عرض مشاركة واحدة
  #1669  
قديم 28-12-2013, 05:11 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــع الموضوع السابق

إعجاز القرآن على مر الزمان



وهذا النوع من الإعجاز هو الذي خالف به القرآن أساليب الشعر وأعراضه مخالفة واضحة.
ثم يستدل ابن عاشور بحديث: ( ما من الأنبياء نبي إلا أوتي ـ أو أعطي ـ من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة )[ البخاري: فضائل القرآن، ومسلم: كتاب الإيمان]، فالمناسبة بين كونه أوتي وحياً وبين كونه يرجو أن يكون أكثرهم تابعاً لا تنجلي إلا إذا كانت المعجزة صالحة لجميع الأزمان، حتى يكون الذين يهتدون لدينه لأجل معجزته، أمما كثيرين، على اختلاف قرائحهم، فيكون هو أكثر الأنبياء تابعاً لا محالة، وقد تحقق ذلك، لأن المعنى بالتابع: التابع له في حقائق الدين لا اتباع الادعاء والانتساب بالقول (...). وهذه الجهة من الإعجاز إنما تثبت للقرآن بمجموعه، إذ ليست كل آية من آياته، ولا كل سورة من سورة، بمشتملة على هذا النوع من الإعجاز، ولذلك فهو إعجاز حاصل من القرآن، وغير حاصل به التحدي.
وقال ابن عاشور ( في المقدمة الرابعة لتفسيره ): وفي الطريقة الثالثة: تجلب مسائل علمية من علوم لها مناسبة بمقصد الآية، إما على أن بعضها يومىء إليه معنى الآية، ولو بتلويح ما، كما يفسر أحدهم قول الله تعالى: ).... ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً... ([البقرة: 269]. وأن بعض مسائل العلوم قد تكون أشد تعلقاً بتفسير آي القرآن كقول الله: )والسماء بنيناها بأيد... ([الذاريات: 47].وكذا قوله تعالى: ) أفلم ينظرون إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج ([سورة ق: 6].فإن القصد منه الاعتبار بالحالة المشاهدة، فلو زاد المفسر ففصل تلك الحالة، وبين أسرارها وعللها بما هو مبين في علم الهيئة ( الفلك )، كان قد زاد المقصد خدمة، إما على وجه التوفيق بين المعنى القرآني، وبين المسائل الصحيحة من العلم، حيث يمكن الجمع، وإما على وجه الاسترواح من الآية، كما يؤخذ من قوله تعالى: )ويوم نسير الجبال ([الكف: 47]. أن فناء العالم يكون بالزلازل. ومن قوله تعالى: )إذا الشمس كورت... ([التكوير: 1]. أن قانون الجاذبية يختل عند فناء العالم.
* بديع الزمان سعيد النورسي ( القرن الرابع عشر الهجري ):
مجاهد إسلامي تركي مشهور، كتب تفسيراً باللغة العربية لسورة البقرة أسماه: ( إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز )، كما كتب تفسيراً لبعض سور وأجزاء القرآن الكريم بعنوان: ( كليات رسائل النور ) التي ترجمت فيما بعد إلى اللغة العربية، وقد توفي ـ رحمه الله ـ عام ( 1960م ) عن عمر يناهز السابعة والثمانين، وهو عمر ملىء بالعلم والجهاد والدعوة إلى الله، وفي نفس بحث الدكتور سعاد يلدرم وردت تفصيلات كثيرة عن آراء النورسي في هذا الاتجاه التفسيري للقرآن الكريم، وبنفس الأسلوب في التناول هنا سوف نعرض مقتطفات موجزة من هذه التفصيلات، تبين موجزاً لهذه الآراء:
من آيات القرآن قسم يزداد وضوحاً بمرور الزمان، ولا تنقضي عجائبه، له محكمات ونصوص لا تتغير وأحكامها في كل الأزمان، ولكن له أيضاً معاني ثانوية تشير إلى بعض الحقائق العلمية التي تنكشف شيئاً فشيئاً، حسب تقدم المستوى العلمي البشري.
أما الحقائق الظاهرية التي بينها السلف الصالح فمسلمة محفوظة، لا تعتريها شبه، لأنها نصوص ومحكمات وأسس وقواعد يجب الإيمان بها، والكتاب موصوف بأنه )قرآن عربي مربين (.وهذا يقتضي كونه واضحاً في معانيه الأساسية، والخطاب الإلهي يدور حول هذه المعاني، ويقويها ويظهرها، ومن ينكر هذه المعاني المنصوصة، فكأنما يكذّب الله تعالى، ويتهم فهم الرسول صلى الله عليه وسلم، إذن لا شك في أن المعاني المنصوصة مأخوذة من منبع الرسالة... إلخ ( المكتوبات 400 ـ 401 ).
ويتساءل النورسي بعد أن تعرض لبعض المعاني الإشارية من قبيل الإعجاز العلمي، فيقول: فإن قلت: كيف نستطيع أن نعلم أن القرآن أراد هذه المعاني وأشار إليها؟.
فالجواب: ما دام القرآن خطة أولية، وما دام هو يدرس ويخاطب كل طبقات البشر المصطفّة جيلاً بعد جيل، إلى يوم القيامة، فلا بد له من مراعاة تلك الأفهام المختلفة، ودرج المعاني المتعددة وإرادتها، ووضع القرائن للإرشاد بأنه أرادها، وكل هذه الوجوه والمعاني تعد من معاني القرآن بشهادات اتفاق أهل الاجتهاد، وأهل التفسير، وأهل أصول الدين، وأهل أصول الفقه، بشرط كونه صحيحاً من ناحية العلوم العربية، وحقاً من جهة الأصول الدينية، ومقبولاً من الناحية البلاغية، والقرآن وضع أمارة لكل وجه من هذه الوجوه: إما لفظية وإما معنوية.
والأمارة المعنوية: إما أن تفهم من سياق الكلام وسباقه، وإما أمارة مستنبطة من آية أخرى تشير إليها ( يعني: إلى هذا المعنى )، وكتب التفاسير التي تعد بالآلاف التي الفها المحققون تشهد بجامعية القرآن هذه وخارقيته. ( سوزلر، أي: الكلمات 414 ـ 415 ).
يتساءل الإنسان: إن الواقع الذي نشاهده ضد ما أشار إليه القرآن في بعض الأحيان، مثلاً نرى الشمس تشرق، وتغرب، والأرض منبسطة ساكنة، ماذا نقول في ذلك؟ نجيب عن هذا السؤال بأن القرآن كتاب هداية وإرشاد، والإرشاد باعتبار المعظم عوام، والعوام على رؤية الحقيقة عريانة، ولا يستأنسون بها إلا بلباس خيالهم المألوف، فلهذه النكتة صوّر القرآن تلك الحقائق بمتشابهات وتشبيهات واستعارات، وحافظ على الجمهور الذين لم يتحملوا عن الوقوع في ورطة التكذيب بما لم يحيطوا بعلمه، فأجمل في المسائل التي يعتقد الجمهور بالحس الظاهر مخالفتها للواقع، لكن مع ذلك أومأ إلى الحقيقة بنصب أمارات، فإذا تفطنت لهذه النكتة فاعلم: أن الديانة والشريعة الإسلامية المؤسسة على البرهان العقلي، ملخصة من علوم وفنون تضمنت العقد الحيوية في جميع العلوم الأساسية، من فن تهذيب الروح، وعلم رياضة القلب، وعلم تربية الوجدان، وفن تدريب الجسد، وعلم تدبير المنزل، وفن السياسة المدنية، وعلم الحقوق والمعاملات، وفن الآداب الاجتماعية، وكذا... وكذا...إلخ، مع أن الشريعة فسرت وأوضحت في مواضع اللزوم ومظان الاحتياج وفيما لم يلزم في حينه أو تستعد له الأذهان، أو لم يساعد الزمان، أجملت بفذلكة ووضعت أساساً، وأحالت إلى الاستنباط منه ( إشارات الإعجاز 175 ). يراعي القرآن ويتلطف مع الحس الظاهري، الذي يشاهد أن الأرض ساكنة ومنبسطة، ولا يقول بصراحة: إن الأرض كروية تدور حول نفسها، وحول الشمس بسرعة، ما أراد القرآن أن يلبس على الناس ويشوش على أفكارهم، فيبعدهم عن هداية القرآن، ولو قال القرآن هذا وأمثاله من الحقائق العلمية لانفض الناس من حولها، ولأنكروا ذلك، لم يكن من ذلك شك، إلا أن القرآن لم يهمل الإشارة إلى العصر، وإلى المستوى، الذي أدرك الناس فيه حقيقة شكل الأرض أو حركتها.
وبناء على هذه الحقيقة، فلا بد للمفسرين المتأخرين أن يوفقوا بين الحقائق الكونية المتكشفة وبين النص القرآني المشير إلى هذه الاكتشافات، وليست هذه المسائل من قبيل العقائد والعبادات والأحكام والمعاملات، ولهذه يجوز أن تفهم وتؤمن الأجيال المتقدمة بالمعنى الإجمالي وكفى، وهذا لا يسبب أي نقيصة للقرآن، ولا للمتقدمين من الأمة الذين لم يكن في استطاعتهم أن يعرفوا هذه المسائل بالتفصيل، بل يكون دليل آخر بالإعجاز القرآني.. لأن القرآن يعلن بصراحة أنه يحتوي بعض الحقائق التي لم تظهر حقيقتها في وقت النزول: )... بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ([يونس: 39].والجزء الأخير من الآية صريح في أن القرآن يحتوي بعض الحقائق التي ستتضح بمرور الزمان، وكذا قوله تعالى: )سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ([فصلت: 53].
وهذه ألآية صريحة في أن الله يظهر بعض الآيات، أي: بعض الحقائق القرآنية بعد زمن النزول.
لنقرأ ما كتبه المفسر ابن كثير ( المتوفى سنة 774هـ )، الذي هو أبعد المفسرين عن التفسير الموصوف بالعلمي.
قال ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية الكريمة: ( أي: سنظهر لهم دلالاتنا وحججنا على كون القرآن حقاً منزلاً من عند الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم بدلائل خارجية في الآفاق من الفتوحات[8]، وظهور الإسلام على الأقاليم وسائر الأديان... ويحتمل أن يكون المراد من ذلك هو ما الإنسان مركب منه وفيه وعليه من المواد ( الأخلاط )، والهيئات العجيبة، كما هو مبسوط في علم التشريع الدال على حكمة الصانع تبارك وتعالى.
وقال ابن زيد: ( آفاق السماوات ): نجومها، وشمسها، وقمرها، اللاتي يجرين، وآيات في أنفسهم، أيضاً ( تفسير الطبري: 25/5 ).
ويصرح ابن كثير بأن هذه الآية تشير إلى بعض الحقائق التي يدرسها علم الأحياء وعلم التشريح.
وابن زيد، من السلف، يفسر ( الآيات ) بعلوم الكون، بينما كان ابن جرير الطبري لا يلتزم هذا التفسير، ظنّاً بأن السماوات والشمس والقمر كانت مشهودة ومعلومة عندهم.
* عبد الرزاق نوفل ( القرن الرابع عشر الهجري ):
عرض المفكر الإسلامي المرحوم الأستاذ عبد الرزاق نوفل فكره في العديد من الكتب التي ألفها، وقد ظهر ـ رحمه الله ـ في فترة كانت بحاجة إلى إشاعة هذا الفكر، تلك هي فترة سيطرت الشيوعية ـ أو على الأقل العلمانية ـ على أنحاء متفرقة من العالم.
وفي كتاب ( القرآن والعلم الحديث )[9]يقول: أثبت التقدم الفكري في العصر الحديث أن القرآن كتاب علمي جمع أصول كل العلوم والحكمة... وكل مستحدث في العلم نجد أن القرآن قد وجه إليه النظر أو أشار إليه.
* محمد متولي الشعراوي ( القرن الخامس عشر الهجري ):
الإمام العلامة قوي البيان ذائع الصيت الذي يلجأ في كثير من الأحيان ـ خصوصاً عند مروره بالآيات ذات الإشارات والمفاهيم العلمية ـ إلى الاستعانة بمعطيات العلوم الحديثة في الكشف عن جوانب من معنى الآية لم تكن ظاهرة للناس من قبل، ونفهم من ذلك: أنه لا يعارض ( التفسير العلمي )، وإنما يعارض المغالاة والاندفاع والخوض بالقول في النظريات والفروض والظنون، وجر آيات القرآن إلى هذا الميدان، في محاولة لإثبات القرآن بالعلم، رغم أن القرآن ليس في حاجة إلى العلم ليثبت صدقه.
يقول فضيلته: إن هذا أخطر ما نواجهه، ذلك أن بعض العلماء في اندفاعهم في التفسير وفي محاولاتهم ربط القرآن بالتقدم العلمي يندفعون في محاولة ربط كلام الله بنظريات علمية مكتشفة يثبت بعد ذلك أنها غير صحيحة، وهم في اندفاعهم هذا يتخذون خطوات متسرعة، ويحاولون إثبات القرآن الكريم بالعلم، والقرآن ليس في حاجة إلى العلم ليثبت، فالقرآن ليس كتاب علم، ولكنه كتاب عبادة ومنهج، ولكن الله سبحانه وتعالى علم أنه بعد عدة قرون من نزول هذا الكتاب الكريم سيأتي عدد من الناس ويقول: انتهى عصر الإيمان وبدأ عصر العلم، والعلم الذي يتحدثون عنه قد بينه القرآن الكريم كحقائق كونية منذ أربعة عشر قرناً.... [10].
ويقول الشيخ الشعراوي[11]: إن القرآن ىية الإعجاز، وله عطاءات في هذا المضمار، وهناك عطاءات في قول الله تعالى: )سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم... (،ويتمثل الأول في الافاق الواسعة والأرجاء الرحبة، وتسمى الآيات الكونية، ولقد أوضح سبحانه وتعالى من آيات الكون للمؤمنين، هداية لهم وإرشاداً، فبرع كثير منهم، وكانوا قادة أوائل في العلوم، وعلى رأسهم جابر بن حيان الذي كان أول من وضع أساس علم الكيمياء، وابن سينا الذي وضع أساس علم الطب لعلاج أدواء البشر، والفلك لنعرف مجريات النجوم وأفلاكها، وما يعتورها من تغيرات ومناخات، وكذلك علم الرياضيات. ولم نهمل آيات الكون جسم الإنسان، فاكتشف ابن النفيس الدورة الدموية ووصفها وصفاً علمياً دقيقاً. ولم يقف الحال عند ذلك، بل نبغ الزهراوي في إجراء الجراحات الكثيرة حتى سمى ( أبا الجراحة )، ولم يقتصر عطاء الله سبحانه وتعالى على المؤمنين، بل إن هناك ثوابت وحقائق، مثل كروية الأرض التي صورها العلماء من القمر، فلن تصبح الأرض مربعة أو مثلثة... تلك حقائق ثابتة، ومثلها قوانين في الفيزياء، وحقائق في الفلك وفي التشريع...
* كامل البوهي ( القرن الخامس عشر الهجري ):
كان ـ رحمه الله ـ مديراً لإذاعة القرآن الكريم بمصر، ومديراً لتحرير جريدة ( الرأي العام )، وحينما سئل عن رأيه في التفسير العلمي قال[12]: إن كل تفسير إنما هو اجتهاد يصيب ويخطىء، ومن حق المتخصص أن يجتهد، فأولئك الذين فسروا القرآن بلاغياً متخصصون في البلاغة، وقد تتغير النظرية الأدبية من جيل إلى جيل، وقد يخطىء أحد المفسرين على الطريقة البلاغة، والقرآن الكريم صحيح مئة في المئة، أما تفاسيره فمنها الصحيح ومنها غير الصحيح... ولا يجب منع التفسير العلمي بوجه عام، فذلك خطر على الفكر لا يرضاه الإسلام الذي أطلق للإنسان العنان ليستخدم كل مواهبه دون عراقيل من كهنوت ديني أو سلطة ـ من يدعون الوصاية على أمور الدين، ما دام المجتهد كفئاً للاجتهاد وحسن النية ... ونعتقد أن ذلك يؤهله لتلقي نفحات من الله تفتح له الطريق والوعي والتوفيق...
* محمود ناظم نسيمي ( القرن الخامس عشر الهجري ):
مفكر سوري مسلم، له كتابات في مجال الربط المنسجم بين العلم والدين، وفي تقديمه لكتاب ( مع الطب في القرآن الكريم ) الذي نال به درجة الدكتوراة كل من الدكتور عبد الحميد دياب والدكتور أحمد أحمد قرقور[13]، يقول الدكتور محمود ناظم نسيمي:... وتعلم فنون الطب والصناعة والزراعة والعلوم الدنيوية المختلفة ليس من مهام الرسالة السماوية، فإذا تكلم القرآن عن شيء من ذلك فإنما يريد أن يوجه الإنسان إلى الإيمان بوجود خالق مبدع لكل الكائنات، وإلى ما فيها من خواص طبيعية وقوانين علمية وترتيبات سببية، ويريد منه أن يحيا معها ضمن عقيدة سليمة وتفكير قويم، وأن يستخدمها في سلوك صحيح وأخلاق سامية، ويريد أن ينبه الإنسان بصورة خاصة إلى أن الاشتغال بالعلوم والمهن والصناعات وأنواع الزراعة المفيدة ضمن الإطار العقائدي السليم والخلقي النبيل، إنما هو منسجم مع روح الإسلام، فلا يجوز أن يهمله المجتمع المسلم أو يغفل عنه بحجة أن أفضل العلوم هي العلوم الدينية، لأن كل علم أو حرفة أو صناعة أو زراعة نافعة للمجتمع الإسلامي هو من فروض الكفاية، كما هو الحال في تعلم الفقه وسائر العلوم الدينية.
* عبد المجيد الزنداني ( القرن الخامس عشر الهجري ):
أول أمين عام لهيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة، وهذه هي أول هيئة ( من حيث تاريخ التأسيس ) في العالم تقوى على إبراز جوانب الإعجاز العلمي في آيات القرآن. ولفضيلته كتب عديدة في مجال الإشارات العلمية للقرآن الكريم، والتوحيد، والكثير من البحوث المنشورة في مؤتمرات هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بمكة المكرمة[14].
كما أنه صاحب العديد من الأفكار والمشروعات البحثية في هذا المجال العظيم.
* مصطفى محمود ( القرن الخامس عشر الهجري ):
المفكر الإسلامي المعروف، وهو أحد المنادين بالتفسير العصري ( وهو في نظره أكثر شمولاً من مجرد التفسير العلمي )، وله في هذا المجال كتاب مشهور بعنوان: ( القرآن ... محاولة لفهم عصري ).
يقول الدكتور مصطفى محمود[15]: إن القرآن كلام الله ( الذي ) لا نهاية لمعانيه، وهو كتاب جامع.. ولهذا فإنه احتمل أكثر من منهج في التفسير، فهناك التفسير البياني.. والتفسير العلمي الذي يركز على الآيات الكونية في الفلك والطب والأجنة، وعلى معطيات الموضوعية العلمية، وهناك التفسير الإشاري، وهناك.... إلخ، ولكل منهج من هذه المناهج مكانه، وكلها مكملة لبعضها البعض، والاجتهاد فيها لا ينتهي، ونظراً لكثرة المعلومات المتاحة في العصر العلمي الذي نعيشه، أخذ التفسير العلمي مكان الصدارة، إذ وجدنا آيات القرآن تتوافق مع كل ما يجدُّ من معارف علمية ثابتة... وهو يرد على المعترضين بحجة العلم وعدم ثباته.
* ولا يزال الرصيد زاخراً:
لقد كثرت التآليف والتصانيف في مسائل إعجاز القرآن، خصوصاً الجوانب العلمية والطبيعية والكونية والطبيه فيه، وإننا بالأمثلة التي نوردها فيما يلي لا نريد حصراً، وإنما نوردها على سبيل الإشارة والتعريف ببعض الأسماء التي تسهم في هذا الحقل الخصيب.
ومنهم: محمد توفيق صدقي ( دروس سنن الكائنات )، حنفي أحمد ( التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن )، ( معجزة القرآن في وصف الكائنات )، محمد أحمد العدوي (آيات الله في الآفاق )، محمد بن أحمد الإسكندراني ( كشف الأسرار النورانية القرآنية فيما يتعلق بالأجرام السماوية والأرضية والحيوانات والنباتات والجواهر المعدنية )، ( تبيان الأسرار الربانية في النباتات والمعادن والخواص الحيوانية )، ( البراهين البينات في بيان حقائق الحيوانات ). عبد الله باشا فكري ( مقارنة بعض مباحث الهيئة بالوارد في النصوص الشرعية )، ( القرآن ينبوع العلوم والعرفان ). عمر ابن أحمد الملباري ( إعجاز القرآن في مسألة اللؤلؤ والمرجان ). الشيخ محمد بخيت المطيعي ( تنبيه العقول الإنسانية لما في آيات القرآن من العلوم الكونية والعمرانية ). الغازي أحمد مختار باشا ( سرائر القرآن ). السيد كيراميت ( الاتفاق الأساسي التام بين الكتاب الكريم وبين التعاليم الأوروبية في الطبيعة والفلك والعلوم الكونية ). محمد عفيفي الشيخ ( القرآن الكريم وعلوم الغلاف الجوي ). الدكتور عبد العزيز باشا إسماعيل ( الإسلام والطب الحديث ). الدكتور محمد صدقي ( علم الفلك والقرآن ). الدكتور محمد أحمد الغمراوي ( الإسلام في عصر العلم )، ( سنن الله الكونية ). الدكتور عبد الله شحاتة ( تفسير الآيات الكونية ). الدكتور محمد جمال الدين الفندي ( الله والكون ). الدكتور محمد يوسف حسن ( قصة السماوات والأرض ). الدكتور عبد الغني الراجحي ( الأرض والشمس في منظور الفكر الإسلامي ). الدكتور موريس بوكاي ( دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة )، ( ما أصل الإنسان؟ ). علي عبد العظيم ( في ملكوت السماوات والأرض ). الدكتور عبد الله عبد الرزاق سعود ( السواك... والعناية بالأسنان )، ( العسل... من الإعجاز الطبي في القرآن ). العلامة وحيد الدين خان ( الإسلام يتحدى ). صلاح الدين خشبة في رسالته ( العلم والإيمان ). نعيم الحمصي ( فكرة إعجاز القرآن ). محمد محمد إبراهيم في رسالته ( إعجاز القرآن في علم طبقات الأرض ). الأستاذ عبد الرزاق نوفل ( الله والعلم الحديث )، ( الإسلام والعلم الحديث )، ( القرآن والعلم الحديث )، ( معجزة الأرقام والترقيم في القرآن ). مصطفى الدباغ ( وجوه من الإعجاز القرآني ). محمد عبد القادر الفقي ( القرآن الكريم وتلوث البية ). الدكتور توفيق علوان ( معجزة القرآن في الوقاية من مرض دوالي الساقين ). الدكتور محمد علي البني ( نحل العسل بين القرآن والطب ). عبد المنعم السيد عشري ( تفسير الايات الكونية في القرآن ). محمد عثمان الخشت ( وليس الذكر كالأنثى من منظور الإسلام والعلوم الحديثة ). الدكتور منصور حسب النبي ( الكون والإعجاز العلمي للقرآن )، ( القرآن الكريم والعلم الحديث )، ( الإشارات القرآنية للسرعة القصوى والنسبية )، ( موسوعة المعارف الكونية في ضوء القرآن ـ للفتيان ). الدكتور عبد العليم عبد الرحمن خضر ( الظواهر الجغرافية بين العلم والقرآن )، ( المدخل الإيماني للدراسات الكونية في القرآن )، ( هندسة النظام الكوني في القرآن )، ( الماء والحياة بين القرآن والعلم ). الدكتور كارم السيد غنيم ( رحلة مع الجراد )، ( عجائب العنكبوت ) ( الإشارات الكونية في القرآن الكريم: بين الدراسة والتطبيق )، ( ماشية الحليب في ضوء القرآن وسنة الحبيب ). توفيق محمد عز الدين (دليل الأنفس بين القرآن والعلوم الحديثة ). الدكتور محمد السعيد إمام ( حديث الإسلام عن الأشجار ). الدكتور الطاهر توفيق ( القرآن والإعجاز في خلق الإنسان ). عبد الحميد محمود طهماز (المعجزة والإعجاز في سورة النمل ). الدكتور عبد المجيد الزنداني ( توحيد الخالق ). الدكتور محمد البار ( خلق الإنسان بين الطب والقرآن)، ( الخمر بين الطب والفقه )، ( تحريم الخنزير )، ( دورة الأرحام )، رؤوف أبو سعدة ( العلم الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن ). الدكتور عبد الحميد محمد عبد العزيز ( الإنسان بين الحقائق القرآنية والمعارف الطبية )، ( عبادات إسلامية من منظور طبي )، لواء مهندس أحمد عبد الوهاب ( العلوم الذرية المدنية في التراث الإسلامي)، ( خاصية النظام بين الكون والقرآن )...
هذا بالإضافة إلى كوكبة من الذين ألهمهم الله من العلوم ما استخدموه في جوانب شتى من هذا المجال الخصب، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
د/ عبد الحليم منتصر، د/ عبد الحليم كامل، د/ عفيفي محمود عفيفي، د/ علي علي المرسي، د/ أحمد شوقي إبراهيم، د/ عبد الحافظ حلمي، د/ محمد كمال عبد العزيز، د/ محمد عبد العال، د/ عبد الفتاح طيرة، د/ محمد فوزي جاد الله، د/ محمد أحمد ضرغام، د/ إبراهيم شحاتة قوشتي، د/ أحمد حسنين القفل، د/ عبد المحسن صالح، د/ عبد الكريم دهينة، د/ سالم نجم، د/ زين العابدين متولي، د/ كمال عبد الحميد عثمان، د/ محمد وسيم نصار، د/ حسين رضوان الليبدي، د/ السيد سلامة السقا، د/ زغلول راغب النجار، د/ إبراهيم سليمان عيسى، أ.د/ طه غبراهيم خليفة، أ.د/ محمد شوقي الفنجري، د/ أحمد شوقي الفنجري، أ.د/ خمساوي أحمد الخمساوي، د/ محمد أحمد الشهاوي، د/ ممدوح عبد الغفور، المهندس مصطفى بدران، محمد إسماعيل إبراهيم، المهندس محمد السيد أرناؤوط... وسوف يستمر عطاء القرآن على مر الزمان، وسوف يستمر علماء العلوم المدنية والتخصصات الكونية والبحوث التقنية، في الكشف عن مختلف جوانب الإعجاز في كتاب الله المجيد، معجزة الإسلام الخالدة، القرآن الكريم مصدقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ). وتنفيذاً للوعد الإلهي: )سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ... (.وعلى الله قصد السبيل.
[1]– الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وسكرتير عام الجمعية، ومقرر اللجنة الثقافية، وعضو اتحاد الكتاب بجمهورية مصر العربية.

[2]– العمر ي د. أحمد جمال: مفهوم الإعجاز القرآني حتى القرن السادس الهجري، دار المعارف بمصر، ط1، سنة 1984م..

[3]– العمري د. أحمد جمال : المرجع السابق.

[4]– محمود د. منيع عبد الحليم : التفسير العلمي للقرآن بين المؤيدين والمعارضين، تحقيق بمجلة المسلمون 1 1402هـ / 1981م.

[5]– مجلة الأزهر: عدد رجب 1397هـ / 1977م.

[6]– يلدرم د. سعاد: مستندات التوفيق بين النصوص القرآنية وبين النتائج العلمية الصحيحة، المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إسلام آباد ـ باكستان سنة 1408هـ / 1987م.

[7]– ابن عاشور محمد الطاهر : تفسير التحرير والتنوير، تونس سنة 1984م.

[8]– فسر ابن كثير الآفاق في الآية الكريمة بأنها الفتوحات الإسلامية في البلاد والأقطار والأمم، ولم يمكنه العلم الدنيوي المتوفر في عصره من فهم الآفاق الكونية، ولذلك لم يفسرها بآفاق الكون.

[9]– نوفل عبد الرزاق : القرآن والعلم الحديث، مؤسسة دار الشعب بالقاهرة سنة 1982م.

[10]– الشعراوي الشيخ محمد متولي : معجزة القرآن، مؤسسة أخبار اليوم بمصر. ط1 بدون تاريخ.

[11]– جريدة الجمهورية بمصر، عدد الجمعة 15/4/1994م.

[12]– البوهي د. كامل : التحقيق الصحافي السابق بجريدة المسلمون .

[13]– دياب وقرقوز د. عبد الحميد، د. أحمد : مع الطب في القرآن الكريم، مؤسسة علوم القرآن بدمشق، ط1، سنة 1984م.

[14]– الزنداني الشيخ عبد المجيد : المعجزة العلمية في القرآن والسنة، المؤتمر الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إسلام آباد، سنة 1407هـ / 1987م.

[15]– محمود د. مصطفى : التفسير العلمي للقرآن بين المؤيدين والمعارضين. تحقيق بمجلة المسلمون 1 1402هـ / 1981م.


 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.03 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.52%)]