ومضة : اعلمي أن ما أصابكِ لم يكن ليخطئكِ
كوني مشرقة النفسِ يحيِّكِ الكون
أتحسبُ أن البؤس للمرء دائمٌ ولو دام شيءٌ عدَّه الناسُ في العجبْ
انظري للحياة نظر المحب المتفائل ، فالحياة هدية من الله للإنسان ، فاقبلي
هدية الواحدالأحد ، وخذيها بفرحٍ وسرور ، اقبلي الصباح بإشراقه وبسمته
الرائعة ، اقبلي الليل بوقاره وصمته ، اقبلي النهار بسنائه وضيائه ، عُبَّي
الماء النمير حامدةً شاكرة ، استنشقي الهواء فرحةً مسرورةً ، شُمِّي الزهْرَ
مسبِّحةً ، تفكَّري في الكون معتبرةً ، استثمري العطاء المبارك في الأرض ،
في باقة الزهر ، في طلعة الورد ، في هَبَّة النسيم ، في نفحة الروض ، في
حرارة الشمس ، في ضياء القمر ، حوِّلي هذه العطاءات والنعم إلي رصيدٍ من
العون على طاعة الله ، والشكر له على نعمه ، والحمد له على تفضُّله
وامتنانه ، إياكِ أن يحاصركِ كابوسُ الهموم وجحافلُ الغموم عن رؤية هذا
النعيم ، فتكوني جاحدةً جامدةً ، بل اعلمي أن الخالق الرازق – جلَّ في علاه
– ما خلق هذه النعم إلا ليستعان بها على طاعته ، وهو القائل :] يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً[
إشراقة : أفضلُ الكرم وأنقاه يكون من أولئك الذين لا يملكون شيئاً ، ولكنهم
يعرفون قيمة الكلمة والابتسامة ، وكم أناسٍ يُعطُون وكأنهم يصفعون ! .
المصدر: كتاب: اسعد إمرأة في العالم
المؤلف: الشيخ د: عائض بن عبدالله القرني