عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 11-11-2012, 03:44 PM
الصورة الرمزية abdelmalik
abdelmalik abdelmalik غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 6,009
الدولة : Morocco
افتراضي رد: اهمية التربية على منهج السلف الصالح منذ الصغر

اختي الكريمة لمسة ملاك، انا لا اختلف معك بوجود حالات كثيرة ممن حفظ القرآن، لكن اخلاقهم ومعاملاته في الحضيض، وربما انهم مقصرون حتى في اداء العبادة، والدليل ان آباءنا اغلبهم حافظ للقرآن، لكن القليل فقط منهم يعمل بما جاء فيه، وانما يعتمدون فقط على شحن الذاكرة دون فهم، ولم يلتزموا بما قاله احد الصحابة (كنا نتعلم العشر آيات فلا نجاوزهن حتى نعلم ما فيهن من العلم و العمل). فالصحابة لم يكونوا يتعجلون في الحفظ، لكنهم كانوا يتوانون في ذلك، بحيث يقومون بمحاولة تدبر الايات التي حفظوها والعمل بها قدر الامكان، ثم بعد ذلك يحفظون ايات اخرى، الى ان يحفظوا القرآن كاملا، لكنني اتحدث عن الحفظ الواعي، بمعنى ان يدخل الطفل للكتاب، او حتى يؤتى للبيت بمعلم للقرآن يحفظ الابن، لان الطفل لا بد من معين له، وفي نفس الوقت تحسن عائلته تربيته وتزرع فيه القيم، وهذا ما اشرت اليه في موضوعي اسفله


لانني لا اعتقد بان من تم غرس تلك المبادئ في شخصيته ان ينقلب على عقبيه، ومن وجد من يحفظه القرآن في صغره، وفي نفس الوقت علم الاحاديث لا اعتقد ابدا بانه سيزيغ عن الطريق، اتذكر ابدا ما سمعته في محاضرة عن طفل مصري في سن 9 قام بالقاء محاضرة في احد المساجد، حفظ القرآن كاملا وبعض كتب الصحاح ايضا، وايضا طفل مغربي ذكر قصته صفوت حجازي، التقى به اثناء زيارته للمغرب بحيث انبهر بشخصيته واتقانه للغة العربية، وانه حفظ القرآن كاملا وبعض الصحاح وهو في مثله سن الطفل المصري او مقارب له، فلا اعتقد ابدا بان مثل هذين الطفلين سيتغيران، لان التدين والالتزام اصبحا جزءا من شخصيتهما، عكس من ربي على الاغاني ومشاهدة الافلام، فمثله يجد الالتزام صعبا، ويجد مشقة في ارتياد المساجد، لا انكر وجود حالات مثل الفتاة التي ذكرتيها، فهي بفضل الله التزمت وتحجبت، لان الله لا يظلم مثقال ذرة، ومن يجد فيه خيرا يهيئ له اسباب الهداية مثل تلك الاخت، لكنني اتكلم عن التعود، لان من غرست فيه مبادئ الالتزام ليس مثل من تم له ذلك في الكبر، بل حتى حفظ القرآن، فيه مشقة وصعوبة اكثر منها في الصغر، وطبعا لا اتكلم عن الحالات الاستثنائية، التي تجد حفظ القرآن سهلا ميسرا حتى في الكبر، لكنها تظل حالات قليلة، والسبب اخلاصها ولجوءها الى الله واعتمادها الكلي عليه، لكنني اتكلم عن العموم، وانا لا القي الكلام على عواهنه، وانما اتكلم عن تجربة، فانا لاحظت عندما كنت استاذا في محو الامية بانه كلما كان الرجل كبيرا في السن كلما وجد صعوبة في التعلم، واننا اذا كنا في المرحلة الابتداية نتعلم الحروف في فترة وجيزة، فان من هو في سن المراهقة سيتغرق فترة اطول، وكلما كان المرء كبيرا في السن الا واستغرق وقتا اكبر، فانا مثلا كان لدي فصل فيه شباب منهم من هو في سن المراهقة، ومنهم من هم في العشرينات وحتى الثلاثينات، تمكنوا من تعلم الحروف في وقت ليس كبير، لكن رجلا في سن الخمسين كان مجرد حرف واحد يتطلب منه اياما لتعلمه، عكس الطفل الصغير، الذي علميا ذاكرته سريعة الحفظ وبامكانها ان تخزن معلومات كثيرة في زمن قياسي، وهذا ما لعبت عليه الماسونية واليهود بصفة عامة، لان اليهود وعملاؤهم هم من يملكون شركات الاذاعة ويتحكمون في برامجها وفيما يعرض عليه، ولمعرفتهم بالقدرة الهائلة لذاكرة الطفل، يحاولون تمرير افكارهم ومعتقداتهم بطريقة غير مباشرة، سواء في افلام الكرتون او في الاعلانات ...، بل انني شاهدت مغربيا له تخصص يتحدث بانه اصبح مؤخرا تاتيه حالات لاطفال نضجوا وبلغوا جنسيا في سن التاسعة مع انه كان معروفا طبيا بان البلوغ يكون من 11 فما فوق، لكن من كثرة مشاهدة مثل ذلك الطفل للافلام وماشابه جعله ينضج بسرعة ابكر من السن العادي، فصحيح ان الطفل يولد على الفطرة، لكن طريقة التربية ووسائل الاعلام هي التي تدنس فطرته السليمة، وهذا ما نبه اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من مولود الا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، فالطفل يولد صفحة بيضاء، فعقله يكون صافيا وافكاره ايضا، لهذا يجب شحنها بالقيم وبالتعاليم الدينية وغرس حب الله ورسوله فيه منذ الصغر.
وشكرا لك على المداخلة الطيبة


رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.49 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.02%)]