عرض مشاركة واحدة
  #1469  
قديم 14-12-2013, 09:57 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــع الموضوع السابق ( 3 )


إعجاز قرآني علمي أم مجرد ملاحظات ساذجة يعرفها كل أحد؟



والآن نأتي لتفسير الآيات المذكورة لنرى أفيها ما لم تكن العرب بل ما لم تكن البشرية كلها تعرفه أولاً، ونبدأ بقوله تعالى: "وهو الذي مَرَج البحرين: هذا عذبٌ فراتٌ، وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ، وجعل بينهما برزخا وحِجْرًا محجورا" (الفرقان/ 53)،إذ هو من الوضوح بمكان بحيث لا يثير مشاكل وخلافات حول المقصود بالبحرين هنا: أهما بحران مِلْحان أم بحرٌ عَذْبٌ وآخر مِلْح؟ وقد فسره بوكاى قائلا: "معروفةٌ تلك الظاهرة التي كثيراً ما نشاهدها عند عدم الاختلاط الفوري لمياه البحر الملحة بالمياه العذبة للأنهار الكبيرة. ويرى البعضُ أن القرآن يشير إليها لعلاقتها بمصبّ نَهْرَىْ دجلة والفرات، اللذين يشكلان بالتقائها بحرًا، إذا جاز القول، طوله 150 كم هو شط العرب. وفى الخليج ينتج تأثيرُ المدّ ظاهرةً طبيعيةً هي انحسار الماء العذب إلى داخل الأراضي، وذلك يضمن رِيًّا طيبا" (موريس بوكاى/ القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم/ 205).والحق أن هذا التفسير، رغم احترامي الكامل للدكتور بوكاى، هو تفسير غير مقنع: فمن الناحية اللغوية يصعب علىّ أن أوافق العالم الفرنسي علي أن أداة التعريف في كلمة "البحرين" هنا للعهد، الذي قيل على أساسه إن "البحرين" المذكورين هما شط العرب والخليج الذي يصب فيه. ذلك أن الآيات السابقة تتحدث عن الظل والرياح والماء والأنعام والأناسىّ، وهى مفاهيم عامة لا تشير إلى ظلٍّ بعينه ولا رياحٍ محدَّدة ولا أنعامٍ وأنَاسِىَّ مخصوصة، فلِمَ يقال إذن إن "البحرين" هنا هما بحران معينان (الخليج وشط العرب)؟ إن السياق الذي وردت فيه هذه الكلمة هو سياق عام، ومن ثم فإن بلاغة الكلام تقتضى أن يكون "البحران" أيضا هنا هما "النهر والبحر" بإطلاق، أي أن "أل" فيهما هي "أل" الجنسية لا العهدية. وقد يظن قوم أن كلمة "فُرَات" الواردة في النص القرآني هنا تشير إلى نهر الفرات، ومن ثم يستغربون قولي بعدم وجود قرينة تدل على أن السياق هنا سياق خاص لا عام، لكن لا بد أن نعرف أن كلمة "فُرَات" في النص ليست عَلَمًا على النهر المعروف في بلاد الرافدين، بل صفة للبحر الأول من البحرين المذكورين معناها "الشديد العذوبة". كذلك فماء النهر، مهما توغَّل بقوة اندفاعه إلى مدًى بعيد في داخل البحر أو المحيط واحتفظ أثناء ذلك بخصائصة وعذوبته، يختلط في النهاية بمائهما ويتحول من ثم إلى ماءٍ ملحٍ أُجَاج. فظاهر الأمر إذن أن النهر يبغى في البداية على البحر (حين يشق ماءه الملح ويزيحه عن طريقه) ليعود البحر فيبغى فى النهاية عليه (حين يختلط ماؤه العذب بماء البحر الملح الذي يُفْقِده خاصة العذوبة ويعطيه بدلا منها ملوحته)، فأين البرزخ يا ترى والحِجْر المحجور؟
أما "المنتخب في تفسير القرآن الكريم" فإنه يقول، في هامش خصَّصه للتعليق على هذه الآية، إنها ربما "تشير إلى نعمة الله على عباده بعدم اختلاط الماء الملح المتسرب من البحار في الصخور القريبة من الشاطئ بالماء العذب المتسرب إليها من البر اختلاطا تامّا، بل إنهما يلتقيان مجرد تلاق: يطفو العذب منهما فوق الملح كأن بينهما برزخا يمنع بَغْىَ أحدهما على الآخر وحِجْرًا محجورا، أي حاجزا خفيّا مستوراً لا نراه". لكن ثمة نقطة هامة يظهر أن كاتبَىْ هذا التعليق، رغم جدته وطرافته بالنسبة لي على الأقل، قد أغفلاها، إذ إن الماء العذب والماء الملح اللذين يلتقيان في الصخور على هذا النحو لا يمكن تسميتهما: "بحرين". ثم إذا كان الماءان في هذه الظروف لا يلتقيان، فإنهما في عُرْض البحر يلتقيان ويتمازجان ويصبحان في النهاية ماءً واحدًا كما قلنا من قبل.
يبدو لي، والله أعلم، أن البرزخ المذكور في الآية الكريمة هو القوانين التي بمقتضاها بَقِىَ كل من الماء العذب والماء الملح كلَّ هذه الدهور المتطاولة التي لا يعلم مداها إلا الله، وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما هو لا يتغير. فالأنهار تصب في البحار والمحيطات، وكان المفروض، لو أن الأمر انتهى عند هذا الحد، أن يختلط الماءان اختلاطًا دائمًا فلا ينفصلا بعد ذلك أبدا، ويصبح كل الماء الموجود على سطح الأرض من ثَمَّ ماءً مِلْحًا. بَيْدَ أن التقدير الإلهي قد شاء أن يقوم البَخْر بحمل ماء البحار والمحيطات فتسوقه الرياح ليسقط على الجبال وينحدر إلى الأنهار ماءً عذبًا كما كان...وهكذا دواليك. وهكذا أيضا يبقى الماء العذب والماء الملح كما هما، ويتعايش البحران دون أن يبغى أحدهما على الآخر ويقضى عليه. فهذا هو البرزخ، وهذا هو الحِجْر المحجور فيما أفهم، والله أعلم. وهو، كما نرى، برزخٌ وحِجْرٌ غير مادي. إنه حاجز من قوانين لا من أحجار أو مسافات أو تضاريس. ومن الحواجز المعنوية أيضا "برازخ الإيمان" التي جاء في المعاجم أنها تفصل بين الشك واليقين أو التي تفصل ما بين أول الإيمان وآخره، والبرزخ الذي يفصل بين الدنيا والآخرة، و"الحِجْر" المذكور في القرآن على لسان المشركين: "وقالوا: هذه أنعامٌ وحرثٌ حِجْرٌ لا يطعمها إلا من نشاء"، أي محرَّم أكلها حسبما نصت الآية الكريمة، والتحريم (كما هو معروف) حاجزٌ معنوي لا مادي. كما أن قوله تعالى في الآية 22 من سورة "الفرقان": "حِجْرًا محجورًا" معناه: "حرامًا محَرَّمًا"... وهكذا. ولهذا قالت المعاجم وكتب التفاسير في البرزخ الفاصل بين البحرين إنه حاجز خفيّ من قدرة الله. ولا ننس أن القرآن لم ينف التقاء البحرين رغم وجود البرزخ، بل قال بصريح اللفظ: "مَرَج البحرين يلتقيان* بينهما برزخٌ لا يَبْغِيان"كما جاء في الآيتين 19- 20 من سورة "الرحمن". فالبرزخ موجود، ولكن الالتقاء حاصل أيضا لأن البرزخ في النص القرآني إنما يمنع بَغْى أحد البحرين على الآخر لكنه لا يمنع اللقاء بينهما.
يُقَال:ذي قلناه فَسَّر الطبري الآيتين المذكورتين فقال: "قَوْله: "هَذَا عَذْبٌ فُرَات"،الفُرَات: شَدِيد الْعُذُوبَة. يُقَال : هَذَا مَاءٌ فُرَات، أَيْ شَدِيد الْعُذُوبَة. وَقَوْله: "وَهَذَا مِلْح أُجَاج"،يَقُول: وَهَذَا مِلْحٌ مُرّ، يَعْنِي بِالْعَذْبِ الْفُرَاتِ مِيَاهَ الأَنْهَار وَالأَمْطَار، وَبِالْمِلْحِ الأُجَاجِ مِيَاهَ الْبِحَار. وَإِنَّمَا عَنَى بِذَلِكَ أَنَّهُ، مِنْ نِعْمَته عَلَى خَلْقه وَعَظِيم سُلْطَانه، يَخْلِط مَاء الْبَحْر الْعَذْب بِمَاءِ الْبَحْر الْمِلْح الأُجَاج، ثُمَّ يَمْنَع الْمِلْح مِنْ تَغْيِير الْعَذْب عَنْ عُذُوبَته وَإِفْسَاده إِيَّاهُ بِقَضَائِهِ وَقُدْرَته لِئَلاّ يَضُرّ إِفْسَاده إِيَّاهُ بِرُكْبَانِ الْمِلْح مِنْهُمَا فَلا يَجِدُوا مَاء يَشْرَبُونَهُ عِنْد حَاجَتهمْ إِلَى الْمَاء، فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: " وَجَعَلَ بَيْنهمَا بَرْزَخًا"، يَعْنِي حَاجِزًا يَمْنَع كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ إِفْسَاد الآخَر. "وَحِجْرًا مَحْجُورًا"، يَقُول: وَجَعَلَ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا حَرَامًا مُحَرَّمًا عَلَى صَاحِبه أَنْ يُغَيِّرهُ وَيُفْسِدهُ". على أن هذا التفسير لا يمنع أن يدخل فيه التقاء ماء دجلة والفرات بماء الخليج العربي بوصفه إحدى الحالات التي يتبدَّى فيها القانون الذي شرحتُه آنفا لا بوصفه الحالة الوحيدة المقصودة في القرآن كما جاء في كلام الدكتور بوكاى، فضلا عن أن التفسير الذي ذكره يختلف عن تفسيري أنا حسبما وَضَّحْت.
وفى رأيي المتواضع أن آيات سورة "الرحمن" تدل على نفس هذا المعنى، لكن كاتب مقال "البرزخ المائي بين البحرين" في "موقع الإيمان على شبكة الإنترنت" يرى أن "البحرين" هنا بحران مالحان. وهذا نَصّ كلامه: "قال تعالى:"مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ* فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ؟* يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ"(الرحمن/ 19- 22)، وقال تعالى:"وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا" (النمل/61).لقد توصل علماء البحار، بعد تقدُّم العلوم في هذا العصر، إلى اكتشاف الحاجز بين البحرين، فوجدوا أن هناك برزخًا يفصل بين كل بحرين ويتحرك بينهما، ويسميه علماء البحار: "الجبهة" تشبيهًا له بالجبهة التي تفصل بين جيشين. وبوجود هذا البرزخ يحافظ كلُّ بحرٍ على خصائصه التي قدرها الله له، ويكون مناسبًا لما فيه من كائنات حية تعيش في تلك البيئة. ومع وجود هذا البرزخ فإن البحرين المتجاورين يختلطان اختلاطًا بطيئًا يجعل القَدْر الذي يعبر من بحر إلى بحر آخر يكتسب خصائص البحر الذي ينتقل إليه عن طريق البرزخ الذي يقوم بعملية التقليب للمياه العابرة من بحرٍ إلى بحرٍ ليبقى كل بحرٍ محافظًا على خصائصه تدرج العلم البشري لمعرفة حقائق اختلاف مياه البحار وما بينها من حواجز:
اكتشف علماء البحار أن هناك اختلافًا بين عيناتٍ مائيةٍ أُخِذَتْ من البحار المختلفة في عام 1284هـ- 1873م على يد البعثة العلمية البحرية الإنجليزية في رحلة تشالنجر، فعرف الإنسان أن المياه في البحار تختلف في تركيبها عن بعضها البعض من حيث درجة الملوحة ودرجة الحرارة ومقادير الكثافة وأنواع الأحياء المائية. ولقد كان اكتشاف هذه المعلومة بعد رحلة علمية استمرت ثلاثة أعوام، جابت جميع بحار العالم. وقد جمعت الرحلةُ معلوماتٍ من 362 محطة مخصَّصة لدراسة خصائص المحيطات، وملأت تقاريرُ الرحلة 29.500 صفحة في خمسين مجلدًا استغرق إكمالها 23 عاما. وإضافةً إلى كون الرحلة أحد أعظم منجزات الاستكشاف العلمي فإنها أظهرت كذلك ضآلة ما كان يعرفه الإنسان عن البحر.
بعد عام 1933م قامت رحلة علمية أخرى أمريكية في خليج المكسيك، ونشرت مئات المحطات البحرية لدراسة خصائص البحار، فوجدت أن عددا كبيرا من هذه المحطات تعطي معلوماتٍ موحَّدةً عن خصائص الماء في تلك المنطقة من حيث الملوحة والكثافة والحرارة والأحياء المائية وقابلية ذوبان الأكسجين في الماء، بينما أعطت بقيةُ المحطات معلوماتٍ موحَّدة أخرى عن مناطق أخرى، مما جعل علماء البحار يستنبطون وجود بحرين متمايزين في الصفات لا مجرد عينات محدودة كما علم من رحلة تشالنجر.



يتبــــــــــــــــع

 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.62 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]