عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 28-04-2013, 03:42 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

الحلقة الثامنة عشر -الفارس :



محمود يجلس بجوار سلوى على كرسي خلفي لسيارة تتحرك بهم على الطريق و مراد يجلس بجوار السائق في الأمام.
سلوى تنظر من النافذة على الطريق ومحمود ينظر إليها .

محمود: سلوى لماذا أجدك متحاملة ضدي هكذا و كأن بيننا ثأر قديم؟
سلوى : ( تلتفت بحدة و علامات المقت أشد ما تكون على ملامحها) أولا أرجو أن لا ترفع الكلفة بيننا , ثانية ماذا تريد أن أفعل مع شخص يدافع عن قتلة الأطفال و النساء و العزل بدافع السلام المزعوم الذي يصب بالكامل لمصلحة إسرائيل . إن بيني و بين الصهاينة ثأرا لن ينتهي إلا أن أرى هذه العصابة و قد أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر

محمود : أي ثأر هذا ؟

سلوى : لقد قتلوا أبي و أمي , و أخي حتى الآن في عداد المفقودين

محمود : ( يصمت قليلا و قد بدا عليه التأثر و ينظر إلى الأرض قليلا ثم يستدرك نفسه بسرعة يرفع بصره إلى وجهها ) كانت ...........

سلوى : ( بإصرار )هذا الجدل العقيم لا يخرج الصورة عن إطارها . إنكم سفاحون

محمود : ( يبتسم ) أنت ما زلت تصرين على أن الإسرائيليين ليس من حقهم الدفاع عن أراضيهم

سلوى : ستنظر إلى ما يخبرك حقا كيف يدافع الإسرائيليون عن أراضيهم عندما نصل إلى قانا ( ثم تعود بنظرها إلى النافذة )



*********
زيد يقف مع أحمد داخل المخبأ

زيد : هل تأكدت من الاحتياطات الأمنية؟

أحمد : نعم يا زيد

زيد : ومتى سيصل الضيف ؟

أحمد : في أقل من ساعة

زيد : أنت تعلم أهمية الأمر يا أحمد يجب أن يتم الأمر كما خطط له يا أخي العزيز

أحمد : لقد فعلنا ما علينا و يتبقى توفيق الله عز وجل

( يندفع رجل مسرعا إلى الداخل )

جورج : هذه الرسالة استقبلها الجهاز و قد قمنا بترجمتها

( يعطيها إلى زيد )

زيد : ( يأخذ الرسالة و ينظر فيها ) إنهم يطلبون أن نرسل لهم تقريرا عن حركة الضيف ( يرفع نظره إلى أحمد و يبتسم ثم ينظر إلى الرجل ) شكرا يا جورج

أحمد : ( يبتسم ) سبحان الله نحن من سنرسل لهم تقريرا عن حركة ضيفنا

زيد : ( ما زال مبتسما) حسنا أعد يا أحمد التحركات المفترضة و قم بإرسالها بعد أن يغادرنا الضيف

أحمد :حسنا يا زيد ( يتحرك)

زيد : كيف حال سلوى يا أحمد ؟

أحمد : ( يواجه محمود ) بخير . لقد قام بطمأنتي الرجال هناك .ما شاء الله عليها لقد قامت بما هو مطلوب منها .

زيد : هذا أولا و آخرا توفيق من عند الله بالإضافة إلى المعلومات التي وصلت من الأخوة في غزة كانت في غاية الأهمية

أحمد : الحمد لله


*********

السيارة تسير الهوينة بجوار البيوت الخربة متجهة صوب بقايا منزل متهدم . ثم تتوقف و ينزل منها محمود و سلوى و مراد

سلوى بسخرية و هي تشير إلى البيوت ) هذه كانت ثكنات عسكرية و مفاعلات نووية مموهة على هيئة بيوت .و كانوا الجنود بالداخل أيضا يرتدون زي المدنيين و أحضروا عائلاتهم ليكون التمويه أشد .

( تنظر إلى محمود و بعصبية تصرخ ) ما رأيك أيها المحب للسلام . ما رأيك يا من تريد أن تكون إسرائيل دولة تسيطر على هذه البقاع ( تخرج الدموع من عينيها ) هيا أخبرني.

( ينتبه الناس إلى الموقف و يتلفت محمود يمنة و يسرة و يمسك مراد بسلوى من كتفها )

مراد : اهدئي يا بنيتي اهدئي .( ينظر إلى محمود بأسف ) معذرة يا سيد محمود إنها تبدو متأثرة . هذا الركام في آخر الشارع كان بيتها التي كانت تقطن فيه مع أسرتها .والذين فقدتهم في المذبحة بأكملهم و نجاها الله.(ينظر إلى سلوى ) هيا يا بنيتي سأقلك إلى البيت.

سلوى : ( تمسح دموعها بيدها ) شكرا يا سيد مراد بيتي قريب من هنا سأسير إليه ( وتتحرك بدون أن تتيح لأحد أن يتفوه بكلمة)


*********


ينهض زيد بحماسة ليعانق محمود بقوة داخل المخبأ

زيد : ( منشرح الصدر) مرحبا بأخينا في النضال .

محمود : مرحبا بك يا أخي العزيز لطالما اشتقت إلى هذا اللقاء

زيد : تفضل يا أخي العزيز . تفضل بالجلوس

(يجلسان )

محمود : لقد سمعت عنك الكثير من عم عبد الرحمن ولكني لم أتصور أنك بهذا الشباب

زيد : ( باندهاش ) عني أنا ؟

محمود : نعم ( باندهاش) . ألست محمد السبع؟

زيد : ( بحزن ) لا أنا زيد ولده . لقد توفى والدي رحمه الله منذ ثلاث سنوات

محمود : ( بأسف ) رحمه الله

زيد : ( وقد عادت الحماسة ) سنحضر لك الأكل و في غضون ذلك يمكنك أن تغير ملابسك و أن تغتسل

محمود : ( بجدية ) أنت تعلم أن الوقت ضيق بشدة لذا أريد أن نستفيد منه . هل تريد أن تسمع إلى خطة التحرير.

زيد : ( يبتسم ) بالطبع .


**********
سلوى تدخل من باب بيتها ثم تغلقه خلفها

سلوى :أمي لقد وصلت

أمها : تهرول مسرعة إليها ثم تضمها لقد اشتقت إليك كثيرا يا بنيتي

سلوى تبتسم ) لم أغب عنك سوى ست ساعات

أمها : ( تنظر إلى وجهها ) لقد مرت كأيام

سلوى : و أنا اشتقت إليك كثيرا

أمها : ( بسعادة ) لقد كنت رائعة يا بنيتي و أكثر من رائعة .و الله إني لأظن أن أناس كثيرون يدعون لك الآن

سلوى : إنه توفيق من عند الله يا أمي

( تصمت سلوى و يخبت ضوء وجهها )

أمها : ما بك يا بنيتي ؟

سلوى : ( بحزن ) لقد أتيت برفقة هذا الوغد الذي يدعى محمود , و توقفنا بجوار بيتنا القديم وقد تذكرت الموقف منذ عشر سنوات. رحمهم الله جميعا .كنت أتمنى لو كان شادي بيننا الآن ليقف معي ضد هؤلاء الصهاينة القتلة

أمها : ( بأسف ) لا تقولي لو يا بنيتي فإنها تفتح عمل الشيطان. ما قضاه الله نحن راضون به مهما كان

سلوى : و نعم بالله . سأذهب لأغتسل و أغير ملابسي

أمها : ( تبتسم ) كيف حال زيد ؟

سلوى : ( بارتباك ) زيد . آه زيد إنه بخير

أمها : أجد أن هناك ميل منك اتجاهه

سلوى : ( باستنكار ) إنه ..إنه مجرد زميل

أمها : ( تغمض إحدى عينيها ) زميل فقط

سلوى : ( بخجل ) كفى يا أمي لا تحرجيني

أمها : هذا ما ظننته .إنه رجل صالح من بيت صالح

سلوى : ( بجدية ) ما زلت لا أعلم حقيقة مشاعري اتجاهه و لكني أجد فيه فارس أحلامي الذي طالما تمنيته

أمها : وفقك الله يا بنيتي إلى من يرضى الله عن دينه و خلقه
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.98 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]