[نمضي كـ حلم]

حيانا أتامل فأشعر أن تلك التفاصيل الصغيرةالمنحوتة في أعماقنا على جدران القلبلسنا نحن من يحفظهاولا من نختار ما نريد أن نذكر منهابل هي من تحفظنا...تستردنا من التيه...تنتشلنا من الخضم..تعيدنا إلى أنفسنا...إلى لحظات البراءة والصدقإلى ساعات السعادة الحقيقيةأو الحزن الحقيقي!يتساقط من ذاكرتك برغمكما كنت تظن استحالة أن تسلاه!يغرق في غياهب النسيانما لا يستحق البقاء!هي المتحكم لا نحن...أرايت كيف تغزوك فجاة!ثم تتدافع ككرة خيط طرفها بيدكسقطت في غفلة منك!كانفراط حَبَّات عقد نضيد..تَرُدُّك لأعوام خلت..تُعيدك إلى حيث تريد..لتسترجع محاطَّ الذِّكر المنسية..المكان والزمان والرائحة والصوت ودقائق الحدث..تفاصيل كل شيء!كالمفتون بهدأة الليل..كتيار جارف..كهذيان الحمَّى..تقتحمك دون إذن أو إنذار..تأتيك لحظة شرود طارئة..شرودفي ابتسامة..في التماع دمعة!في صفاء وجه وليد!حين التفاتة صمت وإصغاء لغائبٍ حاضر!!في دوامة صغيرة ترقبها على وجه قهوتك!في رائحة عشب مَروِي صبيحة ليلة باردة ماطرة!لحظة تهشم أوراق شجر جافة تحت قدميك!وقت انسياب الماء قطرا على زجاج النافذة!في تنسم رائحة البحر.. بينا ترقب أمواجه المتلاطمة!!حين تبصر عنوان روايتك الأثيرة!!في استغراق ذهنك آن سفرك.. عشية انطلاق أو غداة عودة!!في تغريد رائق لعصفور ذات مساء!!إذ تأمَّل خطوط التيه ومنحنياته في باطن كفك!حين تداعى الأفكار بمجرد وضع رأسك الذي أرهقته الأيام بحملها على الوسادة!في نبرة صوتِ غريبٍ... ترهف له سمعك إذ يبدو لك مألوفا!في عطر يتخلل حواسك عفوا !في ملامح وجه في الزحام،يجبرك أن تلتفت متسائلا...أهُوَ هُو ؟!تلك اللحظات المسروقة عنوة من حاضركتجمعك من شتاتك...تمزقك...ترسُم بسمة...تُسقِط دمعة...لكنها تبقى لك في الحياة.. سلوى!!--كل هذا وأكثر مر بي مرات...ترى كيف كنا لنكونبدون تعاقب الأفراح والأتراحوتواتر الخيبات والإصاباتوتتابع الأمال والآلاموتوالِ لحظات الانتصار والانكساروتلاحق أحايين الهزيمة والغلبة..أتستقيم حياة بشيء من هذا دون ضده؟!لا أعتقد...بدون هذاما كان لنا ذكرياتما كان لنا في الحياة حياة !