الموضوع: وانتصرت غزة
عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 29-08-2014, 04:09 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي رد: وانتصرت غزة ,,,,

اخي الكريم مصطفى اتمنى لو كنت كتبت ما تريد ان كان هذا الفيديو موجه لي ، لأن هناك مشاكل تقنية لم اتمكن بسببها من فتح الفيديو ،
رأيي يختلف على كل حال وهذه وجهة نظر خاصة بي لا اثبتها ولا افرضها على احد . فمن تاريخنا الطويل دأبنا على حركات تشجع بذل الروح والدم وذهب منا الكثير ، معظم من ذهبوا اطفالا وعزلا بلا حول ولا قوة ، أناس من حقهم الحياة
يموت الكثير ويتشرد الكثير ثم نقول نحن فعلنا هذا من اجل المستقبل واي مستقبل يأتي على اكتاف الضحايا ، برأيي علينا ان نكف عن الغضب فالأمر يحتاج الى تخطيط
والسياسة الصحيحة في محاربة العدو هي ان تكون المواجهة في دياره، لا ان استدرج العدو الى بيتي وعندي اطفال وأناس بلا حول ولا قوة اعلم لا محالة انهم سيقتلون ثم اقول فعلت هذا من اجل مستقبل افضل ،
قد افوز في شراء شيء معروض في مزاد علني ولأجل هذا الفوز أخسر كل ما في حوزتي ثم اقنع نفسي وانشر بين الآخرين واتباهى اني الفائزة والمنتصرة ، ولكن في الواقع فأنا خسرت وخسارتي كثيرة ، هذا ما قصدته بانتصار اعلامي ووهمي ، وليس ما قصدت ان الاخبار غير صحيحة ،
تعنتت اسرائيل كيلا تحقق المطالب ليس لأن في تحقيقها عبء عليها وانما تعنتا ولؤما وكبرا وقد استجابت في النهاية لأن الامر لا يشكل عليها تلك الخسارة الكبيرة كخسارتنا الفادحة ، وهي بطبيعة الحال قد حققت نرجسيتها في الفتك بالأطفال وسفك الدماء كما هي حالها على مر السنين ثم انها ستضبط ما تريد من الامور بطريق آخر فلا زالت اليد العليا لها هناك في كل شبر من أرض فلسطين ،
لن اعتقد بأي حال ان في حركات المقاومة الجزئية هذه فائدة تذكر لفلسطين بل فيها المزيد من الدماء اكبر بكثير مما يحتاجه اي مطلب من المطالب
النجاح العسكري يلزمه ائتلاف كبير وحشد الحشود ، ويلزمه تقارب في المعدات أو أقلها على الأقل
الحروب تشنها دول على دول ، دولة على دولة ، يجب ان يكون هناك ثمة تقارب من نوع ما
وان كان هذا مستحيلا في الوقت الحالي ، فلا يحسن الضغط على الايام والظروف ،
وكثير من الخسائر التي تفوق كل انواع المطالب ستنتج من خط مقاومة مهما كبر فهو صغير وامكانياته صغيرة ، امام قوة واستقرار اسرائيل والدعم والحضانة الموجهين لها من قبل أكبر دول العالم في الوقت الحالي .
سيصبح الاتجاه بالعكس تماما ، ستكون ضربات المقاومة بمثابة طرقات تدك بيوت وتزهق أرواح
اما ان نعتمد على المعجزات ونتوقع منها الانتصار الساحق الذي وان رفعنا شعارات وقصائد فيه نعرف بقرارة انفسنا اننا خسرنا وهذا ما يقوله الواقع .
ونحن كبشر محدودي التفكير لا ينبغي لنا ان نفكر الا بالواقع ، وبناءا عليه نرسم فكرا سياسيا يناسب المرحلة ونخرج منه بأقل الخسائر ومحققين بعض المطالب ، دون اللجوء الى جعل الاهالي من اطفال ونساء درعا وهدفا وثمنا لتلك المطالب. ثم تقرير اننا نحن المنتصرين وان زهقت ارواح فهي شهيدة ، رغم انه خطأ شرعي أن نقرر الشهادة ، الشهادة الله أعلم بها .... وليست متعلقة بقرارات البشر .
ان من لا يملك الاّ حذاءا ضيقا ممزقا ، يصبر على حاله حتى يتسنى له طرف خيط يستطيع فيه ان يخطط لاستبداله .. لا أن يخلعه ويمشي حافيا تحت نير الغضب والرغبة غير الموجهة في الخلاص.
لا شك ستدمي قدميه ولا شك انه اما سيقفل راجعا ، او سيتوقف حيث كان ولن يستطيع قطع شوطا طويلا ، وان اخذته الزهوة في بداية الأمر بأنه تخلى عن حذائه القديم ورماه .
ان من لا يملك الا قميصا ضيقا .. لا يخلعه فيمشي عاريا ويكون عرضة للإصابات والأمراض
لا شك ان امره سينتهي بعد شوط قصير ، عليه ان يقلل من خطواته ويخطط لاستبدال قميصه الحالي بالقميص الذي يرغب فيه
هناك مثال في تاريخ المسلمين ولعله المثال الأول في الحركة الاسلامية أصلا
فقد صبر المسلمون الأوائل على الأذى والضيم والجوع والتشرد والظلم ولم يختاروا المواجهة لعدم كفاية الوسائل كما وكيفا ، الى ان أمر الله رسوله بالهجرة ، وكان هذه اللحظة هي النواة الأولى في البنيان الإسلامي انتشرت بعدها الدعوة الاسلامية وغطت بقاع المسلمين الكثير الكثير من مساحة هذا الكوكب .
في النهاية علينا ان نحب انفسنا وحياتنا ووجودنا وممتلكاتنا بنسبة تكفي لتكوين الرغبة الشديدة والارادة الفولاذية بأننا نريد التحرير ونريد الخلاص من الاحتلال الظالم ، لا ان نسترخص حياتنا وحياة اطفال هم أمل فلسطين المقبل في الخلاص ونرمي انفسنا في بئر من الدماء ثم نقول فعلنا هذا من اجل الانتصار .
وخلاصة القول ، مهما كانت المطالب والرغبات ، فإن المقاومة لا تساوي بنظري الكثير .. أمام دم طفل فلسطيني واحد.
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.00%)]