رحمة والجني الأسود.... قصة كفاح...9
سلسلة فكرنا سر سعادتنا... الحلقة التاسعة...
في الحلقة الماضية:ناقشت لمياء رحمة في المكتوب والحظ ووصلتا لمنعطف التسيير والتخيير...
في هذه الحلقة بعون الله
وصلت الفتاتين إلى البيت....ثم قالت لمياء موضحة:
الصواب حبيبتي هو أن الله يعلم أن عبده سيكون شقيا أو سعيدا، وخيره في أن يكون كما شاء، أراه الطريق في كتابه الكريم ومن خلال سنة رسوله للعالمين صلى الله عليه وسلم....
السعادة قرار...والشقاء قرار...الطريق واضح ولكل فعل ثمرة...
ودعينا نحلل الموضوع عمليا من خلال واقعك...
عندما أحسست بألم المرض لمن لجأت؟ للمشعوذة وهذا حرمه الله لحكمته ولأن لا أحد يعلم الغيب سواه....
وحين لم تنفعك بشيء لجأت لرجل يدعي الاستعانة بالجن لشفاء الناس...والله يقول:
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) سورة الجن
أقنعك بأن جنيا أسودا يسكنك...صدقته ولم تصدقي الله الذي خلق الجن وأخفاه لحكمة....وبين حقيقته في القرآن من خلال سورة كاملة....يعني بالله عليك أرأيت يوما صانع فخار يصف للطبيب شكل البنكرياس بدقة؟
رحمة باهتمام: لا فلكل تخصصه...
لمياء: وكيف تتوقعين من بشر أن يعلم غيبا لا يعلمه إلا خالق البشر؟ وكيف تتوقعين شفاء من أميرة الجان وهي نفسها – على اعتبار أن هذا الشريف يستعين بها- لا تستطيع شفاء نفسها إن مرضت؟
رحمة صامتة وتومئ برأسها متابعة....
نأتي إلى المال...ماذا فعلت ليكون لديك مال؟ ألم يقل الله لنا ابذلوا الأسباب وأنا الرزاق؟
يعني بالله عليك، أعبدت الله كما طلب ليحييك حياة طيبة؟
هل حققت معادلة الحياة الطيبة؟
بذل الأسباب + الاستخارة والاستشارة + التوكل على الله وتفويض الأمر كاملا إليه
هل حققت شرطها؟
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) سورة الطلاق
أين هو النحس الذي تتكلمين عنه يا رحمة؟ هذه سلبية يا حبيبتي، الفكر هو بيت القصيد إما يسعدك أو يشقيك...
رحمة محتجة: والمصائب والابتلاء؟
لمياء: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) سورة الشورى
أين توبتك من الذنوب؟ أين استغفارك لخالقك؟ أين عملك الحقيقي للخروج من الأزمة؟ وهل هكذا نتعامل مع أزماتنا؟
لماذا حين يقول أحد الاستغفار يفتح الله به الأقفال لا يثق الناس به؟ أليس الله من أكد ذلك؟
وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) سورة هود
أنا لا أقول كلام دروشة يا رحمة، لا سعادة بتاتا بدون معية الله وهذا القرآن ليس للتبرك يا صديقتي الحبيبة وللمآتم وللتحصن ضد الحسد ولكنه عقيدة وتشريع ومنهج حياة....
رحمة بوجع: وبم تنصحين؟
يتبع بعون الله تعالى
بقلم نزهة الفلاح