أنا العبدُ الّذي كسب الذُّنوبا--- وصدَّتْهُ الأمانيَّ أن يتوبا
أنا العبدُ الّذي أضْحَى حزينا--- على زلّاتهِ قلِقاً كئيبا
أنا العبدُ الّذي سُطِّرتْ عليهِ --- صحائفَ لم يَخَفِ الرَّقيبا
أنا العبدُ المُسيءُ عصَيْتُ سرّاً --- فما لي الآن لا أُبْدي النَّحيبا
أنا العبدُ المُفرِّطُ ضاع عُمْري --- فلمْ أرْعَ الشَّبيبة ولا المشيبا
أنا العبدُ السَّقيمُ من الخطايا --- وقدْ أقْبَلْتُ ألْتَمِسُ الطَّبيبا
أنا العبدُ المُخَلَّفُ عن أُناسٍ --- حَوَوْا من كُلِّ معروفٍ نصيبا
أنا العبدُ الشَّريد ظلمْتُ نفسي --- وقدْ وَافَيْتُ بابَكُمُ مُنيبا
أنا العبدُ الفقير مَدَدْتُ كفِّي --- إليك فادْفعْ عنِّي الخطوبا
أنا المُضْطَرُّ أرْجو مِنْكَ عفْواً --- ومن يرجو رِضاكَ فلن يَخيبا
أنا المقْطوعُ فارْحَمْني وصِلْني --- ويَسِّرْ منك لي فَرَجاً قريبا
فيا أسَفي على عُمُرٍ تَقَضَّى --- ولم أكْسِبْ به إلَّا الذُّنوبا
ويا حُزْناهُ من حَشْري ونشْري --- بِيَوْمٍ يجعل الْوِلْدانَ شيبا
ويا خَجَلاه من قُبْحٍ اكْتِسابي --- إذا ما أَبْدَتِ الصُّحُفَ العُيوبا
أَلَا فاقْلَعْ وتُبْ واجْهَدْ فإنَّا --- رَأَيْنا كُلَّ مجتهدٍ مُصيبا
وكن للصالحين أخاً وخٍلًّا --- وكن في هذه الدُّنيا غريبا