واليكم مقتطفات اخرى بخصوص التصوف اليهودي الحلولي من كتاب
حكومة الدجال الماسونية الخفية
* المتصوف في اطار حلولي لا يكترث الا بذاته
* والتصوف الحلولي، وخصوصا في اشكاله المتطرفة، هو شكل من اشكال العلمنة، فاذا كان الاله او الخالق هو مخلوقاته، فان مخلوقاته هي هو، واذا حل الاله في المادة، فان الطبيعة تصبح هي الاله (كما يؤكد سبينوزا) ويمكننا القول بان التصوف اليهودي (على وجه العموم) من النمط الحلولي، وانه ذو اتجاه غنوصي قوي، فالمتصوف اليهودي لا يتجه نحو تطويع الذات الانسانية الفردية وخدمة الاله، انما يحاول الوصول الى فهم طبيعة الاله من خلال التأمل والمعرفة الاشراقية الكونية (الغنوص او العرفان) بهدف التاثير في الاله والتحكم الامبريالي في الواقع، ومن هنا كان ارتباط التصوف اليهودي او القابالاه بالسحر، ومن هنا ايضا كانت علاقة السحر بالعلم والغنوصية، وقد وصف العالم جيروشيم شوليم الصوفية اليهودية بانها "ثيوصوفية" اي انها معرفة الاله من خلال التأمل والمعرفة الاشراقية الكونية (الغنوص) او العرفان، ومن ثم، فالتصوف اليهودي الحلولي يتجه نحو الاتحاد مع الله والالتصاق به (ديفيقوت)، وهو اتحاد يؤدي الى وحدة الوجود، ووحدة الوجود يفترض انها تؤدي الى الكشف الصوفي لطبيعة الاله وامكانية التواصل معه ثم التحكم فيه !
ولعل سمة التصوف اليهودي الاساسية انه يدور في معظمه في اطار حلولي
* وقد اطلق العارفون باسرار القابالاه على انفسهم لقب "العارفين بالفيض الرباني"
لاحظوا الشبه الكبير بين التصوف اليهودي الحلولي والتصوف البدعي الاسلامي،
فهو يكاد ان يكون طبق الاصل، وفيهما نفس المصطلحات (الحلول، المعرفة الاشراقية،
العرفان، الاتحاد مع الله، وحدة الوجود، معرفة الله او الاله، الكشف، العارفين، الفيض،
الفناء، الاسرار الالهية ...الخ)، ابحثوا عن هذه المصطلحات الواردة بخصوص
التصوف اليهودي ابحثوا عنها في التصوف الاسلامي، وانا متاكد بانكم ستجدون بان
جميع تلك المصطلحات وغيرها موجودة في التصوف الاسلامي، اليكم على سبيل
المثال مصطلح "المعرفة الإشراقية" الموجود في التصوف اليهودي ستجدونه
في التصوف الاسلامي واحيانا يسمونه "الفلسفة الاشراقية"، فانا هنا لافضح حقيقة
التصوف الذي يسمونه زورا بالاسلامي، والاسلام بريئ منه، وحتى الخلوة التي
يستدلون بانها شرعية هي لا علاقة لها نهائيا بمكوث رسول الله صلى الله عليه
وسلم بغار حراء، وحتى كلمة (خلوة) الواردة في بعض الاحاديث لا تمت بصلة
بمفهوم الخلوة في التصوف الاسلامي، وانما الخلوة التي يتحدث عنها المتصوفة لها
علاقة بالخلوة عند الهندوس والبوذيين والشامان ...الخ، وساتيكم لاحقا بادلة مقرونة بالصور
ملحوظة
كلمة العرفان الوارد في المقتطف الذي نقلته من الكتاب بخصوص التصوف اليهودي
هو نفسه العرفان عند بوذا، اليكم ما كتبته في ردي رقم (267) من هذا الموضوع
وطبعا كلمة (عرفان) داخلة فيها، اليكم ما جاء في كتاب
اديان الهند الكبرى، الهندوسية، الجينية، البوذية
بهذا الخصوص في معرض الحديث عما فعله بوذا في آخر لحظات حياته
وبات السيد تلك الليلة كلها يحرك عجلة العرفان أمام تلاميذه راقدا رقدة الاسد
تحت شجرة تين، وقد جاء كثير من الناس وتلقوا العلم عنه
والعلم مقصود به المعرفة التي تحصل عليها بوذا بعد ان اصبح عارفا بالاسرار
الكونية وبالحقيقة بعد ان حصل له الكشف كما ذكرت لكم سابقا.