عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 18-08-2006, 02:49 PM
الصورة الرمزية قاصرة الطرف
قاصرة الطرف قاصرة الطرف غير متصل
مشرفة ملتقى الأخت المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: -* واحة زهرات الشفاء *-
الجنس :
المشاركات: 4,853
افتراضي

وهكذا كان..
استغرقت الرحلة من بطن الوادي للجبل حوالي الساعة ..
تدور في طرق ومزالق مهلكة ..
تعاقد لي صاحبي مع صاحب المنزل على أجر متفق عليه..

وكان رمزيا .. ووافقت عليه..
وحينما دلفت للغرفة المعدة للسكن..
رأيت بقايا شجرة القات على بساط الغرفة!!
سألت الصبي : هل هو مسموح !!
قال : نعم فقط في فيفا !!
المنزل الذي نزلت فيه يقف على هاوية سحيقة..
ومن نافذته ترى الناس والسيارات في أسفل الوادي كحجم الذر!!
ومع ضيق الطرقات تسير السيارات فيها بجرأة عجيبة لا يكاد يفعلها سواهم !!
أهل فيفا رجال كرام فيهم النخوة والشهامة ..
لا يشعر الضيف والغريب بأنه خارج أهله ودياره ولكن هيهات!!
فبالنسبة لي لا يغني عن حالي مال ولا بنون إلا رحمة أرحم الراحمين!!
كانت المناظر الخلابة من ذلك الجبل لا تغريني ،فقد صادفت قلبا خاويا فارغا!!
وما عساها تنفعني في محنتي وشقائي والله المستعان..
منذ يومين والأخبار منقطعة عني ..
ولم أحاول الاتصال على أي كان ، خوفا من معرفة موقعي الحالي!!
وآخر مكالمة لي كانت من الرياض مع أخي وزوجتي ..
وشرحت لهم حالي ...
وقلت لهم توقعوا عدم اتصالي عليكم فترة طويلة..!!
بعد ذلك بدأت فكرة تحديد طريقة العبور المناسبة خارج البلاد ..
كنت أحاول الحصول على المعلومات عن طريق الشباب الصغار لكي لا ألفت النظر..
كان بجوار غرفتي درج طويل ورقيق يوصل لمسجد صغير للغاية لا تتجاوز مساحته
5x5 متر مربع..
وفرشه جديد ومبني بشكل بدائي ، له كوة صغيرة في محرابه
تشرف على الوادي السحيق..
قدمني الناس للصلاة بهم مرارا..
وغالب وقتي أجلس في المسجد متلحف بجبة سميكة.. أقرأ وأستخير واصلي فيه..
دعوت الله بصدق أن يهديني إلى الصواب في قولي وفعلي..
دعوته أن يلهمني رشدي ويقيني شر نفسي..
أكثرت من التضرع لله تعالى فأنا مقدم على قرار خطير يكون له ما بعده..
فكرت مرارا وتكرارا .. هل ما أفعله صواب؟
هل كل ما أفعله يفيدني في ديني ودنياي؟
سألت نفسي : انظري يانفس أين أصبحت؟ وأين تسيرين؟
أين سأذهب ؟ ومع من؟ ومن يضمن لي السلامة؟؟
ثم إلى أين؟
تساؤلات كثيرة !! وأجوبة معدومة..!!

فكرت في حياتي كيف كانت وأين صرت وأين أسير..
بقيت على هذا الحال ثمان وأربعين ساعة ..
وأنا أدور في المسجد ذهابا وإيابا أنظر في حالي وعواقب الأمر الذي سوف أفعله!!
ناداني صاحب البيت للجلوس على دكة معدة للجلوس أمام الوادي في منزله!!
جلست من بعد عصر اليوم الثاني حتى غربت الشمس!!
إن لشرب الشاي على تلك الشرفة طعم خاص ..
وخير مكان للتأمل هي المواضع المرتفعة ..
ومن جرب ذلك عرف ما أعنيه..
حيث ترتخي الأعصاب وتهدأ الطباع ويطيب المزاج..
كانت جلسة رائعة.. ترى من خلال الضباب الكثيف الأطفال يلعبون ويمرحون في
الحقول والبساتين على الجبل الشاهق....
تسمع أصوات الديكة تتردد في الوادي ..
كان أجمل وقت حينما تبدأ المساجد بالأذان فيتردد صدى التكبير في الوادي..
ما أجمل الأمور على طبيعتها ..
خاطبت نفسي حينها كثيرا ..
وبعد تفكير عميق سبقتها دعوات واستخارة عزمت على أن أرجع أدراجي..!!!
نعم يجب علي العودة!! كفى هروبا كفى..!!
فقد رأيت أن قرار الهروب فوائده إن وجدت لا تقارن بمصلحة العودة ..
إن مواجهة المشكلة والسعي بحلها بكل الطرق الممكنة خير من تعليقها ..
ففي النهاية لا بد من مواجهتها فالأفضل التعجيل بذلك والمبادرة!!
كل ذلك حصل وأنا لا أدري بما يخبئه القدر لي !!!
طلبت من ابن صاحب المنزل أن يوصلني للوادي ..!!
قلق الرجل من هذا القرار المفاجئ !!
وقال خيرا إن شاء الله ظننتك ستمكث عندنا مدة أطول..؟؟
شكرته وأكدت له بأنني سأعود له يوما بصحبة أهلي وأبنائي فمنطقته تستحق العودة!!
وصلت لمطار جيزان في الليل ..
وقال لي بائع التذاكر : ما فيه مقاعد خالية قبل عشرة أيام!!!
وماذا أفعل في جيزان عشرة أيام!!
ذهبت للفندق ومنه اتصلت على زوجتي..
كانت تبكي بكاء كالطفل الصغير.. تقول هل ضربوك ؟؟ هل أنت في السجن؟
ماذا فعلوا فيك؟؟ قلت لها: يامرأة أنا بخير !! لا تقلقي ..
وطمأنتها على حالي وأن الفرج قريب!!
اتصلت على الوالدة وهنا كانت المفاجأة.. قالت :
المباحث قالبة الدنيا عليك ..ايش سويت ياولدي!!
أخذت المعلومات منها بالتفصيل ثم أغلقت الهاتف ... حتى لا ترصد مكالمتي..
وأخيرا تحققت ظنوني فهاهم القوم يبحثون عني!!
هممت بالرجوع والهروب مرة أخرى..
وقعت في حيرة ماذا أفعل ..
هل ياترى أسلم نفسي..
حاولت الدخول لمنتدى الساحات السياسية من مقهى للانترنت ولكن هيهات..
فالمنتدى ممنوع !!
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.86 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.97%)]