((2))
التقوى
محور سورة البقرة
هذه الموضوعات الكثيرة وهذه القضايا وهذه المحاور تتقاطع وتتلاقى وتتبادل وتختلط بعضها ببعض لتعالج موضوعا ومحورا وقضية واحدة ألا وهي قضية:
((الانتفاع بالآيات والهدايات الإلهية))
وهؤلاء الذين ينتفعون بهذه الهديات سماهم الله في مطلع السورة:
((المتقين))
ولفظة التقوى ومشتقاتها من أكثر الألفاظ التي تكررت في السورة، وذكرت ألفاظ أخرى مقاربة لموضوع التقوى ومكملة له في مواضع سنأتي عليها إن شاء الله تعالى.
وبهذا يصح أن نطلق على هذه السورة:
(( سورة التقوى ))
وأفضل عبارة تختصر محورها ما جاء في مطلع السورة:
ذلك الكتاب على وجه العموم وسورة البقرة على وجه الخصوص هدى للمتقين
سورة البقرة هدى للمتقين
سورة البقرة هدى للمتقين
سورة البقرة هدى للمتقين
ومع ذلك فإني أظن ظنا غير جازم أن سورة البقرة لم تحط بموضوع التقوى من جميع جوانبه، وأنها قد أشارت إلى بعض عناصر التقوى بغير تفصيل، وجاء التفصيل في سور أخرى، فمثلا موضوع: ((مراقبة الله مفتاح التقوى)) هو محور سورة النساء، وغير ذلك من أسباب وعناصر التقوى التي تجد تفصيلاتها في غير سورة من سور القرآن الكريم.