مما ذكرته في ردي اعلاه :
خلاصة ما جاء في الكلام اعلاه ان ذلك النور ابيض، صاف، وشديد الضوء
لدرجة انه يجعلك لا ترى جيدا
في كتاب "سلطان العارفين ابن عربي"، الذي سبق ان نقلت منه كلاما لابن عربي،
الكتاب الذي قلت لكم بخصوصه بانني لم اجد صورة لغلافه على النت، لكنني عندما
راجعت ذلك الكتاب، وجدت مكتوبا في الورقة الاولى منه بانه من
اعداد : محمد الشربيني
تاليف : طه عبد الباقي
اليكم ما جاء في الكتاب من كلام ابن عربي :
مقام النور : هذا مقام نلته سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، بمدينة فاس في صلاة العصر، وانا اصلي بجماعة المسجد بجانب عين الجبل، فرايته نورا صافيا غلابا، يكاد يكون من خلفي أكشف من الذي بين يدي، غير أني لما رايته زال عني حكم الخلف، وما رايت لي ظهرا، ولم افرق في تلك اللحظة بين جهاتي، بل كنت مثل الكرة لا اعقل لنفسي جهة الا بالفرض.
اول ملاحظة ان ابن عربي اكد نفس ما صرح به الذين ترجمت كلامهم في
ردي السابق بان ذلك النور صاف، وذلك في كلامه
فرايته نورا صافيا غلابا
وايضا ما قاله من ترجمت كلامهم بان ضوء ذلك النور شديد جدا لدرجة لا يجعلك تتمكن من الرؤية والمشاهدة السليمة، يعني تصبح كالاعمى تماما كما قال ذلك الرجل الذي ترجمت كلامه بخصوص نور الشمس المركزية الذي هو نور ابليس بانه :
شاهد شمسا مضيئة لكنها معمية
نفس الشيء حصل مع ابن عربي الذي جعلته شدة ضوء ذلك النور يصبح
مثل الاعمى وذلك في كلامه
غير أني لما رايته زال عني حكم الخلف، وما رايت لي ظهرا، ولم افرق في
تلك اللحظة بين جهاتي، بل كنت مثل الكرة لا اعقل لنفسي جهة الا بالفرض.
فابن عربي لشدة ضوء ذلك النور اصبح لا يرى الجهات واختلط عليه الامر لانه اصبح كالاعمى، مما يثبت بالدليل بان ذلك النور الذي شاهده اما انه نور مباشر من ابليس، واما هو نور شيطان آخر من شياطين الملائكة الساقطة، وشدة نور ابليس واتباعه من الملائكة الساقطة تثبها لقطات عرضتها في ردي رقم (244) من هذا الموضوع، اليكم اثنين منها يظهر فيهما ضوء ملاك ساقط (شيطان)
لاحظوا شدة ضوئه وهو مبتعد عنا في كبد السماء، تصوروا لو ان ذلك الملاك الساقط (الشيطان) اقترب منا، بل احاط بنا، اكيد كنا سنشعر باننا مثل الاعمى لا نرى شيئا من شدة ضوئه، ذلك الضوء هو لمجرد تابع من اتباع ابليس، فما بالكم بضوء/نور ابليس نفسه. وهناك احتمال والله اعلم انه ربما الشمس المركزية هي نفسها ابليس بمعنى انه بامكانه اي ابليس ان يتحول ويصبح في صورة وهيئة شمس شديدة الضوء، يعني ان الشمس المركزية اما انها شيء مختلف عن ابليس، بمعنى انها فقط مرتبطة به ومنها يرسل نوره/طاقته لمن يسعى للحصول عليها، واما انها هي نفسها ابليس المتحول في تلك الصورة والشكل اي الشمس المركزية، والامر ليس مستبعدا طالما ان اتباعه من الملائكة الساقطة بامكانهم ان يتحولوا لكرات من نور وانه لديهم قدرات خارقة وهائلة في التشكل، فما بالكم باعظمهم وسيدهم ابليس.
قد يتساءل بعضكم كيف يكون الذي شاهده ابن عربي مرتبط بابليس او احد اتباعه وهو قائم يصلي، اذا كان الشيطان قد عرض لرسول الله الذي هو خير الخلق فما بالكم بزنديق مثل ابن عربي، والدليل كما جاء :
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةً قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَذَعَتُّهُ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوثِقَهُ إِلَى سَارِيَةٍ حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَام رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِيًا. رواه البخاري.
واغلب الاحتمال ان ذلك الشيطان هو ابليس نفسه والله اعلم، وايضا جاء
في حديث آخر :
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ , ثنا مُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ , ثنا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ , قَالَ : صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً مَكْتُوبَةً , فَضَمَّ يَدَهُ فِي الصَّلاةِ فَلَمَّا صَلَّى قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَدَثَ فِي الصَّلاةِ شَيْءٌ ؟ قَالَ : " لا , إِلا أَنَّ الشَّيْطَانَ أَرَادَ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيَّ فَخَنَقَتْهُ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى يَدَيْ , وَأَيْمُ اللَّهِ لَوْلا مَا سَبَقَنِي إِلَيْهِ أَخِي سُلَيْمَانُ لارْتَبَطَ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَطُوفَ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ "
قد يقول لي البعض انت تقول عن ابن عربي بانه زنديق لكن ثبت في كلامه بانه رجل صالح يصلي بالناس، اولا ليس هناك من يثبت صدقه من عدمه، ثانيا في حالة صدق روايته فان يصلي بجماعة فاكيد لانخداع الناس به، لانه محتمل جدا ان الناس التي صلى بها هم اشخاص بسطاء طيبين على نياتهم، لما وجدته يملك الاسرار والمعارف الشيطانية انبهرت به، فاعتبرته شيئا عظيما يستحق ان تسمح له بان يصلي بهم جماعة، واما ان ابن عربي كان متواجدا في زاوية بين اخوانه من المتصوفة، اذن شيء طبيعي ان يصلي بالجماعة اما لكونه كان شيخا لهم او لاحترامهم لمكانته عندهم. و ايضا حتى لو ثبت بانه فعلا كان يصلي وانه كان اماما لمسجد فهذا لا يبرئ ساحته ويلغي حقيقة كونه زنديق والدليل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصوص الخوارج
يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى شَيْئًا وَيَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلَا يَرَى شَيْئًا وَيَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلَا يَرَى شَيْئًا وَيَتَمَارَى فِي الْفُوقِ
فنفس الكلام ينطبق على المتصوفة ايضا، اقصد منهم الصادقين في عباداتهم، ربما تجد منهم شيخا يقيم الليل ويصلي صلوات صحيحة، لكنه مع ذلك يمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية لانه صاحب بدع متبع لعقائد الكفار والمشركين، وبذلك ينال غضب الله عليه رغم حرصه على الصلاة في وقتها وفي المسجد، وابن عربي كثير من اقواله اقل ما يقال عنها كفر والحاد. بخصوص احتمال انه كان يصلي في المسجد محتمل ان يكون ذلك قبل ان يصبح زنديقا، او انه فقط كان كاذبا مدعيا مرائيا، يفعل مثلما يفعل بعض السحرة لخداع الناس وايهامهم بانهم اهل صلاح حتى يثق العامة فيهم، والدليل قصة هذا الساحر السابق من دولة اليمن، الذي سبق ان اشرت اليه في جزء سابق
مما جاء فيه من كلام الرجل بعد تفريغه :
وانا في هذه الخلوة بعد اربعين يوما (....) سمح لي (الشياطين) بقراءة بعض الايات القرانية لخداع الناس فقط امامهم، يعني عندما ياتي المريض الي، طبعا اذا لم اكن اقرا القران امام الناس او اصلي امام الناس لن ياتي الي احد، سيقولون هذا كافر، ولكن أحببهم الي، انني اقرا القرآن واصلي، في بعض الاحيان لما امشي مع بعض الناس اسمع الآذان في المسجد ادخل معهم المسجد، يقولون انني متوضي، اقول : الحمد لله انا اصلي ركعتي الضحى، وما صليتها، أكون على جنابة، اكون على نجاسة وادخل معهم المسجد على اساس اصلي (....)
فما كان من الشيخ نبيل العوضي الا ان يساله:
طيب تقرا القرآن لما ياتي المريض
فيجيب :
كنت اقرا القرآن، اقرأ بعض الايات القرآنية ثم ادخل عملية الشرك، مثلا اقرا في بعض الايات القرآنية، اقرا آية الاخلاص مثلا على المريض، ثم اقوم بالتلفظ ببعض الاسماء : طهطائيل، صهصائيل ....الخ (اسماء الجن والشياطين) لتسخير الخدام الاخرين لاعانتي على هذا العمل (.....) الشياطين التي عندي تاخذ المعلومات من قرين المريض (.....)
المهم كلامه طويل لمن اراد الاطلاع عليه كاملا ما عليه سوى مشاهدى اللقاء معه، وبالمناسبة هو الرجل كان ساحرا ضمن السحر الاسود، واشترطت عليه الشياطين في خلوته ان يزدري ويفعل الافاعيل بكتاب الله القران كأن ينتعله ويجعله مثل الحذاء لاثبات بانه كافر كفرا بواحا، مع ذلك الشياطين سمحت له بقراءة بعض الايات القرانية، فما بالكم بالتصوف الذي يدخل ضمن السحر الابيض الذي ليس من شرطه في الخلوة ان يفعل المريد تلك الامور بالقران وغيره، اذن فالاحتمال قوي ان يكون ابن عربي كاذب مدعي في صلاته الجماعية، او انه كان صادقا لكن مع ذلك فهو يظل زنديقا كما شرحت اعلاه
ليلتكم سعيدة