عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-03-2015, 11:01 PM
الصورة الرمزية عمي جلال
عمي جلال عمي جلال غير متصل
مشرف الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: عابر سبيل
الجنس :
المشاركات: 8,753
Icon1 " اليقين " سلسلة في ثمانية مواضيع مستقلة / 1- 8 تعريف اليقين

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

" اليقين "

8-1
" تعريف اليقين "

لغـة :

اليقين مشتق من الفعل يَقِنَ وأيقن يوقن إيقانًا ، وييقن يقنًا ويقينًا ، فهو موقن .
واليقين نقيض الشك ، فهو العلم وتحقيق الأمر وإزاحة الشك ، فكما أن العلم نقيض الجهل ، فكذلك اليقين نقيض الشك ، يقال : علمته يقينًا ، أي علمًا لا شك فيه (انظر: لسان العرب ، ومعجم مقاييس اللغة ، والصحاح) .

وليس هو من الفعل وقن وأوقن ؛ فإن معنى وقن وأوقن : اصطاد الطير من وقنته ، أي وكنته (محضنه) ، فالوقنة موضع الطائر في الجبل ، ويقال توقن وأوقن في الجبل: صعد فيه (انظر: لسان العرب) .

نخلص مما سبق أن اليقين مشت من الفعل يقن وأيقن بمعنى علم علماً لا شك فيه تطمئن إليه النفس اطمئنانًا يزيل الشك ويدفع للعمل بالموقن به .

والعرب تسمي اليقين ظنًا والشك ظنًا ، ومنه قوله تعالى : " وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا " (الكهف: 53)أي فأيقنوا أنهم مواقعوها (انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) .

بل قال بعض المفسرين : " كل ظن في القرآن فهو علم ويقين ، كما ذكر ذلك الطبري بسنده عن مجاهد ، وذكر ابن كثير صحة سنده عنه (انظر: جامع البيان في تفسير القرآن ، وتفسير القرآن العظيم) .

اصطلاحًا :

هو اليقين الجازم بعلم وطمأنينة واستقرار نفس ، بكل ما جاء في الكتاب والسنة عن الله تعالى ، يقينًا يدفع المرء إلى العبودية لله تعالى مع حرص شديد على إخلاص النية له سبحانه ، واتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ،أو تقول هو أن تتيقن بكل ما ورد من الحق ، فيكون عندك كالشاهد .

فاليقين هو إتقان العلم بانتفاء الشك والشبهة عنه ، وهو العلم الجازم الذي لا شك فيه المؤدي إلى استقرار القلب وطمأنينته ، الدافع إلى العمل ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " اليقين هو طمأنينة القلب، واستقرار العلم فيه، وضد اليقين الريب وهو نوع من الحركة والاضطراب " (مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية) ويقول السعدي : " اليقين هو العلم التام الذي ليس في أدنى شك ، الموجب للعمل " (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) .
ومما ينبغي أن يعلم أن اليقين أعلى درجات الإدراك ، قال ابن تيمية : " ينبغي أن يعلم أن كل واحد من صفات الحي ، التي هي العلم والقدرة والإدراك ونحوها ، له من المراتب ما بين أوله وآخره ما لا يستنبطه العباد ، كالشك ثم الظن ثم العلم ثم اليقين ومراتبه ، وكذلك الهم والإرادة والعزم..." (مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية) .

والعبد يعرف من نفسه بلوغه درجة اليقين بالشيء كما يعرف أنه رأى الشيء أو سمعه ، يقول ابن تيمية : " العلم واليقين يجده الإنسان من نفسه كما يجد سائر إدراكاته وحركاته مثلما يجد سمعه وبصره وشمه وذوقه ، فهو إذا رأى الشيء يقينًا يعلم أنه رآه ، وإذا علمه يقينًا يعلم أنه علمه ، وأما إذا لم يكن مستيقنًا ؛ فإنه لا يجد ما يجده العالم ، كما إذا لم يستيقن رؤيته لم يجد ما يجده الرائي ، وإنما يكون عنده ظن ونوع إرادة توجب اعتقاده " (جامع الرسائل) .
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ:
الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى،
وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ،
وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ،
وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》
زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.09%)]