لا حاجة لأن نكون علماء في الانسانية لكي نعرف ان التاريخ قد وزّع الأدوار على البشر منذ عهد رجل الكهف !
يخرج الرجال فرادى أو جماعات الى الصيد ، بينما تبقى النساء في الكهوف للاهتمام بالنار ورعاية الاولاد،
وتأقلم كل طرف مع مهمته وطوّر القدرات اللازمة لإتمامها ،
فأصبح الرجال أطول وأقوى وأكثر قدرة على المقاومة بسبب بقائهم لفترات طويلة في العراء رغم تقلّبات المناخ.
أما النساء ، فطوّرن انتباههن ، وحس ( المراقبة ) لديهن ، وقدرتهن على التيقظ والإبصار ، بسبب مسؤولياتهن المحدودة بالمكان ، واهتمامهن بالسهر على المقتنيات الغالية والثمينة ..
باختصار ،، هذه الفروقات لا يد لنا فيها بل هي المجرى الطبيعي لتطوّر الجنسين،
لذلك تبقى تصرفات وسلوك الفتيان والفتيات هي هي ، حتى وإن عاشوا معزولين عن العالم
لا شيء يمنع الفتاة من تفضيل اللعب بدميتها والفتى من تفضيل كرة القدم ،
حتى وإن ألبسنا الفتاة ملابس زرقاء ، والفتى ملابس وردية .
عاش الرجل والمرأة ، طوال ملايين السنين في المحيط نفسه ، ولكنهما لم يعيشا الحياة نفسها ،
التنقلات البعيدة ...
وضع الاسترتيجيات ،
تحديد الموقع في مكان مجهول ،
التركيز على هدف واحد وغاية واحدة..
التمتّع بالقوة والشجاعة والمقاومة
والاستخفاف بالخطر حتى حمل الغذاء الى المنزل..
تسجيل الانتصارات
هذه هي حصة الرجل من الحياة ..
التنقلات القريبة ،
مراقبة المحيط القريب
ضرورة ملاحظة التغييرات البسيطة في الديكور وفي الهواء وفي الجو واستباقها
القيام بأشغال عدة في نفس الوقت نظرا لتنوع المهام التي ينبغي تنفيذها ..
تطوير العلاقات الانسانية الجيدة مع صديقاتها في الكهف نفسه، نظرا للاختلاط الذي لا مفرّ منه معهن.
هذا هو نصيب المرأة !
إذن فللرجل مهمة وحيدة حتى وإن كانت حاسمة خطرة....
أما المرأة فمنذ ذاك الوقت وهي تتحمل عدّة مسؤوليات
لذا ، فالمرأة متفوقة في الإدراك !
وهي قادرة على اكتشاف أي تغيير ، وإن كان طفيفا في محيطها !
على أبنائها ، على مشاعر زوجها ، على بيتها .
وهذا ما يُعرف ( بالحدس الأنثوي ) ،
وربما هذا ما دفع الرجال الى نعت النساء ( بالساحرات )
أذكر هنا فيما يلي ، بعض النماذج لهذه الاختلافات ... التي ومن الممكن أن تدلنا على الكثير ..