من أسرار اللغة العربية وبلاغتها( 65 )
نقلا عن كتاب فقه اللغة وسر العربية وكتاب سحر البلاغة وسر البراعة تأليف الإمام اللغوى أبى منصور عبد الملك بن محمد الثعالبى رحمه الله ( 350- 430 هجرية )
وموضوعاتها :
1 - فصل في المجاز
قال الجاحظ:للعرب إقدام على الكلام، ثقة بفهم المخاطب من أصحابهم عنهم، كما جوَّزوا قوله: أكله الأسود،وإنَّما يذهبون إلى النَّهْشِ واللذع والعضِّ، وأكل المال، وإنَّما يذهبون إلى الإفناء، كما قال الله عزَّ وجلَّ: "إنَّ الذينَ يَأكلونَ أمْوال اليَتامى ظُلْماً إنَّما يأكُلونَ في بُطونِهِمْ ناراً وسَيَصْلَونَ سَعيراً".ولعلَّهم شربوا بتلك الأموال الأنبذة، ولبسوا الحلل، وركبوا الهماليج، ولم ينفقوا منها درهما في سبيل الله..( للموضوع بقية)
2 - باب : في القَطْعِ والانْقِطَاعِ والقِطَعِ (وَما يُقاربُهَا مِن الشّقّ والكَسْرِ وما يَتّصِلُ بِهِمَا)
(في قَطْعِ الأعْضَاءِ وتَقْسِيمِ ذَلِكَ عَلَيها)
جَدَعَ أنْفَهُ
صَلَمَ أُذُنَهُ
شَتَرَ جَفْنَهُ
شَرَمَ شَفَتَهُ
(في تَقِسِيمِ قَطْعِ الأطْرَافِ)
قَصَّ جَنَاحَ الطَّائِرِ
قَلَّمَ الظُّفْرَ
قَطَ القَلَمَ
عَصَفَ الزَّرْعَ
خَرَمَ الأنْفَ (وَهُوَ دُونَ الجَدْعِ).
(في تَقْسِيمِ القَطْعِ عَلَى أشْيَاءَ مُخْتَلِفَةٍ)
حَزَّ اللَّحْمَ
جَزَّ الصُّوفَ
قَصَّ الشَّعْرَ
عَضَدَ الشَّجَرَ
قَضَبَ الكَرْمَ
قَطَفَ العِنَبَ
بَرَى القَلَمَ
خَضَدَ النَّبَاتَ الرَّطْبَ
حَصَدَ النَّبَاتَ اليَابِسَ
قَطَعَ الثَّوْبَ
(في القَطْعِ بآلاَتٍ لَهُ مُشْتَقةٍ أسْمَاؤُهَا مِنْهُ)
وَشَرَ الخَشَبَةَ بالمِيشَارِ
نَشَرَهَا بالمِنْشَارِ
فَرَصَ الفِضَّةَ بالمِفْرَاصِ
نَجِلَ الزَّرْعَ بالمِنْجَل.
(يُنَاسِبُهُ)
جَزَّ الضَّأْنَ
حَلَقَ المِعْزَى
(في القَطْعِ الجَارِي مَجْرَى الاسْتِعَارَةِ)
صَرَمَ الصَّدِيقَ
هَجَرَ الحَبِيبَ
قَطَعَ الأَمْرَ
جَابَ البِلاَدَ
عَبرَ النَّهْرَ
بَلَتَ الحَدِيثَ
بَتَّ العَقْدَ
فَصَلَ الحُكْمَ.
(في تَفْصِيلِ ضرُوبٍ مِنَ القَطْعِ)
البَضْعُ ، والهَبْرُ، واللَّحْبُ: قَطْعُ اللَّحْمِ
التَّشْرِيحُ تَعْرِيضُ القِطْعَةِ مِنَ اللَّحْم حَتَّى تَرِقَّ فَتَرَاهَا تَشِفُّ مِنَ الرِّقَّة
الحَسْمُ قَطْعُ العِرْقِ وكَيُّهُ بالنَّارِ كَيْلاَ يَسِيلَ دَمُهُ
الذَّبْحُ قَطْعُ الحُلْقُوم مِن دَاخِل
الجِدُّ قَطْعُ التَّمْرِ ، وَجَاءَ في الحَدِيثِ: (النَّهيُ عَنْ جِدَادِ اللَّيلِ فِرَاراً مِنَ الصَّدَقَةِ)
الجَثُّ قَطْعُكَ الشَّيءَ مِنْ أصْلِهِ (والاجْتِثَاثُ أوْحَى مِنْهُ)
البَتْكُ قَطعُ الأُذُنِ
البَتْرُ قَطْعُ الذَّنَب
المَسْحً قَطْعُ الأعْضَاءِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَطَفِقَ مَسْحَاً بالسُّوقِ والأعْنَاقِ} ومِنْهُ قَوْلهُمْ: للخَصِيّ مَمْسُوحٌ
القَصْلُ قَطْعُ الرِّقابِ
3-واليكم موضوع كتبه المؤلف فى كتابه الثانى سحر البلاغة وسر البراعة
ذكر النعاس والنوم
شرب كأس النعاس، انتشى من خمر الكرى، خاط النعاس جفونه، أخذ الكرى يجشمه، بل ثقل رأس، وتقاضي نعاس، عسكر النعاس بطرفه، وخيّم بين عينيه وجَفنه. خاض ضَحْضاحَ الكرى، ملأ النعاس جفنه، وشغل عينه. مال مع النعاس. مس النوم مقلته. غلبته عيناه. كأن النعاس يطالبه بدَين. غَشِيَه نعاسُ الوحدة، ضرب عَلَى أُذنه وقد ملأ عينه، غرق في لُجَّضة الكرى. تمايل من سكرة النوم. غفوة كحَسْوة الطآئر، نومه كلا ولا قلة، وكتصفيفة الطآئر خفّة، كَحَلَ الليل الورى بالرُّقاد، وشامت الأجفان أعينَها في الأغماد، عبث الكرى بهم، وأرخى مفاصلهم، وأمال أعناقهم.
والى اللقاء الحلقة القادمة الجمعة بإذن الله