أين المتصدق بعرضه البارحة؟
كان عُلْبة بنُ زيد الحارثيُّ - رضي اللهُ عنه - رجلاً من أصحاب النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلمَّا حضَّ على الصَّدقة جاء كلُّ رجُل منهم بطاقتِه وما عنده، فقال عُلْبة بنُ زيد: اللَّهمَّ إنِّي ليس عندي ما أتصدَّقُ به، اللَّهمَّ إنِّي أتصدَّقُ بعِرْضي على مَنْ نالَه مِن خلْقِك، فأمر رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مناديًا فنادى: أين المتصدِّق بعِرْضه البارحةَ؟ فقام عُلْبَةُ، فقالَ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قد قُبِلت صدقتُك)).
وفي روايةٍ: ((أبشِرْ فوالذي نفسُ محمَّد بيدِه لقد كُتبت في الزَّكاة المتقبَّلَة))؛ [الإصابة لابن حجر 2/493].
إنَّه الإخلاصُ في أبهَى صوَره:
رِجَالٌ مِنَ الأَحْبَابِ تَاهَتْ نُفُوسُهُمْ ... يُنَادُونَهُ خَوْفًا وَيَدْعُونَهُ قَصْدًا
وَقَامُوا بِلَيْلٍ وَالظَّلَامُ مُغَلِّلٌ ... إِلَى مَنْزِلِ الأَحْبَابِ فَاسْتَعْمَلُوا الكَدَّا
يَجُودُونَ بِالأَعْرَاضِ فِي حَالِكِ الدُّجَى ... وَقَصْدُهُمُ الفِرْدَوْسَ كَيْ يُرْزَقُوا الخُلْدَا