يا ِلبردِ الأمكنة !!
قصة قصيرة
علا صوت الصراخ من فوق المدخنة..
وتناثرت قطع الزجاج من النافذة..
وتطايرت الأشياء من بين أيديهما في كل مكان..
واشتدت المنافسة بينهما في قوة التحطيم..
من يدمر أكثر؟؟!!
من يبعثر أكثر؟؟!!
وحينما تلبسها اللا شعور ..
طلبت منه المغادرة..
خرج مسرعاً ..
فامتزجت زمجرة الباب خلفه مع زمجرة الرعد في كبد السماء
فلم تعد تعرف أيهما أشد وأكثر رعباً
كان قلقها عليه اكثر اولوية من حزنها العميق
فلملمت بقاياها المتبعثرة ..وتبعته دون ان يراها ..
كلما نشر البرق وميضه اختبأت ..وكلما خبا نوره اكملت المسير في جنح الظلام..
كانت الريح تعصف به بلا رحمة ..وسيل المطر يتخبط به بلا هوادة فيتلعثم في المسير..
حينما تراه يرتجف من البرد يقع قلبها في الارض ..وتفتح فاهها لتصرخ وتناديه
وترجوه ان يعود ..لكن كان هناك صوت داخلها يأمرها بالصبر..