الحلقة الثامنة عشر -الفارس :
محمود يجلس بجوار سلوى على كرسي خلفي لسيارة تتحرك بهم على الطريق و مراد يجلس بجوار السائق في الأمام.
سلوى تنظر من النافذة على الطريق ومحمود ينظر إليها .
محمود: سلوى لماذا أجدك متحاملة ضدي هكذا و كأن بيننا ثأر قديم؟
سلوى : ( تلتفت بحدة و علامات المقت أشد ما تكون على ملامحها) أولا أرجو أن لا ترفع الكلفة بيننا , ثانية ماذا تريد أن أفعل مع شخص يدافع عن قتلة الأطفال و النساء و العزل بدافع السلام المزعوم الذي يصب بالكامل لمصلحة إسرائيل . إن بيني و بين الصهاينة ثأرا لن ينتهي إلا أن أرى هذه العصابة و قد أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر
محمود : أي ثأر هذا ؟
سلوى : لقد قتلوا أبي و أمي , و أخي حتى الآن في عداد المفقودين
محمود : ( يصمت قليلا و قد بدا عليه التأثر و ينظر إلى الأرض قليلا ثم يستدرك نفسه بسرعة يرفع بصره إلى وجهها ) كانت ...........
سلوى : ( بإصرار )هذا الجدل العقيم لا يخرج الصورة عن إطارها . إنكم سفاحون
محمود : ( يبتسم ) أنت ما زلت تصرين على أن الإسرائيليين ليس من حقهم الدفاع عن أراضيهم
سلوى : ستنظر إلى ما يخبرك حقا كيف يدافع الإسرائيليون عن أراضيهم عندما نصل إلى قانا ( ثم تعود بنظرها إلى النافذة )
*********
زيد يقف مع أحمد داخل المخبأ
زيد : هل تأكدت من الاحتياطات الأمنية؟
أحمد : نعم يا زيد
زيد : ومتى سيصل الضيف ؟
أحمد : في أقل من ساعة
زيد : أنت تعلم أهمية الأمر يا أحمد يجب أن يتم الأمر كما خطط له يا أخي العزيز
أحمد : لقد فعلنا ما علينا و يتبقى توفيق الله عز وجل
( يندفع رجل مسرعا إلى الداخل )
جورج : هذه الرسالة استقبلها الجهاز و قد قمنا بترجمتها
( يعطيها إلى زيد )
زيد : ( يأخذ الرسالة و ينظر فيها ) إنهم يطلبون أن نرسل لهم تقريرا عن حركة الضيف ( يرفع نظره إلى أحمد و يبتسم ثم ينظر إلى الرجل ) شكرا يا جورج
أحمد : ( يبتسم ) سبحان الله نحن من سنرسل لهم تقريرا عن حركة ضيفنا
زيد : ( ما زال مبتسما) حسنا أعد يا أحمد التحركات المفترضة و قم بإرسالها بعد أن يغادرنا الضيف
أحمد :حسنا يا زيد ( يتحرك)
زيد : كيف حال سلوى يا أحمد ؟
أحمد : ( يواجه محمود ) بخير . لقد قام بطمأنتي الرجال هناك .ما شاء الله عليها لقد قامت بما هو مطلوب منها .
زيد : هذا أولا و آخرا توفيق من عند الله بالإضافة إلى المعلومات التي وصلت من الأخوة في غزة كانت في غاية الأهمية
أحمد : الحمد لله
*********
السيارة تسير الهوينة بجوار البيوت الخربة متجهة صوب بقايا منزل متهدم . ثم تتوقف و ينزل منها محمود و سلوى و مراد
سلوى

بسخرية و هي تشير إلى البيوت ) هذه كانت ثكنات عسكرية و مفاعلات نووية مموهة على هيئة بيوت .و كانوا الجنود بالداخل أيضا يرتدون زي المدنيين و أحضروا عائلاتهم ليكون التمويه أشد .
( تنظر إلى محمود و بعصبية تصرخ ) ما رأيك أيها المحب للسلام . ما رأيك يا من تريد أن تكون إسرائيل دولة تسيطر على هذه البقاع ( تخرج الدموع من عينيها ) هيا أخبرني.
( ينتبه الناس إلى الموقف و يتلفت محمود يمنة و يسرة و يمسك مراد بسلوى من كتفها )
مراد : اهدئي يا بنيتي اهدئي .( ينظر إلى محمود بأسف ) معذرة يا سيد محمود إنها تبدو متأثرة . هذا الركام في آخر الشارع كان بيتها التي كانت تقطن فيه مع أسرتها .والذين فقدتهم في المذبحة بأكملهم و نجاها الله.(ينظر إلى سلوى ) هيا يا بنيتي سأقلك إلى البيت.
سلوى : ( تمسح دموعها بيدها ) شكرا يا سيد مراد بيتي قريب من هنا سأسير إليه ( وتتحرك بدون أن تتيح لأحد أن يتفوه بكلمة)
*********
ينهض زيد بحماسة ليعانق محمود بقوة داخل المخبأ
زيد : ( منشرح الصدر) مرحبا بأخينا في النضال .
محمود : مرحبا بك يا أخي العزيز لطالما اشتقت إلى هذا اللقاء
زيد : تفضل يا أخي العزيز . تفضل بالجلوس
(يجلسان )
محمود : لقد سمعت عنك الكثير من عم عبد الرحمن ولكني لم أتصور أنك بهذا الشباب
زيد : ( باندهاش ) عني أنا ؟
محمود : نعم ( باندهاش) . ألست محمد السبع؟
زيد : ( بحزن ) لا أنا زيد ولده . لقد توفى والدي رحمه الله منذ ثلاث سنوات
محمود : ( بأسف ) رحمه الله
زيد : ( وقد عادت الحماسة ) سنحضر لك الأكل و في غضون ذلك يمكنك أن تغير ملابسك و أن تغتسل
محمود : ( بجدية ) أنت تعلم أن الوقت ضيق بشدة لذا أريد أن نستفيد منه . هل تريد أن تسمع إلى خطة التحرير.
زيد : ( يبتسم ) بالطبع .
**********
سلوى تدخل من باب بيتها ثم تغلقه خلفها
سلوى :أمي لقد وصلت
أمها : تهرول مسرعة إليها ثم تضمها لقد اشتقت إليك كثيرا يا بنيتي
سلوى

تبتسم ) لم أغب عنك سوى ست ساعات
أمها : ( تنظر إلى وجهها ) لقد مرت كأيام
سلوى : و أنا اشتقت إليك كثيرا
أمها : ( بسعادة ) لقد كنت رائعة يا بنيتي و أكثر من رائعة .و الله إني لأظن أن أناس كثيرون يدعون لك الآن
سلوى : إنه توفيق من عند الله يا أمي
( تصمت سلوى و يخبت ضوء وجهها )
أمها : ما بك يا بنيتي ؟
سلوى : ( بحزن ) لقد أتيت برفقة هذا الوغد الذي يدعى محمود , و توقفنا بجوار بيتنا القديم وقد تذكرت الموقف منذ عشر سنوات. رحمهم الله جميعا .كنت أتمنى لو كان شادي بيننا الآن ليقف معي ضد هؤلاء الصهاينة القتلة
أمها : ( بأسف ) لا تقولي لو يا بنيتي فإنها تفتح عمل الشيطان. ما قضاه الله نحن راضون به مهما كان
سلوى : و نعم بالله . سأذهب لأغتسل و أغير ملابسي
أمها : ( تبتسم ) كيف حال زيد ؟
سلوى : ( بارتباك ) زيد . آه زيد إنه بخير
أمها : أجد أن هناك ميل منك اتجاهه
سلوى : ( باستنكار ) إنه ..إنه مجرد زميل
أمها : ( تغمض إحدى عينيها ) زميل فقط
سلوى : ( بخجل ) كفى يا أمي لا تحرجيني
أمها : هذا ما ظننته .إنه رجل صالح من بيت صالح
سلوى : ( بجدية ) ما زلت لا أعلم حقيقة مشاعري اتجاهه و لكني أجد فيه فارس أحلامي الذي طالما تمنيته
أمها : وفقك الله يا بنيتي إلى من يرضى الله عن دينه و خلقه