[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب في الجهاد وبين فضله وجعل مرتبته أعلى المراتب , فقد روى معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :" كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك فقال لي: إن شئتَ أنبأتك برأس الأمر وعموده و ذروة سنامه .
فقلت : أجل يا رسول الله .
فقال: أما رأس الأمر فالإسلام , و أما عموده فالصلاة , و أما ذروة سنامه فالجهاد"
وبقدر ما رغب في الجهاد فإنه حذر من الفتن والاقتتال بين المسلمين.
فقد أرشدنا صلى الله عليه وسلم عند كثرة الفرق واختلافها أن نعتزلها جميعا , كما قال لحذيفة رضي الله عنه :" ...فاعتزل تلك الفرق كلها ..."[1]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا: "تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع والمضطجع فيها خير من القاعد والقاعد فيها خير والقائم خير من الماشي والماشي خير من الراكب والراكب خير من المجري
قلت: يا رسول الله ومتى ذلك ؟
قال : ذلك أيام الهرج .
قلت : ومتى أيام الهرج ؟
قال : حين لا يَأمنُ الرجل جليسه .
قلت: فبم تأمرني إن أدركت ذلك الزمان ؟
قال : اكفف نفسك ويدك وادخل دارك .
قلت: يا رسول الله أرأيت إن دُخِـل عليَّ داري ؟
قال : فادخل بيتك .
قلت : يا رسول الله أرأيت إن دُخل علي بيتي ؟
قال : فادخل مسجدك واصنع هكذا - فقبض بيمينه على الكوع – وقُـل : " ربي اللــــه " حتى تموت على ذلك" [2]
والأحاديث التي ترغب في الجهاد كثيرة جدا, والأحاديث التي تحذر من الفتن أكثر وأكثر.
وهذا ما جعل البعض ممن قل زادهم من العلم مثلي تختلط عليهم الأمور, فلا يستطيعون التمييز بين ما هو جهاد وما هو فتنة.
لذلك أرجو من كل من رزقه الله علما وفهما أن يوضح لنا ما هي ضوابط الجهاد الشرعي الذي يثاب فاعله ويلام تاركه.
وهل التفجيرات التي يقوم بها البعض في المدارس والأسواق والمستشفيات والمساجد يعد نوعا من الجهاد ؟
وهل احراق وتخريب الممتلكات العمومية مثل مكاتب البريد ومقرات البلديات والمحافظات نوع آخر من الجهاد أيضا ؟
والأهم من هذا كله مَـن لديه الحق أن يعلن الجهاد ؟ فهل كل من شعر بالظلم أو تصور أنه مُنِع من حقه جاز له أن يحمل سلاحه ويدعو غيره للجهاد[3] ؟
وهل ظلم الحاكم لرعيته واستئثارُه بخيرات البلاد يُعتبر مبرِّرا كافيا للخروج عليه وإعلان الجهاد ضده ؟
أنتظر إجاباتكم وتعليقاتكم , فلا تتأخروا .


[1] ـ البخاري 7084

[2]ـ الصحيحة : 3254

[3]ـ من الغرائب أن معمر القذافي عدة مرات يعلن الجهاد وكذلك صدام حسين ومحمد سعيد وكثيرون من هذا القبيل...