا يحل السحر إلا ساحر فهذا يروى عن الحسن البصري التابعي الجليل أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر، والنبي صلى الله عليه وسلم قد سئل عن النشرة فقال صلى الله عليه وسلم: ((هي من عمل الشيطان)) فدل ذلك أن حل السحر بالسحر من عمل الشيطان والحديث صحيح رواه الإمام أحمد رحمه الله وأبو داود رحمه الله بإسناد جيد، وهو موجود في باب النشرة من كتاب التوحيد.
والمقصود: أن حل السحر بالنشرة الشيطانية التي يتعاطاها السحرة، لا يجوز وهو من عمل الشيطان، هكذا قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز حلها بطريق السحرة، يعني لا يجوز حل السحر بطريق السحرة، وذلك ما يسمى النشرة، ولكن يحل بطريق القراءة والأدوية المباحة.
المصدر :
فتاوى نور على الدرب الجزء الأول
القسم : فتاوى > نور على الدرب
السؤال :
سائلة تقول: أنا سيدة متزوجة منذ سبعة عشر عاماً، ولي ستة أولاد، وقد عشت من هذه السبعة عشر عاماً خمس سنين فقط حياة سعيدة، والباقي أصبحت أكره فيها زوجي، ولا أحب أن يعاشرني معاشرة الأزواج، ولا أطيق النوم معه، فظننت أن هذا شيء من السحر، فذهبت إلى السحرة وإلى الشيوخ فأعطوني بعض الحجب ولم أستفد منها، وأنا لا أثق بأي منهم.
وذهبت للأطباء النفسانيين ولم أستفد أيضاً، وأنا أريد زوجي ولا أريد أحداً سواه، ويوشك بيتي على الانهيار فماذا أفعل بارك الله فيكم؟
الجواب :
هذا مرض عارض قد يكون من آثار السحر، وقد يكون عيناً، أي ما يسميه الناس: النظلة والنفس، وقد يكون ذلك مرضاً آخر سبب هذا الشيء، ولا يجوز إتيان السحرة ولا الكهنة ولا سؤالهم، فذهابك إلى السحرة والكهنة أمر لا يجوز، وقد أخطأت في ذلك فعليك التوبة إلى الله من ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((من أتى عرافاً
فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)) رواه مسلم في صحيحه.
والعراف: الذي يدعي معرفة الأمور، من طريق الجن أو من طرق أخرى غيبية أو خفية، فهذا لا يجوز سؤاله ولا تصديقه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)). فلا يجوز إتيان الكهان، ولا السحرة، ولا سؤالهم، ولكن في الإمكان أن تعالجي عند طبيب معروف قد يعرف مثل هذه الأمور بأدوية معروفة؛ من إبر أو حبوب أو غير ذلك، أو عند قارئ أو امرأة صالحة تقرأ تنفث عليك، فلو وجدت امرأة صالحة قدمت على الرجل فتنفث عليك، وتقرأ عليك فلعل الله يزيل بها العين أو السحر، وهكذا الرجل الذي يعرف بذلك يقرأ عليك من غير خلوة، فيكون عندك أمك، أو أخوك، أو أبوك أو نحو ذلك، من دون خلوة، لعل الله ينفع بذلك.
وفي الإمكان أيضاً أن يقرأ لك في ماء تقرأ فيه الفاتحة، و(آية الكرسي)، وآيات السحر المعروفة في (سورة الأعراف)، و(سورة يونس)، و(طه)، و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و(المعوذتان)، كل هذا يقرأ في ماء مع ما تيسر من الدعاء، مثل: ((اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً. بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك))، يكرر هذا الدعاء (ثلاث مرات)؛ لأنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا فعل ذلك أو فعلت المرأة ذلك تشربين منه بعض الشيء، وتغتسلين بالباقي؟ فهذا مجرب بإذن الله لعلاج السحر، وحبس الرجل عن زوجته، وهو أيضاً علاج للعين، فإن العين ترقى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا رقية إلا من عين أو حمة)).
وهذه أسباب قد ينفع الله بها، وقد يجعل في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر تدق وتجعل في الماء، ويقرأ فيها ما تقدم وقد ينفع الله بذلك أيضاً، وقد فعلنا هذا لكثير من الناس فنفعه الله بذلك، وقد ذكر ذلك العلماء، ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ صاحب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، فإنه ذكر هذا في باب ما جاء في النشرة، فإذا كان عندك الكتاب فطالعيه، أو اعرضي هذا على العلماء وهم إن شاء الله يقومون باللازم.
أما السحرة والكهنة والعرافون فلا تسأليهم ولا تصدقيهم، ولكن عليك بعلماء الحق والقراء المعروفين بالخير، حتى يعملوا لك هذه القراءة، أو النساء الصالحات من المدرسات وغيرهن من المعروفات بالخير حتى يفعلن لك هذه القراءة، ولعل الله يمن بالشفاء والعافية بأسباب هذا.
ومما ينبغي أن تعمليه هو الدعاء، فتسألين الله عز وجل أن يزيل عنك ما نزل بك، فالله سبحانه يحب أن يسأل، وهو القائل سبحانه: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[1]، وهو القائل عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[2].
فعليك أن تسألي الله العافية والشفاء، وزوجك كذلك عليه أن يسأل الله لك الشفاء والعافية، فالمؤمن يدعو لأخيه، وهكذا أبوك وأمك كلاهما يسأل الله لك العافية، فالدعاء سلاح المؤمن، والله عز وجل وعد بالإجابة، فعليك بالدعاء وجدي في الدعاء، والصدق في الدعاء، لعل الله يمن بالشفاء سبحانه وتعالى، وأنصحك أيضاً بأن تنفثي في كفيك عند النوم وتقرئي سورة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (ثلاث مرات)، وتمسحي بهما رأسك ووجهك وصدرك (ثلاث مرات)، فهذا العمل من أسباب الشفاء والعافية.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يفعل ذلك عند النوم، كما صح ذلك عنه عليه الصلاة والسلام من حديث عائشة رضي الله عنها. والله أعلم.
[1] غافر: 60.
[2] البقرة: 186.
المصدر :
فتاوى نور على الدرب الجزء الأول
************************************************** *
سؤال:
هل تجوز الصلاة خلف الساحر أو المصدق بالسحر، وهل يجوز فك السحر بالسحر إذا لم توجد وسيلة أخرى؟
الجواب:
السحر من أعظم كبائر الذنوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: "الشرك بالله والسحر وقتل النفس" [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه] إلى آخر الحديث.
فعدَّ السحر من الموبقات وجاء بعد الشرك بالله عز وجل والسحر كفر، لأنّ الله سبحانه وتعالى ذكر عن اليهود أنهم استبدلوا كتاب الله بالسحر كما قال تعالى: {نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ، وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [سورة البقرة: الآيتين 101، 102]، السحر من فعل الشياطين، وهو كفر وفي الآية يقول سبحانه وتعالى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ} [سورة البقرة: آية 102]، فدل على أن تعلم السحر كفر، وفي ختام الآية قال: {وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} [سورة البقرة: آية 102]، يعني: من نصيب، فدل على أن الساحر إذا لم يتب إلى الله أنه ليس له نصيب في الآخرة وهذا هو الكافر، فالسحر كفر وعلى هذا لا تصح الصلاة خلف الساحر، وكذلك من يصدق بالسحر، ويعتقد أنه شيء حق، وأنه يجوز عمله فهذا مثل الساحر يأخذ حكمه.
أما قضية حل السحر بسحر مثله فقد نص كثير من العلماء على أن ذلك لا يجوز، لأن التداوي إنما يكون بالحلال والمباح، ولم يجعل الله شفاء المسلمين فيما حرم عليهم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تداووا ولا تداووا بحرام" [رواه أبو داود في "سننه" من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه وهو جزء من حديث أوله "إن الله أنزل الداء والدواء..." ]. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم" [رواه البخاري في "صحيحه" من كلام ابن مسعود رضي الله عنه]، ومن أعظم المحرمات السحر فلا يجوز التداوي به ولا حل السحر به، وإنما السحر يحل بالأدوية المباحة وبالآيات القرآنية والأدعية المأثورة هذا الذي يجوز حل السحر به.
وأما حله بسحر مثله فهذا هو النشرة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم:إنها من عمل الشيطان [رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما]، وقال الحسن: "لا يحل السحر إلا ساحر" [ذكره ابن مفلح في "الآداب الشرعية" عن ابن الجوزي في "جامع المسانيد"]، ومنع منها كثير من العلماء.
|