عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-04-2014, 08:05 PM
الصورة الرمزية أبــو أحمد
أبــو أحمد أبــو أحمد غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: صــنعاء
الجنس :
المشاركات: 26,954
الدولة : Yemen
افتراضي رد: هل تريد ان تفوز بدعوة في ظهر الغيب اذن ساعدني .

سبحان الله و كأننا لا نقرأ القران ؟
أليس الله تبارك و تعالى هو الذي قال ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي و لم نجد له عزما ) إلى قوله ( يا آدم إن هذا عدو لك و لزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى * إن لك أن لا تجوع فيها و لا تعرى * و أنك لا تظمأ فيها و لا تضحى "

فهذا واضح جداً في أن أصل خلق الآدمي لم يكن للتكليف و إنما كان للبقاء في الجنة بل وحتى التكليف الذي طرأ على آدم في الجنة من الأمر بعدم الأكل من الشجرة كان طارئاً ما خلق آدم لأجله و إنما كان ليبقى فلا يجوع و لا يعرى و لا يظمأ كما خلق الله العرش و جعله يتنعم بكونه عرش الرحمن و كما خلق حملته وهو في غنى عنهم و كما خلق دواب الجنة التي ما دخلتها بصالح عمل و كما سيفضل يوم القيامة مكان في الجنة يخلق الله بشرا يجعلهم فيه ما وطأهم التكليف و لا وقعوا تحته .
و من يخالف هذا الفهم و يحصر العبادة في قوله تعالى " وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون " في عبادة التكاليف فقد أفحش في سوء فهمه فالعبادة أشمل من هذا فتسبيح الملائكة عبادة وهم يتلذذون به و لا يسأمون منه فليس له طابع الكلفة كذلك عبادة أهل الجنة فهذا لا يعارض أن يكون آدم عليه السلام في أصل خلقه إنما خلقه ربه ليسكن الجنة فيتلذذ بها و من ملذاتها عبادة ربه كما سيعبد أهل الجنة ربهم إذا دخلوها .

و هذا هو فهم الأنبياء قبلنا ...
أوليس موسى عليه السلام قال كما في حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( التقى آدم وموسى فقال موسى لآدم آنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة ؟ ) و في رواية (يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة )و هو في الصحيحين .
فقد كان يستقر في فهم موسى عليه السلام و هو النبي المكلم أنه كان ينبغي لكل الناس أن يكونوا في الجنة لولا خطيئة أبيهم آدم , و لا يخالف في هذا من فهم كلام الله و سنة نبيه .
فالمعنى من كل هذا أن الأصل هو أننا خلقنا للجنة و نعيمها فضلا و تفضلا من الله و لا يعارض هذا أن نكون عابدين لربنا فيها بل و بتلذذ هو أنعم ما في الجنة و من ذلك رؤية الله عز و جل فهي ليست " رؤية فرجة و تسلية " و إنما هي رؤية يخالجها التعظيم و الحب و الخضوع له سبحانه فهي عبادة بحد ذاتها .
فهذا الفهم الغريب المبني على أن العبادة ليست " لذة و نعيما ً " هو الذي جلب مثل هذه التساؤلات المنحرفة فنحن بحاجة للعبادة و ليس الله بحاجة لأحد و هو غني عنها ونحن لا نستغني عن ذلك و العبادات درجات فهناك كونية و هناك شرعية فحتى الحجارة تسبح ثم البهائم ثم البشر ثم الملائكة ثم يزول كل عبد فيمدح هو سبحانه نفسه ساعة لا يكون أحد سواه فيقول : لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار !.

و الله أعلم
__________________
__________________
أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.27 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.25%)]