عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-03-2014, 06:23 AM
د.نمارق د.نمارق غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
مكان الإقامة: ارض الله واسعه
الجنس :
المشاركات: 40
الدولة : Sudan
افتراضي رد: حمله غضوا من ابصاركم تغريدات جميله عن غض البصر ارجو التثبيت

قبل أن أبدأ هذا الموضوع، لا بد من ملاحظة، لا تقل لي: ماذا أفعل ؟ مهمتي أن أنقل لك ما في الكتاب والسنة حول هذا الموضوع، مشكلتي أن أنقل لك هذه الحقائق، وتلك النصوص، وهذه التوجيهات، وكل إنسان مشكلته هو أن يتدبَّر أمره، وأن يرضي ربه، وأن يسعى لمصيره الأبدي.
نتائج إطلاق البصر:
1 – ذريعة للفساد:
أيها الإخوة الكرام... إطلاق البصر سببٌ لأعظم الفِتَن، فكم فسد بسبب النظر من عابد، وكم انتكس بسببه من شابٍ كان طائعاً لله، وكم وقع بسببه أناس في الزنا والفاحشة، والعياذ بالله، العين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره، غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره، أطلق القلب شهوته وإرادته، ونُقِشَت فيه تلك المبصرات فشغل بها عن التفكر في رب الأرض والسماوات.
2 – وقوع الهوى في القلب:
أيها الإخوة الكرام... لما كان إطلاق البصر سببا لوقوع الهوى في القلب، أمر الشارع الحكيم، في أعلى مرتبات النصوص في القرآن الكريم، بغض البصر، وحينما تجد في القرآن الكريم آيةً صريحة واضحة الدلالة قطعية المعنى، تأمر بغض البصر، معنى ذلك أن الموضوع خطير جداً، وأنه موضوع فَيْصَل، إما أن تغض البصر فتكون مع الله عز وجل، وإما أن تطلق البصر فينشأ حجابٌ بينك وبين الله.
الأمر بغض البصر:
أيها الإخوة الكرام... يقول الله عز وجل:
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾
( سورة النور )
﴿ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾
( سورة النور )
خالق السماوات والأرض يقول: ﴿ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾
( سورة النور )
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: " أمر الله نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يُعْلِمَهم أنه مشاهدٌ لأعمالهم مطلع عليها ". ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾
( سورة النور )
ولما كان مبدأ ذلك من قِبَلِ البصر، جعل الأمر بغضِّه مقدَّم على حفظ الفرج.. ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾
( سورة النور )
كل الحوادث مبدؤها من النظر:
طريق حفظ الفرج غض البصر، فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر، ومعظم النار من مستصغر الشرر، تكون نظرةٌ، ثم خطرةٌ، ثم خطوةٌ، ثم خطيئة، ولهذا قيل: " مَن حفظ هذه الأربع أحرز دينه ؛ اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات ".
وقال: النظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولِد الخطرة، ثم تولد الخطرة الفكرة، ثم تولد الفكرة الشهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة، فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع مانع من أن يقع هذا الفعل، ولهذا قيل، وهذه حكمة بالغة: " الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده "..

كل الحوادث مبدؤها من النـظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتلك السهام بلا قوس ولا وتــر
والـعبد ما دام ذا عين يقلِّبها في أعين الغيد موقوف على الخطـر
يصر مقلته ما ضر مـــهجته لا مرحباً بسرورٍ عاد بالضــرر
* * *

الأدلة النبوية على خطورة وفتنة إطلاق البصر:
كما تعوَّدنا جميعاً لا تقبل شيئاً إلا بالدليل، ولا ترفض شيئاً إلا بالدليل، فماذا قال النبي عليه أتم الصلاة والتسليم في موضوع غض البصر؟ يقول عليه الصلاة والسلام:
(( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجل من النساء ))
( متفق عليه )
وهذا من أعلى مراتب الحديث الشريف، متفق عليه، اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم.
(( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجل من النساء ))
وقال عليه الصلاة والسلام:
(( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ))
( رواه مسلم )
وعن جرير بن عبد الله قال:
(( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري ))
( رواه مسلم )
وعند أبي داود قال له: (( اصرف بصرك ))
وقال عليه الصلاة والسلام:
(( يا عليّ، لا تتبع النظرة النظرَة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة ))
رواه الترمذي وأبو داود، وحسنه علماء الحديث المعاصرون.
وقال صلى الله عليه وسلم:
(( العينان تزنيان وزناهما النظر ))
( متفق عليه )
ماذا بعد الحق إلا الضلال، ماذا بعد هذه الأحاديث الشريفة الصحيحة، في أعلى مراتبها ؟!! موقف السلف من إطلاق البصر وتحذيرهم منه:
أيها الإخوة الكرام... كان السلف الصالح يبالغون في غض البصر حذر فتنته، وخوفاً من الوقوع في عقوبته.
قال ابن مسعودٍ رضي الله عنه: << ما كان من نظرة فإن للشيطان فيها مطمعاً >>.
وقال ابن عباس رضي الله عنها: << الشيطان من الرجل في ثلاثة منازل ؛ في بصره، وفي قلبه، وهو في المرأة في منازل ثلاث أيضاً >>.
وقال تعالى:

﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾
( سورة غافر: من آية " 19" )
فُسِّرَت هذه الآية كما يلي: الرجل يكون في القوم، فتمر بهم المرأة، فيريهم أنه يغض بصره عنها، حفاظاً على سمعته الدينية، فإن رأى منهم غفلة، سرق النظرة إليها، فإن خاف أن يفطنوا إليه، غض بصره، وقد اطلع الله عز وجل من قلبه ويتمنى أن يراها كما خلقها الله. ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾
( سورة غافر: من آية " 19" )
أيها الإخوة الكرام... وقال بعضهم: " النظر يزرع في القلب الشهوة ".
وقد ورد في بعض الأحاديث:
(( إياك وفضول النظر، فإنه يبذر في القلب الهوى ))
[ ورد في الأثر ]
وقال أحد العلماء: " غضوا أبصاركم ولو عن شاة أنثى "، من باب المبالغة.
وقال بعضهم: " اللحظات تورث الحسرات، أولها أسف وآخرها تلف، فمن طاوع طرفه، تابع حتفه ".
وقال أحمد بن حنبل: " كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلابل ".
البلابل جمع بَلْبَلَة لا جمع بُلْبُل، فرق كبير بين البلابل التي هي جمع بلبلة وبين البلابل التي هلي جمع بلبل.

حكم النظر غب المحرمات:
أيها الإخوة الكرام، إن الذي أجمعت عليه الأمة، واتفق على تحريمه علماء السلف والخلف من الفقهاء والأئمة، هو أن نظر الأجانب من الرجال والنساء بعضهم إلى بعض، وهم مَن ليس بينهم رحم من نَسب، ولا محرم من الرضاع، فهؤلاء حرام نظر بعضهم إلى بعض، فالنظر والخلوة محرَّم على هؤلاء عند كافة المسلمين، الموضوع ليس خلافيا بل هو من الموضوعات المتفق عليها.
أما من سنة النبي العملية..

(( لما نظر الفضل بن عباس إلى امرأة حوّل النبي عليه الصلاة والسلام، وجهه إلى الشق الآخر ))
( رواه أبو داود )
وقال أحد العلماء: " وهذا منع وإنكار للفعل، فلو كان النظر جائزاً لأقره النبي عليه ".
سد الذريعة إلى تعمد النظر إلى النساء:
1 – نهي النساء عن رفع الرؤوس في الصلاة قبل الرجال:
أيها الإخوة... مبالغةً في القيام بهذا الأمر الإلهي القرآني والنبوي، النبي عليه الصلاة والسلام سد كل ذريعة تفضي إلى تعمُّد النظر إلى النساء، حرصاً منه على سلامة القلوب ونقاء النفوس، واستقامة المجتمع المسلم على تقوى الله ومخافته، نهى صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى النساء مع الرجال أن يرفعن رؤوسهن قبل الرجال.
2 – نهي المرأة عن الخروج من البيت متعطّرة:
ونهى صلى الله عليه وسلم المرأة إذا خرجت إلى المسجد أن تطيب، أو أن تصيب بخوراً، ذلك لأنه ذريعة إلى ميل الرجال وتشوقهم إليها..
3 – نهي المرأة عن وصف امرأة لزوجها:
ونهى صلى الله عليه وسلم أن تنعت المرأة المرأةَ لزوجها، حتى كأنه ينظر إليها، سد للذريعة، وحماية عن مفسدة..
4 – النهي عن الجلوس في الطرقات:
ونهى صلى الله عليه وسلم عن الجلوس في الطرقات، وما ذلك إلا لأنه ذريعةٌ إلى النظر على المحرمات، ومن تنزَّه في الطرقات جرحت عدالته، لأن التنزه في الطرقات ذريعة إلى ملء العين من المحرمات، وقال عليه الصلاة والسلام:
(( أعطوا الطريق حقه،قالوا: وما حقه ؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام ))
( متفق عليه )
5 – نهي النساء عن الضرب بأرجلهن عند المشي:
والله جل جلاله نهى النساء عن الضرب بأرجلهن عند السير، سداً لذريعة النظر إليهن، حتى لا ينظر الرجال إلى ما يخفين من الزينة والجمال، قال تعالى: ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾
( سورة النور: من آية " 31" )
عقوبات إطلاق البصر:
1 – فساد القلب:
أيها الإخوة... من عقوبات إطلاق البصر فساد القلب، فالنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرَمِيَّة، فإن لم تقتله جرحته، فهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس، فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه، وقد ورد في بعض الأحاديث:
(( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ))
( من الجامع لأحكام القرآن )
2 – نزول البلاء:
ومن عقوبات إطلاق البصر نزول البلاء، فقال بعضهم: " نظرت إلى امرأة فأعجبتني فكف بصري، فأرجو أن يكون ذلك جزائي ".
3 – إبطال الطاعات:
من هذه العقوبات إبطال الطاعات، فعن حذيفة أنه قال: " من تأمَّل خلق امرأة من وراء الثياب فقد أبطل صومه ".
4 – فساد القلب: الغفلة عن الله والدار الآخرة:
ومن هذه العقوبات الغفلة عن الله والدار الآخرة فإن القلب إذا شغل بالمحرمات، أورثه ذلك كسلاً عن الطاعات، ولا أدل على ذلك من أن النبي صلى الله عليه وسلم:
(( لو اطلع أحد في بيتك، ولم تأذن له، فخذفته بحصاة ففقأت عينه، ما كان عليك من جناح ))
( متفق عليه )
وقد شرح بعض علماء الحديث هذا الحديث، على أنه تبيانٌ من النبي صلى الله عليه وسلم لعِظم هذه الخطيئة، أن تنظر إلى امرأة في بيت جارك، من خلال ثقب تتلصص.
فوائد غض البصر:
1 – تخليص القلب من ألم الحسرة:
أيها الإخوة الكرام... ومن فوائد غض البصر تخليص القلب من ألم الحسرة، فإنه من أطلق نظره دامت حسرته.
2 – توريث القلب نوراً:
ومن فوائد غض البصر أنه يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح، كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه.
3 – توريث صحة الفراسة:
ومن فوائد غض البصر أنه يورث صحة الفراسة، فإنها من النور ومن ثمراته، قال بعض العلماء: " من عمَّر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، وأكل من الحلال، لم تخطئ فراسته ".
4 – فتحُ طرق العلم وأبوابه:
ومن فوائد غض البصر أنه يفتح لك طرق العلم وأبوابه، ويسهل عليك أسبابه، وذلك بسبب نور القلب فإنه إذا استنار القلب ظهرت فيه حقائق المعلومات، ومن أرسل بصره تكدَّر عليه قلبه وأظلم، والبيتان المشهوران اللذان تعرفوهما جميعاً:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأنبأني بأن العلم نــــورٌ ونور الله لا يهدي لعاصـي
* * *

5 – توريث قلب المؤمن الثباتَ والشجاعة:
وأنه من فوائد غض البصر أنه يورث في قلب المؤمن الثبات والشجاعة، قال بعضهم: " الناس يطلبون العز بأبواب الملوك، ولا يجدونه إلا في طاعة الله ".
6 – تخليص القلب من أثر الشهوة:
ومن فوائد غض البصر أنه يخلص القلب من أثر الشهوة، فإن الأسير هو أسير شهوته وهواه، تعس عبد الدرهم والدينار، تعس عبد الفرج، تعس عبد البطن، تعس عبد الخميصة، بالمقابل وسعد عبد الله، ومتى أسرت الشهوة القلب تمكن منه عدوه، وسامه سوء العذاب، وصار..
كعصفورةٍ في كف طفل يسومها حياض الردى والطفل يلهو ويلعب
* * *

7 – تقوية العقل وتثبيته:
ومن فوائد غض البصر، أنه يقوي العقل ويزيده ويثبته، فإن إطلاق البصر وإرساله لا يحصل إلا من خفة العقل وطيشه، ولا أدل على ذلك من قول ربنا جل جلاله على لسان سيدنا يوسف: ﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾
( سورة يوسف )
8 – تخليص القلب من ذكر الشهوة:
ومن فوائد غض البصر، أنه يخلِّص القلب من ذكر الشهوة ورقدة الغفلة، فإن إطلاق البصر يوجب استحكام الغفلة عن الله والدار الآخرة.
9 – توريث محبة الله:
ومن فوائد غض البصر أنه يورث محبة الله، قال مجاهد: " غض البصر عن محارم الله يورث حب الله ".
10 – توريث الحكمة:
ومن فوائد غض البصر أنه يورث الحكمة، من غض بصره عن محرم، أورثه الله بذلك حكمة على لسانه يهدي بها سامعيه.

يتبع بأذن الله

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الشيماء ; 05-03-2014 الساعة 10:42 PM. سبب آخر: حذف الروابط
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.70 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]