[عبدالله م]

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه احمعين
يخطا من يظن اننا في القرن الواحد والعشرين لم نعد بحاجة الى القران الكريم لانه لا يلائم تطورات العصر
وان هناك امور تبقى فارغة لا حكم لها في الدين
ان لكل امر اصل واذا ما اعدنا الامر لاصله نجد له حكما
ان هناك تشابه بين حكم الشجرة التي نها الله تعالى سيدنا ادم و حواء عن الاقتراب منها
وبين المواقع الاباحية والقنوات الهابطة التي تشجع على التعري بما تبته من مشاهد خليعة
واغاني هابطة بما فيها من كلام فاحش
قال الله تعالى في الاية الكريمة مخاطبا سيدنا ادم وسيدتنا حواء :
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ )[البقرة : 35]
(وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأعراف : 19]
(فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ [الأعراف : 22])
ان اوجه التشابه بين الشجرة التي نها الله تعالى سيدنا ادم و حواء عن الاقتراب منها
وبين المواقع الاباحية في الانترنت والقنوات الهابطة التلفزيونية يمكن تلخيصه بما يلي :
ان الانترنت والتلفاز هو كالشجرة او الاشجار التي تتفرع منها اغصان كثيرة منها ماهو مفيد ومنها ما هو ضار
ومنها مايصنع منه الدواء ومنها ما يصنع منه السم او الخمر
فالانترنت والقنوات الفضائية فيها الغث والسمين فمنها القنوات الدينية والترفيهية والاجتماعية والتعليمية
ومنها ما هو من عمل الشيطان وهي القنوات الاباحية الم يقل ربنا تعالى
(يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ )[الأعراف : 27]
فالذين يعملون على نشر هذه المواقع الخليعة والاشتغال بها التي تشجع على التعري هم بالفعل شياطين
وكذلك من يرسل اي صورة او من هذا القبيل باي وسيلة كانت للتشجيع على التعري جاء تشبيهه من الله تعالى بالشيطان
وهذا للاسف ما ياخذ عقول كثير من شبابنا وشاباتنا اليوم متغافلين عن هذا الامر الخطير
فلا باس من مشاهدة التلفاز او الجلوس على الانترنت ولكن اعمل جهدك على الابتعاد عن هذه المواقع الخليعة التي تشجع على الزنا
قال الله تعالى (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) [الإسراء : 32]
نلاحظ ان الله تعالى قال ولا تقربوا الزنا ولم يقل لا تزنوا
بل امرنا بالابتعاد عن كل ما يؤدي للزنا من قول وفعل ومشاهدة
وهنا اوجه التشابه بين قوله تعالى لادم وحواء (وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ ) التي ادت الى نزعهما للباسهما
وقوله تعالى ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى )
ان من يدخل الى هذه القنوات او المواقع الاباحيه ظانا من نفسه انه قوي ولا يمكن ان يفتن بها
فكانه تحدى قول الله تعالى (وخلق الانسان ضعيفا ) او كذب قوله تعالى في هذه الايه
اعلم ان الله تعالى يراقبنا حيث ما كنا ( َهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد : 4] )
اذا كان ابوك او امك جالسين امامك هل تتجرا على هذا العمل فكيف بربك ان الله يستحي منك فاستحي منه
واخيرا يجب علينا استغفار الله تعالى والابتعاد ما امكننا عن فتن هذه العصر وطلب المعونة من الله تعالى للتغلب على هذه الفتن
طالبين نمن الله تعالى ان يجعل محبته في قلوبنا فوق محبتنا على انفسنا وشهواتنا
وخشيتنا منه فوق خشيتنا من عباده
وان يشغلنا بما يرضيه عنا وان يغنينا بحلاله عن حرامه وبذكره وطاعته عن معاصيه
وان نعمل على تشجيع وتيسير الزواج نحن من انفسنا شابات وشباب
لا ان نلقي تعسير ذلك على المجتمع او الدولة

داعين الله تعالى ان يعيننا على طاعة و امتثال امره :
ُقل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور : 30]
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
ِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ
النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور : 31]
هدانا الله تعالى اجمعين
والحمد لله رب العالمين