الموضوع
:
قالوا فى ذهاب البصر
عرض مشاركة واحدة
#
1
15-02-2012, 10:03 AM
أم اسراء
قلم فضي
تاريخ التسجيل: Jan 2011
مكان الإقامة: اينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 3,066
قالوا فى ذهاب البصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير من الناس من حُرم نعمة البصر، ونورَ العين، لكنه ما حُرم نورَ القلب، وذكاءَ العقل، وفصاحةَ الل
سان .
فابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما
بعد ما ذهب بصرهُ يقول:
إنْ يأخُذِ الله مـن عينيَّ نُورَهُـما... ففِي لِسانِي وقلبي مِنْهُما نـورُ
قلبي ذَكيٌّ وعَقلي غَيْرُ ذي دَخَلٍ... وفي فمي صارمٌ كالسَّيفِ مأثورُ
وفي نفس المعنى، بل بتوافقٍ في الشطر الأول من البيت الأول
قال عز الدين أحمد بن عبد الدائم:
إن يُذهبِ الله من عينيّ نورَهما... فإن قلبـي بصيـرٌ مـا به ضررُ
أرى بقـلبي دنيـاي وآخرتي... والقلبُ يُدرك مـا لا يدرك البصرُ
وأحدُ الخطباء المعاصرين كان أعمى،
وسئل مرة :هل تجلس أمام التلفاز ؟، فأجاب:
إن الله تبارك وتعالى أكرمني بفقد البصر حتى لا أرى ما يغضبه
،
ثم أنشأ يقول:
رأيت العمـــــى أجراً وذخــراً وعصمة***** وإنــــــي إلى تلك الثلاث فقيــــرُ
يعيّرني الأعـــــــــداءُ والعيبُ فيهمُ***** وليس بعيبٍ أن يُقــــــال ضريـــرُ
إذا أبصر المرءُ المـــــروءة والــــوفا *****فإنّ عمى العينين ليس يَضيـــــــــر
والشاعر الضريرُ
نصر علي سعيد
يرى أن كثيراً من المبصرين يمشون في درب الحياة بلا هدف ولا هدى،
ويرى كثيراً من العميان متوهجين في بصيرتهم، ويملؤون الدنيا عطاءً، وها هو يبحث عن قلبٍ لا حرابَ فيه في زمن الذئاب البشرية يقول:
كـم من ضريرٍ مبصرٍ متوهّجٍ *****يعطي ويعطي والمدى وهّابُ
وترى ألوف المبصرين بلا هدىً***** لكأنـما فوق العيون حجابُ
وأسـيرُ في درب الحياة لعلَّني *****أحظى بقلـبٍ ليس فيه حِراب
فالناس تنهش بعضها بشراهةٍ *****لكأنهم ـ يـا ويلتاهُ ـ ذئابُ
وعندما نتأمل في شعر العميان نرى أن بعضهم أتى بصورٍ يعجز عنها المبصرون، مما يجعلنا في غاية التعجب
!
ونقول:
كيف لو كان هذا الأعمى مبصراً؟!!
وفارس هذا المضمار رهينُ المحبسين أبو العلاء المعريُّ،
الذي كلما تحدث أحدٌ عن الشعر والعمى يخطر على البال، والذي عناه المتنبي ـ كما يقول ـ في بيته المشهور:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي *****وأسمعت كـلماتي من به صممُ
والإنسان يحب عادة فتاة حوراءَ عيناءَ، نجلاءَ كحلاءَ، فهل هناك من الشعراء من أحب فتاة عمياءَ؟
!.
ويأتي الجواب أيضاً بأن الحب لا يعرف أعمى ولا بصيراً، فهذا الشاعر أحب امرأة عمياء، وأتى بتعليل لطيفٍ وهو أن محبوبته العمياءَ لا ترى الشيبَ عندما يلوح في
فَوديه،
يقول ابنُ قزل
يتغزل في عمياء:
قالوا: تعـشّقتها عمـياءَ؟ قلـت لهم:... ما شانـها ذاك فـي عيني ولا قدحا
بل زاد وجـديَ فيـها أنـها أبـداً... لا تعرف الشيبَ في فَودي إذا وضحا
إن يجرحِ السيفُ مسلولاً فلا عجبٌ.. وإنما اعجبْ لسيف مغمدٍ جـرحا
وما علينا في الختام إلا أن نحمد الله على نعمه وآلائه، وعلى نعمة البصر العظيمة، ولكن ـ كما قلنا ـ
البصرُ ليس كلَّ شيء فالأهمُّ البصيرة،
ولا عجبَ عندما نرى في الدنيا بصيراً يسقط في حفرة، وأعمى يمشي بلا اصطدام، وما أروع ما قاله الشاعرُ
إبراهيم علي بديوي:
قل للبصير وكان يحذر حفرةً *****فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟
بل سـائل الأعـمى خطا بين الزَّحا م *****بلا اصطـدامٍ: مــن يقود خطاكا؟
فاللهم متعْنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منّا، وارزقنا نعمة البصيرة المنيرة، والهديَ المستقيم، إنك سميع مجيب
__________________
مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
أم اسراء
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أم اسراء
البحث عن المشاركات التي كتبها أم اسراء
[حجم الصفحة الأصلي: 19.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط
18.98
كيلو بايت... تم توفير
0.63
كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]