عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-12-2014, 02:38 PM
أبو مالك المعتز أبو مالك المعتز غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
مكان الإقامة: الصالحية الجديدة، مصر
الجنس :
المشاركات: 205
الدولة : Egypt
افتراضي الرحيم أشد مبالغة من الرحمن في الآخرة

لازلنا نتابع معا منازل أول آية في القرآن
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257391


(( الرحيم أشد مبالغة من الرحمن في الآخرة ))
اختلف أهل العلم في اسم الله الرحيم فقال بعضهم أنه خاص بالآخرة، وقد ثبت في السنة قول رسول الله صلى الله عليه آله وسلم: ((رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما)) صحيح الترغيب.

1- فأما أنه رحيم في الدنيا، فهذا ثابت بالكتاب والسنة، والرحيم يختلف عن الرحمن فالرحيم رحمة لمن يشاء، فيمنعها عمَّن شاء، ولذلك يتسمى بها غيره، بخلاف الرحمن فهي رحمة لمن يستحق ومن لا يستحق، تبلغ مبلغا عظيما ولذلك لا يجوز التسمي به، بل هو لله خاصة.

ومن مواطن رحمته التي هي الرحيم في الدنيا:
* أنه يتوب على التائبين، قال تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة:37)، وقال: {وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ} (التوبة:15).
* وكذلك فهو يغفر للمستغفرين، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص:16)، وقال: {يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ} (آل عمران:129).
وقد ظن البعض أن هذا خاص بالمؤمنين دون الكافرين، والصحيح أنه عام للمؤمنين والكافرين، فهو سبحانه يعطي المحسن والرحيم على إحسانه ورحمته ويجزل له العطاء ولو كان كافرا، حتى لو كان على حساب المؤمنين أحيانا، قال تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ(2)فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4)بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(5)} (سورة الروم)، فجعل سبحانه نصرته للكافرين بعضهم على بعض من رحمته التي هي الرحيم، التي يهبها لمن يشاء، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسولَ اللَّهِ ادعُ اللَّهَ أن يوسِّعَ على أمَّتِكَ فقد وسَّعَ على فارسَ والرُّومِ وَهم لا يعبدونَهُ، فاستوى جالسًا، فقالَ: ((أفي شَكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئِكَ قومٌ عُجِّلت لَهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا))، صحيح الترمذي، فالمحسن من أهل الكفر تُعجَّل له طيباته في الحياة الدنيا، فينال رحمة الله التي هي الرحيم لأنه محسن.

2- وأما رحمته التي هي الرحيم في الآخرة، فهي خاصة بالمؤمنين، فبعد أن وزع الله على الكل رحمته التي هي الرحمن، وعدل بينهم، ولم يظلم أحدا مثقال ذرة، تأتي رحمته التي هي الرحيم، فيمنعها عمن شاء وهم الكافرون الذين كتب عليه الخلود في النار، ويمنحها لمن يشاء، وإن كان الرحمن أشد مبالغة من الرحيم في الدنيا، فالرحيم أشد مبالغة من الرحمن في الآخرة، فأنه يعطي ويجازي المؤمنين أهل الجنة الذين كتب لهم البقاء فيها أضعاف ما عملوا وأضعاف حسناتهم أضعافا لا يعرف مداها إلا الله، عطاء لا ينقطع، أبديا، قال تعالى على لسان أهل الجنة وهم يقارنون أعمالهم بعطاء الله: {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (الطور:28)، وقال تعالى في معرض الماحجة مع أهل النار: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ(99)... قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ(109)... وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(117)وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ(118)} (سورة المؤمنون)، فكتب عليهم البقاء فيها، ونزه نفسه مرتين مرة في الدنيا ومرة في الآخرة بأنه خير الراحمين، وهذه رحمته التي هي الرحيم.

وعلى هذا فالرحمن أشد مبالغة من الرحيم في الدنيا، لأنه يجازي من يستحق ومن لا يستحق.
والرحيم أشد مبالغة في الآخرة لأنه عطاء لا ينقطع، فيجازي من يستحق، أضعافا مضاعفة أبدية، ويحرم منها من لا يستحق.

ولنا بإذن الله مجلس آخر،،،

-------
الرحمن في الدنيا والآخرة
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257983
__________________
بارك الله لنا ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الذكر الحكيم،،،
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.98 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.03%)]