عرض مشاركة واحدة
  #272  
قديم 12-03-2016, 02:16 PM
الصورة الرمزية abdelmalik
abdelmalik abdelmalik غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 6,009
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة (الجزء السادس)


واليكم الكلام التالي، وهو مهم جدا لان فيه تصريح واعتراف
المتصوفة باخذهم من آخرين واهمهم الهندوسيين وتاثرهم بهم



ثانياً: تصريح بعض علماء التصوف بأخذهم عن الهنود:
ويظـهر تأثر المتصوفة بالمذاهب الهندية اعتــراف كثير من المتصوفة بأنهم يأخذون من بعض الهنود، ومن ثبوت سفر كثير منهم إلى الهند، وتمني بعضهم إلى الاستقرار في الهند، فمثلاً:
هذا أبو يزيد البسطامي (261هـ)، الذي يقول عن نفسه أنه أخذ الفناء الصوفي عن أبي علي السندي، فيقول: صحبت أبا علي السندي، فكنت ألقنه ما يقيم به فرضه، وكان يعلمني التوحيد والحقائق صِرفاً.
وحكي عن أبي يزيد أنه قال: دخل علي أبو علي السندي وكان معه جرابٌ، فصبه بين يدي، فإذا هو ألوان الجواهر! فقلت له: من أين لك هذا؟ قال: وافيتُ وادياً ههنا، فإذا هي تضيءُ كالسراج! فحملتُ هذا منها، قال: فقلت له: كيف كان وقتك وقت ورودك الوادي؟ قال: كان وقتي وقت فترة من الحال الذي كنت فيه قبل ذلك، وذكر الحكاية.
وقال أبو يزيد: قال لي أبو علي السندي: كنتُ في حال: (مني، بي، لي) ثم صرتُ في حال: (منه، به، له).
فهذه القصة تنبئنا مدى تأثر أبو يزيد بالفلسفة الهندية؛ فإن المقصود بأقواله واضح؛ إذ يقصد من دقائق التوحيد وحدة الوجود، والدليل عليه الكلام الأخير، وقد ثبت أيضاً أنه كان يعلمه طريقة الذكر وهي المعروفة بمراقبة الأنفاس، والتي يسمّيه الصوفية بأنها ذكر أو عبادة العارف بالله.
فهذا من أوائل المتصوفة، فلنأخذ نموذجاً آخر من أوساطهم، فمثلاً: الحسين بن منصور الحلاّج، كان كثير السفر إلى الهند، وما ادعى الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، إلا بعد رجوعه من الهند، يذكر لنا مؤرخ الإسلام فيقول:
أخبرني حمد بن الحلاج قال: مولد أبي بطور البيضاء ومنشؤه بتستر، وتلمذ لسهل سنتين، ثم صعد إلى بغداد، كان يلبس المسوح.. فأول ما سافر من تستر إلى البصرة، .. ثم إنه خرج وغاب عنا خمس سنين، بلغ إلى ما وراء النهر، ثم رجع إلى فارس... ثم خرج إلى مكة، ... ثم قصد إلى الهند وما وراء النهر ثانياً، ... وألف لهم كتباً ثم رجع، فكانوا يكاتبونه من الهند بالمغيث، ومن بلاد ماصين وتُركستان بالمقيت، ومن خراسان بأبي عبد الله الزاهد، ومن خوزستان بالشيخ حلاج الأسرار....
فهذا دليل وحده كافٍ في بيان مصدر هذا الحلولي في دعواه بالحلول والاتحاد.
ومن المتصوفة المتفلسفة ابن سبعين، الذي كان يحب الهند، وكان يحب أن ينـزل بها، فقد نقل لنا شيخ الإسلام ابن تيمية : قال: حدثني الثقة أن ابن سبعين كان يريد الذهاب للهند، وقال: إن أرض الإسلام لا تسعه؛ لأن الهند مشركون يعبدون كل شيء حتى النبات والحيوان.
فهذه بعض الأدلة على كون الأديان الهندية من مصادر التصوف، وأن المتصوفة كانوا يستمدون كثيراً من أصولهم من هذه الأديان والملل والنحل الباطلة.
ثالثاً: نظراً لتوافق الأصول بين الهندوسية والصوفية:
يقول الشيخ إحسان إلهي ظهير : هذا والقارئ لأقوال الصوفية، والعارف بأحوالهم ورياضاتهم ومجاهداتهم يلاحظ بنفسه تشابها كبيراً بين هؤلاء وأولئك، وخاصة في تعذيب النفس، وتحمل المشاق والتجويع وحبس النفس وإماتة الشهوات، والهروب من الأهل والأولاد، والجلوس في الخلوات، ومراقبة صورة الشيخ، وطرق الذكر، وكثير من العادات والتقاليد والرسوم، حيث لا يرىٰ إلا مشابهة تامة بتلك المذاهب وأصحابها[يقصد المذاهب الهندية]، كما لا يرى فيها أي أثر للإسلام وتعاليمه، ولا ثبوت من حاملي رايته، ومتمسكي سبيله، ومتبعي طريقه.
يقول الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي:
وهنا نشأ القول بوحدة الوجود في الديانات الهندية، وأثرت هذه العقيدة على أفكار الصوفية في الهند أولاً، ثم انتقلت إلى البلاد المجاورة لها مثل تركستان، ومن هنا انتشرت في البلاد الأخرى، ومن هذا المعين يقول ابن عربي:
فما نظرت عيني إلى غير وجهـه ومـا سمعت أذني خلاف كلامه
ومما لا شك فيه أن التصوف تأثر كثيراً بالعقائد الهندية. ففكرة الاتحاد أو وحدة الوجود عند الحلاج وابن عربي وغيرهما من المتصوفين مصدرها ((ڤيدانت)) حيث ترجم في عهد المأمون في دار الحكمة، وبقي ابن عربي مدة من الزمن في الشرق بعد أن خرج من موطنه بلاد الأندلس، وكان يتلقى مبادئ التصوف من مشايخ الشرق وألف كتابه ((الفتوحات المكية)) بمكة المكرمة، وهو شبيه بتعليمات التصوف الهندي. وكان يدعي أن الحقيقة المحمدية هي شكل آخر لوحدة الوجود.
أليس قول ابن عربي: الاعتقاد بصحة كل عقيدة حتى ولو كانت عبادة الحجر والشجر. شبيه بفكرة ((الڤيدانت)) القائلة: وفي النهاية كل هذه الأفكار توصل إلى ذات الله.
وقد أكّد بعض المستشرقين أن الطريقة الأكبرية (وهي المنسوبة إلى ابن عربي الَّذي لُقِّب بالشيخ الأكبر) في الأصل تأسست في الهند على يد صاحبها محيي الدِّين ابن عربي في القرن السادس الهجري، وانتشرت بين مسلمي الهند.
ويرى الشيخ الأعظمي: أنه لا يبعد أن يكون ابن عربي أيضاً ممن خرج إلى الهند لتلقي مبادئ الفلسفة الهندية مثل شيخه في وحدة الوجود الحلاج، إلا أن هذه الدعوى تحتاج إلى إثبات.



(تابع)
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.51 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.76%)]