عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-06-2015, 09:08 AM
الصورة الرمزية بــيآرق النصـــر
بــيآرق النصـــر بــيآرق النصـــر غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
مكان الإقامة: أرض الخـــلافــة
الجنس :
المشاركات: 2,518
الدولة : Iraq
افتراضي تحذير المسلمين من الظن السيء بالآخرين!


تحذير المسلمين من الظن السيء بالآخرين!


الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن وسائل وطرق الشيطان اللعين للإفساد بين المسلمين وتفريق شملهم كثيرة، ومن أهم ما يلجأ إليه ويعتمد عليه في نشر العداوة والبغضاء وقطع أواصل المحبة والإخاء بينهم،
وهو أن يجعل بعضهم يتهم بعضا بلا بينة ولا برهان، وذلك بأن يقذف بينهم أكذب الحديث،الذي هو مجرد توهم وخيال لا حقيقة له في واقع الحال،قال الإمام ابن كثير - رحمه الله-:
"هو التهمة و التخون للأهل والأقارب والناس في غير محله".تفسير ابن كثير(4/213)
لقد نهانا ربنا جل جلاله أيها الأفاضل عن سوء الظن لما فيه من ظلم وتعدي على الآخرين بغير وجه حق،فقال سبحانه وتعالى : (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)[الحجرات:12]

قال الشيخ السعدي –رحمه الله- :" نهى الله عز وجل عن كثير من الظن السيء بالمؤمنين،حيث قال : ( إن بعض الظن إثم ) وذلك كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة وكظن السوء الذي يقترن به كثير من الأقوال والأفعال المحرمة،
فإن بقاء ظن السوء بالقلب، لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك،بل لا يزال به حتى يقول ما لا ينبغي ويفعل ما لا ينبغي،وفي ذلك أيضا إساءة الظن بالمسلم وبغضه وعداوته المأمور بخلافها منه". تفسير السعدي(ص 801)

قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- :" وليس كل الظن إثما، فالظن المبني على قرائن تكاد تكون كاليقين لا بأس به، وأما الظن الذي بمجرد الوهم فإن ذلك لا يجوز، فلو فرضنا أن رجلا رأى مع رجل آخر امرأة، والرجل هذا ظاهره العدالة، فإنه لا يحل له أن يتهمه بأن هذه المرأة أجنبية منه، لأن هذا من الظن الذي يأثم به الإنسان.
أما إذا كان لهذا الظن سبب شرعي فإنه لا بأس به ولا حرج على الإنسان أن يظنه، والعلماء قالوا :يحرم ظن السوء بمسلم ظاهرة العدالة ". فتاوى إسلامية (4/537)

وحذرنا منه كذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، حيث قال:" إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فإن الظَّنَّ أَكْذَبُ الحديث...".رواه البخاري (4849) ومسلم (3563) و اللفظ له، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

قال القرطبي –رحمه الله- :" الظن هنا وهو التهمة ومحل التحذير والنهي إنما هو تهمة التي لا سبب لها يوجبها ،كمن يُتَّهم بالفاحشة أو بشرب الخمر ولم يظهر عليه ما يقتضي ذلك ". المفهم (6/534)

قال الصنعاني –رحمه الله- :" المراد بقوله صلى الله عليه وسلم (إياكم والظنَّ) سوء الظنِّ به تعالى، وبكلِّ من ظاهره العدالة من المسلمين
وقوله (فإن الظن أكذب الحديث)سماه حديثًا؛ لأنَّه حديث النفس، وإنما كان الظنُّ أكذب الحديث؛ لأنَّ الكذب مخالفة الواقع من غير استناد إلى أمارة،
وقبحه ظاهر لا يحتاج إلى إظهاره. وأما الظن فيزعم صاحبه أنه استند إلى شيء، فيخفى على السامع كونه كاذبًا بحسب الغالب، فكان أكذب الحديث". سبل السلام (4/190)
إن لسوء الظن أيها الأحبة الكرام عواقب وخيمة وأخطار جسيمة تظهر على الظواهر بعد أن امتلأت به السرائر والبواطن، فبسببه تقطعت صلة الأرحام و انتشرت العداوة والبغضاء بين الأهل والأقرباء!
وبسببه كذلك تفرقت الأسر وتشتت الأبناء بعد أن كانوا يعيشون في محبة وإخاء !و انتشرت شائعات واتهمت نيات! وكم بسببه انتشر بين المسلمين التحاسد والشحناء بعد أن كانوا في ألفة وإخاء
قال المهلب –رحمه الله-:"التباغض والتحاسد أصلهما سوء الظن،وذلك أن المباغض والمحاسد يتأول أفعال من يبغضه ويحسده على أسوأ التأويل".شرح صحيح البخاري لابن بطال(9/261)




يتبع.....
__________________
,, ,,
سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.95 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.03%)]