عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-06-2012, 05:59 PM
الصورة الرمزية أم اسراء
أم اسراء أم اسراء غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
مكان الإقامة: اينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 3,066
افتراضي رد: أثر الخوف من الله فى حياتنا

الخطبة الثانية:


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع سنته إلى يوم الدين، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله: واعلموا أن خشية الله تعالى صفة من صفات عباده الأتقياء.

عباد الله: إن الخوف من الله درجة عظيمة تدل على قوة الإيمان،


وها هو الحسن البصري رحمه الله يقول: (إن المؤمنين قوم ذلَّت والله منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتى حسبهم الجاهل مرضى، وهم والله أصحاب القلوب، ألا تراه يقول { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}(فاطر)، والله لقد كابدوا في الدنيا حزناً شديداً وجرى عليهم ما جرى على من كان قبلهم).

وعن عمر بن عبد العزيز قال: (من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء).

وقال إبراهيم التيمي: (ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار؛ لأن أهل الجنة قالوا:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة؛ لأنهم قالوا:{إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ}).

وروى حفص بن عمر قال: بكى الحسن، فقيل: ما يبكيك؟ قال: (أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا يبالي).

وقال يزيد بن حوشب: (ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز كأن النار لم تخلق إلا لهما).

وقال أبو سليمان الداراني: (أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل وكل قلب ليس فيه خوف فهو قلب خرب).


عباد الله:
إن الخوف من الله له فوائد كثيرة يعود أثرها على المؤمن في الدنيا والآخرة ومن ذلك:


• الفوز بالجنة والنجاة من النار.
• الأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة.
• والخوف من الله دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام.
• والخوف من الله يثمر محبة الله وطاعته.
• وهو سبب لسعادة العبد في الدارين.
• وهو دليل على صفاء القلب وطهارة النفس.
• وهو سبب لهداية القلب.
• والخوف من الله يبعد الإنسان عن الوقوع في المعاصي والسيئات.
• والخوف من الله يجعل الإنسان يخلص عمله لله تعالى، وأن لا يضيعه بالترك أو المعصية.
• والخوف من الله يورث المسلم الشفقة على الخلق.
• ويحمل الإنسان المسلم على التخلق بالأخلاق الحسنة وتجنب الكبر والعجب.


عباد الله: احرصوا بارك الله فيكم على الخوف من الله، فمن خافه واتقاه رضي عنه وأرضاه وأنجاه من سكرات الموت وعذاب القبر وكربات يوم العرض.


واعلموا أن الدنيا أيام قليلة، وأن من خاف ربه حسن عمله، فاتقوا الله وتزودوا للقاء الله، واحذروا من الغفلة والركون إلى الدنيا وكثرة المظالم، فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.

أسال الله تعالى بمنه وكرمه أن يرزقنا خشيته في السر والعلن، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى.

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين.
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.

اللهم ارزقنا شكر نعمك وأعنا على أداء طاعتك على الوجه الذي يرضيك عنا.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.



منقول من موقع الشيخ // عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار




__________________

مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.40 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.95%)]