بكتْ عيني على أشلاءِ أهلي ** بـ( غوطة) يومَ صبحني (البشيرُ)
مُمزقةً كأنَ وحوشَ غابٍ ** أبادتْهمْ وقد نامَ الخفيرُ
وقفتُ إزاءَهمْ والنفسُ فاضتْ ** حُشاشتُها وأبعاضي تَغورُ
فقلتُ أُخاطبُ الدنيا وعقلي ** يكادُ لهولِ صدمتِهِ يمورُ
ألا يا أيُّها الطفلُ المسجّى ** بجانبِهِ جثا طفلٌ غريرُ
وفوقَ حُطامِهِ أُمٌّ تهاوتْ ** محطمةَ القوادمِ لا تطيرُ
رعاكَ اللهُ يا ولدي كأنِّي ** بعينِكَ تستجيرُ ولا مجيرُ
ويا أبناءَ ( يعربَ ) ما دهاكمْ ** وماذا ينظرُ العَبلُ الكبيرُ
متى كانَ ابنُ (رستمَ ) في حمانا ** يصولُ كأنَّهُ أسدٌ هصورُ
وأبناءُ الروافضِ قدْ أباحوا ** مضاربَنا كأنهمُ نسورُ ؟
لقدْ هُنتمْ على الدنيا وهانتْ ** معاشرُكمْ وما عزَّ العشيرُ
حرائرُكمْ تناوحُ كالسبايا ** يمزقُ سترَ عفتِها أجيرُ
ومُحصنةٍ كأن البدرَ يسري ** بغُرتِها تجلَّلَها حقيرُ
فما طيبُ الحياةِ على قذاها ** وكيفَ ينوبُ ذا لُبٍّ سرورُ ؟
وحراسُ العقيدةِ في بلادي ** قتيلٌ أو طريدٌ أو أسيرُ
أيا ملِكَ الجزيرةِ لا تَدَعْنا ** نُخاطبُ ميِّتاً فالشركُ زورُ
نصيحُ وعقلُ أحلمِنا هَباءٌ ** تحامتْنا الأميرةُ والأميرُ
أوا ( صدامُ ) قمْ وانفضْ تراباً ** بـ( عوجةَ ) وامتشقْ سيفاً يُبيرُ
يُعيدُ ( القادسيةَ ) منْ مداها ** و ( سعدٌ ) في براثِنِهِ يُغيرُ
يُفَلِّقُ للأعاجمِ كلَّ هام ** فـ( ساحةُ حفلِ ) بغدادٍ تشيرُ
وقد سادَ الطغامُ برافدَينا ** وعاثَ بساحِها علجٌ حقيرُ
وفي الشامِ الحبيبةِ قامَ رَثعٌ ** لهُ منْ آلِ ( صفيونٍ ) نصيرُ
وفي البحرينْ قد نبزتْ فلولٌ ** كأنْ غابَ ( الخليفةُ ) و ( المُشيرُ )
تمدَّدَ ذيلُ إفكهمُ ضُحاءً ** يُمسدُهُ ابنُ نابغةٍ طريرُ
عضاريطٌ ولكنْ أينَ منهمْ ** ضراغمةٌ تملكها الزئيرُ
ويا أبناءَ ( جِلَّقَ ) لنْ تُراعوا ** وفوقَ العرشِ مقتدرٌ قديرُ
أخي في ( الشامِ ) لا تجزعْ فإني ** أرى في الشامِ ملحمةً تدورُ
يكونُ ثفالُها شرقيَّ ( قُمٍّ ) ** ومن ( بغدادَ ) يبتدئُ المسيرُ