قصيدة: شكـــوى حبيــب
أيمن عبد القادر كمال
أتـحـبـنــي ؟ قالت معـطـــرة الـفــــم*** أتبيت في لهب الهـوى المـتضرم ؟
إني رأيت العاشـقـــين جـمـيــعــهــم *** يرعون في شوق دلال الأنــــــجـم
فـصـبـوحـهـم عشـق يسـيـل عذوبـة *** وغـــــــبوقهم عشق لذيذ المطـعم
يغفو الزمان ويسـتـفيـق ، ولـيـلـهــم*** ليل الجــــــياع المعدمـــــين اليـتّم
وأراك تـلهــو في هــواك ، وتـدعـي*** حبي – لعمرك – ذاك بعض توهم
فدهشت ، أذهلني العتاب ، ولم أطقْ*** نظراتـــــــــها ، فسكتّ ، لم أتـكلم
وظننت منقــذيَ السـكوت ، فطـالمـا *** فضـــــــح الكلام حقيقـــة المتكـلم
ولـــــطالما ستر السكوت مـــعـــايباً*** ورمـــتْ بقائـــــــــلها بُنيّاتُ الفـم
وغــدوت أجهـــد في التفكر ، علني*** أجد النــجاة من العــــتاب المؤلـم
فتبـــعثرت أوراق ذاكـــرتي الـــــتي*** مُلئـــــــتْ بكل مقبــــــّح ومحــرم
وذكـــرتُ – ما أقسى التذكر – أنني*** أغمضت عينيَ عن جحيم المجرم
وذكـــرتُ أنك تصـــــرخين ، وأنني*** قد خِلتُ ذاك الصوت بعض ترنّم
كم ذا رأيــــتكِ والدمـــوع تضج في*** عينيك – يا لهَـفي – ولم أتألــــــم
ولكم رأيتك لوحــــــة مصــــــبوغة *** بدم الجحود ، ذلـيـلة في المرســم
ولكــــــم قرأتك قصــــــة مبــــتورة*** لم تــكـــتمل ، ورواية لم تُـــخـتـم
أأبِــــيتُ مخضوب البنان ومسـجـدي*** في الأسر يغرق في بحيرات الدم ؟
أأبيــت مأمون الجناب وقِبـلتـي الــ *** ـأولى تـــــئن بحــــــــرقة وتألم ؟
أتظل يا مســـرى الرسول معــــلـقـاً *** بالوهم يرقص في طريق مظـــلم ؟
وأظـــــل أعبث لاهـــياً في غـــــفلة*** رغم الخطوب المبكـــــيات الظُلّم ؟
أوّاه يا قدســــــاه جــئت مقبــِّـــــــلاً *** كفــــــــيك شوقاً في حياءٍ مفــعم
أوّاه يا قدســــــاه جئــت لأرتــــمــي *** في بحر قدسك كي أُجار وأحتمـي
أوّاه يا قدســــــــــاه جئتــك عاشقــــاً *** والشوق يا قدســـــاه شوق مـتـيـم
أقـبـلـت نحـــوك راغبـــاً لا راهبـــاً *** متـقـلـداً سيف الوفاء بمــــعصمي
مترنمــــاً " بالعاديات " ومـنـشـــداً*** آيَ الجهاد ، على حصــــان أدهم
مـــتزيناً بالنور يصبـغ مهجـــــتــي *** والنارِ ، كالـبركان تغلي في دمي
أقبلتُ أُعلن لليـــــــهود وصحبـهــم *** أني قَدِمْتُ ، فقد تأخــــــر مقدمي
أسكــــــنْتُ تاجَ العــزِّ ذروةَ هامتـي*** فالعــزّ للإسلام ، لا المـسـتـسـلـم