لو أن الدموع تكفي لمسح آلامكم وجراحاتكم لأرسلتها لكم في قوارير .. اغسل فيها تقصيرنا تجاهكم تارة ، واغسل فيها قبوركم الحيّة تارةً أخرى..
ولو علمتُ أن الماء من عيني الدامعتين يقيكم سوءاً أو يصرفُ شراً من يد أولئك البربر لدعوتُ الله أن لا ينقطع دمع عيوني لأجلكم ..
أملكُ الدعاء أقوى سلاحٍ في لساني وحُنجرتي بل في قلبي
وأملكُ قلبي الذي أحبكم وهو يجهلكم
وأملكُ قلمي بين أناملي لأكتب لأجلكم
وإنني على يقين أن قضيتكم تتحرك بهذه الأدوات ، ولكنها قضية من نوعٍ خاص غالية ونفيسة لا يغسلها إلا الدم ..ولا تُشتَرى إلا به ..
نعم الدم الأحمر القاني ..والدم بحاجة إلى أفعال لا أقوال ..
والأفعال تحتاج لرجال رجال من أولئك الذين يُشبهون الصحابة – رضوان الله عليهم – وهم أندر من الماس في وقتنا الحالي ..
وأعلم أنهم يتقلبون على جمر فإذا كنتُ أنا فتاة لا حول لها ولا قوّة ولا يفتر لسانها عن الدعاء لكم جميعاً ، وأذكركم مع كل دقة قلب ، وخروج النّفَس ، فمنكم من عرفته باسمه ومنكم من لم يُشرّفني الله بمعرفة اسمه ولكنّ المهم أن الله يعلمه و لا يُضيرهم أنني لا أعلمهم وأنني أذكرهم بدعائي ..فما بالك بأولئك الشباب القلّة الذين يتحرّقون على الجمر و يكتوون بنار العجز المؤقت عن التحرك لإنقاذكم
فاصبروا وما النّصر إلا من عند الله
فلكل وقتٍ آذان ولكل مقامٍ مقال ..فالدم قادم لا محالة ..فارتقبوا فإني معكم من المرتقبين ..
و أبشروا فإن النصر قادم ولو بعد حين ..
إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ
بلى يا رب إنه قريب ..قريب ..
اللهم إنا نبرئ إليك من كل من دخل الموضوع وقرأه فلم يُحرّك فيه ساكناً ، ولم تتحرك عينيه ألما وحرقة ، ولم تتحرك يديه ليكتب دعوة أو نُصرة ، ولم تتحرك جوارحه شعرَة ..
اللهم إني أدعوك وأسألك أن تُلهمنا العزيمة في الرشد والقوّة في الفكرة ، والثبات على الأمر ..
اللهم ألهمنا عملاً يُدخل السرور على قلوب أسرانا من حيث لا نحتسب ..وألهمنا يا ربُ عملاً يوصل صوتهم و يُحرّك معهم شعوباً من حيث لا تحتسب ، يحسب لها بني صهيون ألف حسابٍ من حيث لا نحتسب ..
عذراً أخي وأختي ..إذا كنتم مؤمنين بالله و رفعةُ دينه في الأرض تعنيكم فلا تخرجوا من هنا قبل أن تُقدّموا عذركم إلى الله حتّى لا تكونوا من المقصّرين أو المُخذّلين