رحمة والجني الأسود.... قصة كفاح....16
سلسلة فكرنا سر سعادتنا... الحلقة السادسة عشرة...
في الحلقة الماضية:جاءت لمياء لترافقها إلى مستشفى الأورام....
في هذه الحلقة بعون الله
صلت رحمة صلاة استخارة ودعت ربها بيقين أن يشفيها من هذا المرض الخبيث ثم ذهبت مع لمياء إلى مستشفى الأورام.....
وصلت الفتاتان إلى المستشفى وقلب رحمة يكاد يتوقف رعبا من هذا العلاج الذي لا يبقي ولا يذر.....وهاهي طبيبة تتجه نحوهما، إنها الطبيبة التي أوصتها صديقة لمياء بالعناية برحمة.....
طلبت من رحمة تحليل الدم ثانية نظرا لأن المرض ينتشر ولابد أن تعرف مدى انتشاره لتبدأ العلاج.....
عادت رحمة ولمياء إلى البيت ثم جلست لمياء وهي مبتسمة ومستبشرة وكأنها تخفي شيئا.....
أتذكرين يا رحمة لما أخبرتك أن لي وجهة نظر في العلاج الكيماوي؟؟
رحمة بقلة تركيز: نعم أذكر....
ستكون النتائج مرضية بعون الله وسترين..... وسأقول لك بالتفصيل ماذا حدث في هذه المدة لكي نتجنب نهائيا العلاج الكيماوي وذلك لأنه يقتل الخلايا السرطانية والخلايا السليمة أيضا مما يفقد الجسم مناعته وقدرته على المقاومة وتحل الأمراض وحينها العدوى تكون شديدة جدا ولابد من عزل كل أغراض المريض وعدم استعمالها إلا من طرفه....
استغربت رحمة وقالت: ولم ذهبنا إلى المستشفى وأنت واثقة أن العلاج الكيماوي لا داعي له؟
قالت لمياء وهي ترتشف عصير الليمون الطازج، وتنظر إلى رحمة بود: كنت أود أن نزور هذا المستشفى ونرى المرضى لنذكر نعم الله علينا، وكنت موقنة أن الطبيبة ستطلب تحاليلا أخرى لأن المرض يتطور ولا يبقى على حال.....
ابتسمت رحمة في ارتياح وتناولت كأسها وقد داخل الأمل في الله قلبها بعد أن كانت خائفة وتخشى هذه المغامرة الأليمة.....
استرسلت لمياء وقد تذكرت خرافة الجن: أما الجني الأسود فقد رحل إلى غير رجعة لأنه ليس موجودا وللأسف هذه الخرافة انتشرت في أمتنا....
ونظرت بنظرة طفولية وذكية وقد طرقت قلبها فكرة فقالت: تخيلي لو أننا نرى الشياطين مثلا؟؟ ماذا سيحدث؟؟.....
ضحكت رحمة وقالت: سنصاب بالجنون لأننا طول اليوم نجري وراءهم ونضربهم ليبتعدوا عنا وكلما ظهروا للوسوسة طردناهم، أتخيل أن كل الناس تهرول في الشارع، كل يعاقب قرينه....وضحكت براحة لم تزرها منذ زمن......
انقلب الحزن إلى فرحة بفضل الله وحل الليل ورحمة تتحرق لمعرفة نتائج التحاليل.....
قامت بين يدي الليل مبتهلة وداعية، تدعو وتستغفر وتقوي اليقين في قلبها وتركز على ما تريده لا على ما تعيشه....تريد أن تشفى تماما والله القادر على ذلك، تريد أن تتزوج وتبني أسرة مسلمة تعبد الله والله قادر على ذلك، تريد مالا يكفيها عن السؤال والله هو الرزاق ذو القوة المتين، فأنى لها أن تحزن والله وكيلها وحسيبها....
وبعد سويعات أسفر الصبح فهرولت الفتاتان إلى معمل التحاليل.....فكانت المفاجأة.....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم نزهة الفلاح