عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 15-02-2007, 10:21 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي

مفهوم " العلم في العصر الحديث "


يعدّ مفهوم العلم من المفاهيم الرئيسية في الدراسات المعاصرة؛
خاصة مع الجدل المتزايد حول حصر مفهوم العلم في الجانب التجريبي،
والتساؤل بشأن علمية البحوث الاجتماعية،
وإقصاء الدراسات الدينية والشرعية من وصف العلمية ،
باعتبار المعرفة الدينية "ما ورائية" وقضاياها غيبية ،
لا يمكن اختبارها بالتجربة المعملية ، التي هي مقياس ومعيار العلم التجريبي الحديث.

ويلاحظ أن هذا الاتجاه هو وليد التطور التاريخي والخبرة الغربية حول هذا المفهوم،
مما يجعله منفصلاً عن الشرع الإسلامي.

فقاموا بتعريف العلم على أنه :

-مجموعة متنوعة من فروع المعرفة أو مجالات فكرية تشترك في جوانب معينة.
-فرع من الدراسة تلاحظ فيه الوقائع وتصنف وتصاغ فيه القوانين الكمية، ويتم التثبت منها، ويستلزم تطبيق الاستدلال الرياضيّ وتحليل المعطيات على الظواهر الطبيعية.
-الموضوع المنظم في المعرفة المتحقق منها، ويتضمن المناهج التي يتم بها تقديم هذه المعرفة والمعايير التي عن طريقها يختبر صدق المعرفة.
-مجال واسع من المعرفة الإنسانية، يُكتسب بواسطة الملاحظة والتجربة، ويتم توضيحه عن طريق القواعد والقوانين والمبادئ والنظريات والفروض.

واستنادًا إلى التعريفات السابقة يتضح أن العلم في التعريف الغربي سماته:
- الجمع بين العلم كنظرية وكتطبيق.
- الجمع بين العلم كمنهج للبحث وكمضمون معرفي.
- التوكيد على العلم بمعناه الطبيعي؛ أي الذي يعتمد على التجربة والملاحظة.
- أن العلم يتعلق بمجال أخص من المعرفة العامة.

فمفهوم العلم عند الغرب في العصر الحديث، يرتبط بالمنهج التجريبي
الذي يردّ كل الأشياء إلى التجربة ويخضعها للدراسة المعملية،
كنتيجة لقصور الإدراك البشري عن الوصول إلى بعض الحقائق دون تجربة،
وترجع أصول هذا المنهج إلى العلماء الأوروبيين

وقد تأثرت بعض المعاجم العربية بالتعريف الغربي لمفهوم العلم؛
حيث أطلق العلم حديثًا في احد المعاجم العربية ،
على العلوم الطبيعية التي تحتاج إلى تجربة ومشاهدة واختبار؛
سواء أكانت أساسية كالكيمياء والطبيعة والفلك والرياضيات،
أو تطبيقية كالطب والهندسة والزراعة.

وأبرز مواطن الخطر في هذا التعريف ،
هو الخلط بين مصطلحيْ العقل والحس،
فأصبح المقصود بالعقل هو التجريب الحسي، وعلى ذلك ،
فالخارج عن نطاق الحس خارج عن نطاق العقل والعلم جميعًا،
مما يعني إنكار المعجزات و الغيبيات


يكتسب العلم منزلة سامية في الإسلام؛
وقد تجلت هذه المنزلة الرفيعة في افتتاح نزول القرآن بآيات:
"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" [العلق:1-5]،

يتضح لنا من هذه الآيات ، مدى سموّ المكانة التي يتبوَّؤها العلماء، واقتران العلم بالإيمان.
ولذلك اهتمّ المسلمون بمصادر تحصيل العلم والتي تمحورت حول النص بشقيْه: الكتاب والسنة،

فقد تكاثرت الشواهد على اعتبار أحكام العقل والحس مصدرين للعلم مع إيضاح حدود كل منهما وضوابطه التي تكفل وصوله للنتائج الصحيحة. ومن الواضح أن الاسلام لم يعارض التجربة العملية كمصدر للعلم، لكنه قوّمها ولم يكتف بها.

وكذلك فإن الإسلام أعطَى العلوم غير الشرعية أهمية كالعلوم الشرعية،
فهي علومٌ البحثُ فيها فرض كفاية تقوم به الأمة،

وذلك نابع من أهمية إدراك الاسلام لتحقيق الاستخلاف في الأرض،
وبناءً على ذلك فإن العلم لدى العلماء المسلمين يعبِّر عن ....
ترابط بين علوم الحياة وعلوم الآخرة
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.22 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.10%)]