عرض مشاركة واحدة
  #107  
قديم 17-08-2006, 02:43 PM
الصورة الرمزية قاصرة الطرف
قاصرة الطرف قاصرة الطرف غير متصل
مشرفة ملتقى الأخت المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: -* واحة زهرات الشفاء *-
الجنس :
المشاركات: 4,853
افتراضي

وأنت يازوجتي الأخرى..
يامن كنت تنتظريني في جده..
رحمتك والله وشفقت عليك..
اسأل الله تعالى أن يعوضك خيرا مما أخذ منك..
أريد يا أبنائي لو استطعت..
أن أزوركم في مجلسنا المعتاد..
اجتمع بكم في صالة بيتي في مدينة الطائف في مخطط السحيلي..
الذي لم يعد بيتي بعد اليوم..!!!
أتذكرون يا أبنائي والدكم ذلك الشيخ الكهل الذي اشتعل رأسه شيبا..
أتذكرون..أباكم..
حينما يدخل عليكم في صالة البيت..
أو أجلس أمام دكة جارنا سعيد القحطاني مع الأحباب والأصحاب من أترابي..
أو حينما أحمل الفول والتميس كل صباح من الدكان برفقة هشام أو يزيد..
أو حينما أرجع بعد صلاة الظهر محملا بالجرائد وأنا مرهق تعبان..
أتذكرون جلسات العصر اليومية وشرب القهوة والشاي..
صدقوني..
لا معنى لتلك اللحظات في حينها ولكنها الآن ...
نار تحترق في فؤادي..
إنني أتمنى أن تعود تلك اللحظات لمرة واحدة..
لمرة واحدة فقط..
لأرى شمل العائلة حين يجتمع..
أريد أن أقبلكم واحتضنكم واحدا واحدا..
كبيركم وصغيركم..
كلكم في نظري صغار.. ولو كان عمر الواحد منكم أربعين سنه..
اشتقت لأحفادي ..
يزيد حينما يجري في البيت ويلعب ..
هشام رفيقي في روحاتي للبقالة ..
إبراهيم وعبد الله رفاقي للمسجد..
عبد الرحمن ذلك الولد الشقي..
أسماء ولجين وجنا إنهن رياحيني في الدنيا..
احمد وباسل وبسام ووليد وفارس..
آه ما أعظم لوعتي ...
إن أصعب اللحظات يا أبنائي أن يتمنى المرء شيئا يحبه..
ولكنه يعجز عنه...
لا أدري كيف ابدأ.. وماذا أقول..
فمشاعري مضطربة للغاية ..
والشوق يحدوني لأسجل آلاف الذكريات في هذه الرسالة..
ولكن لن يسمح لي يابنائي سوى بتدوين بضع صفحات فقط..
سأنجزها بأقل العبارات وأصدقها..
أيها الأبناء الأعزاء:
إن أول شيء أوصيكم به أن تتقو الله تعالى ..
يا أبنائي إن من خبر ليس كمن سمع..!!
ليس من يحدثكم وهو يرى كمن يحدثكم من كتاب ..
يا أبنائي إن خير الزاد التقوى..
إن خير حمل يحمله الإنسان في هذه الدنيا هي طاعة أو قربة للمولى جل وعلا..
والله الذي لا إله سواه لحسنة واحدة لنا يا أبنائي وفي حالنا خير لنا من كل ما في الدني
من بيوت وكنوز وقصور وسيارات فارهة وبنوك وسواه..
صدقوني يا أبنائي لو كان لي من الأمر شيء وعدت للعمل لملأت الأرض صلاة وتسبيحا
وقرءانا.. الحمد لله على ما قضى ويسر..
إنني في غبن شديد على ساعات وأيام وشهور لم أقضها في شيء ينفعني يوم الدين ..
ولكن العوض فيكم.. إن شاء الله
لقد رأيت كيف ينفع عمل الولد والده..
يا أبنائي نحن في الآخرة في حاجة للحسنة الواحدة
بتسبيحية
أو كلمة معروف
أو ذكر أو صلاة.. وقراءة قرءان..
يا أبنائي لو رأيتم ما رأيت لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا..
لو رأيتم ما رأيت لما انتفعتم من الدنيا بشيء..
لو رأيتم الدود والظلمة في القبر وما يمر به المؤمن من أهوال فكيف بالعاصي..
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.38 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.39%)]