رد: قصص التائبين
عودة الموتى
احس بسخونة فى وجهه وأن عينيه بدأت تتسع وتتسع حتى كادت أن تتخطى حاجبيهوشعر باختناق أنفاسه0فتحسس عنقه بأطراف اصابعه فشعر أن عروقه على وشك الانفجار0 أحس بدوار شديد ورعشة مفاجئة أصابت جسده كله0هل هذه هى النهاية ؟لا مستحيل أن تكون النهايه أمعقول أن يموت بهذا الشكل وفى هذا المكان ؟إنتفض فجأة وأصابه رعب شديد وحاول الهروب من هذا المكان0فكيف سيلقى الله لو مات بين هؤلاء السكارى00لكه لم يستطع الهروب فقد تناول كمية كبيرة من طاعون العصر ( البانجو ) جعلته يترنح فى وهن وهو يتطلع إلى تلك الوجوه التى كان أصحابها يشاركونه السكر من لحظات وكأنه يراهم لأول مرة برغم أن سهرات الأنس والفرفشه قد جمعته بهم أكثر من خمس سنوات0خمس سنوات يجتمعون كل ليلة تقريباً ليرتشفوا سوياً من نهر المعاصى ما يشاءونويتجرعون من كؤوس الشهوات حتى الصباح ولكن يبدو أن هذه الليلة لن يظهر لها صباح0فقد قامت مسابقة فيما بينهم أيهم باستطاعته تناول أكبر كمية من هذا الملعونوبالطبع فاز هو 00وكانت النتيجة أن تسابقت دقات قلبه حتى كادت أن تتوقفوراحوا يتضاحكون من تأرجحه00وأنى لأحدهم أن يدرك وهم فى سكرهم أنهأوشك على الإحتضار00أما هو فقد دعا الله فى هذه اللحظات وبكل صدقأن يؤجل موته يوماً أو يومين ليتوب000لكنه سقط000سقط وانتهى الأمر0*****حملوه إلى منزله وفى حجرته وفوق فراشه طرحوه 000وبعد لحظاتالتف أهله من حوله ومن فوقهم كانت روحه تحوم فى سماء الحجرة تراقب أمه وأباه وأخته وأخاه وزوجته0الكل يبكيه0وعلى باب الحجرة وقف رجل يتطلع إلى الجسد الملقى فوق الفراش بدون حراك0كان ذو لحية بيضاء وشال أبيض وجلباب أبيض وعلى جبينه حبات عرق أضافت على وجهه نوراً فوق نور وبدا وكأنه قادم من وسطالجنه بعد أن غسل وجهه من سلسبيلها00طلب أن يفسحوا له الطريق فأطاعوه 00اقترب من الجسد000ومن فوق الجميع أخذت الروح تراقب ما يحدث0وتطلع الرجل إلى وجه صاحب الجسد فتراجع فى زعر ونفور قائلآ- ألم يسجد هذا الشاب لربه أبداً ؟ إئتوا له بمغسل غيرى00ران فى الحجرة صوت رخيم ليس كأصوات البشر ولم يسمعه إلا ذلك الرجل وتلك التى تحوم فى سقف الحجرة0كان الصوت يأمر الرجل أن يعود ليكمل عمله0وعاد الرجل إلى الجسد وهو يحمل فوق شفتيه إبتسامة غريبة0وبدأ يجرده من ثيابه ثم سكب الماء ثم عاد فألبسه ثيابه مرة أخرى ونادى أن ائتوا له بنعش لتحملوه إلى المسجد ثم انصرف0وضعوه فى نعشه واتجهوا به فوراً إلى القبور بدون أن يصلوا عليهفصرخت روحه من فوقهم تناشدهم:- إنه لم يصلى عليه إذهبوا به إلى المسجد0لكن لم يكن لصراخها صوت 0ولم يكن يمشى خلف جنازته أحد على الإطلاقغير الرجال الأربعة الذين يحملون النعش وكانوا نفس الرجال الذين كانيجتمع بهم كل ليلة ليرتشفوا سوياً من نهر المعاصى ما يشاءون ويتجرعونمن كؤوس الشهوات حتى الصباح0ولم يستطيعوا أن يكملوا به الطريق حتى القبر فقذفوا به من فوق أكتافهم00 فسقط 00 ووافق سقوطه من فوق نعشه سقوطه من فوق سريره فى حجرة نومه فقام من فوره يتوضأليلبى نداء الفجر الذى كان قد حان 00000وعندما خطى خطواته الأولى ناحية المسجد شعر فى أعماق صدرهبشىء يبعث من جديد000انتهت
|